ارشيف من :أخبار لبنانية
الراعي في الرياض.. وسلسلة اتصالات ومساعٍ دولية لإعادة الحريري إلى لبنان
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت الاتصالات الجارية لمحاولة التوصل إلى حلّ لأزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري واحتجازه في الرياض، والتي بات الحراك فيها على صعيد دولي.
يأتي هذا في ظل بدء البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارة إلى العاصمة السعودية يلتقي فيها عددًا من المسؤولين، على أمل أن تفضي هذه المساعي والاتصالات لعودة سريعة للحريري إلى بيروت لكي تتوضح على اثرها العدديد من الأمور.
بانوراما الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 14-11-2017
"الأخبار": وقائع الاتصالات مع السعودية حول أزمة الحريري
أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنه على عكس ما كان السعوديون يريدون منها، جاءت المقابلة التلفزيونية مع الرئيس سعد الحريري ليل أول من أمس بنتائج عكسية. فهي، من جهة، لم تساعد في امتصاص النقمة اللبنانية بعدما أثبتت بالملموس أن الرجل ليس حراً في تصرفاته، ومن جهة أخرى زادت الغضب السعودي عليه.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن ظروف الرئيس الحريري ساءت في الساعات الـ 24 الماضية، بعد الانتهاء من المقابلة، بعدما ثبت للسعوديين أنها لم تحقق هدفها لجهة تهدئة الأجواء بين أنصاره وإرباك المساعي التي يتولاها الرئيس ميشال عون لتحرير رئيس الحكومة من معتقله السعودي. كما ساء سجّاني الحريري أنه أظهر نفسه متعباً وغير مرتاح، وأوحى بتصرفاته أن الأمور ليست على ما يرام، ولم يكتف بمغازلة الرئيس عون، بل ثبّت موقف لبنان لناحية ان الاستقالة ليست قائمة حتى عودته، كما أن سقف موقفه من حزب الله جاء متدنياً جداً.
وبعيداً عن الظروف الرديئة التي أحاطت بالمقابلة على أكثر من مستوى، وعن السجال المهني حيال مبدأ إجراء حوار مع رجل بات العالم كله يجمع على انه ليس حراً، أقرّت مصادر دبلوماسية أوروبية بأن التقديرات الاولية التي كانت سائدة بأن الحريري حر الحركة تبدّدت سريعاً. وثبّت هذه القناعة تقرير من السفير الفرنسي في الرياض فرانسوا غويات إلى باريس، أفاد فيه أن الظروف التي أحاطت بزيارته للحريري لم تكن طبيعية على الاطلاق، وأن الأخير كان مرتبكاً، وكان اللقاء سريعاً وعاماً. وتبيّن لاحقاً للجانب الاوروبي ان الإجراءات حول منزل الحريري مشدّدة جداً، وأن عائلته ممنوعة من التواصل مع الآخرين، كما أن أفراد عائلة زوجته المقيمين في الرياض ممنوعون من زيارته. فيما هناك من يتولى تلبية الحاجات اللوجستية للمنزل من دون حاجة إلى التواصل مع الخارج.
صحيفة الأخبار
وفيما تتواصل الاتصالات على أكثر من مستوى، عُلم أن الرياض تركز على مقايضة غير انسانية مفادها: تريدون الحريري، أعطونا اليمن! واليمن، بحساب إجماع مصادر دبلوماسية، هو الكلمة المفتاح في كل نقاش مع الجانب السعودي. إذ أن الرياض تعتبر ان حزب الله هو الطرف الوحيد القادر على معالجة مسألة الصواريخ اليمنية التي باتت تصل الى الرياض. ويجيب السعوديون كل من يسألهم حول اسباب تصعيدهم ضد لبنان وضد الحريري، بأن مشكلتهم مع الحريري «داخلية»، أما مع لبنان فان الامر بات «يتطلب اعلاناً لبنانياً رسمياً بضمان عدم تدخل حزب الله في النزاعات القائمة في المنطقة (اقرأ اليمن) وان يعلن الحزب بنفسه هذا الالتزام».
واطلعت «الأخبار»، من مصادر دبلوماسية اوروبية، على بعض التفاصيل المتعلقة بالوساطات الجارية، وبنتائج مقابلة الحريري أول من امس وانعكاساتها على هذه الوساطات. وتقول المصادر ان عائلة الحريري أخفقت في الوصول الى اي جهة سعودية داخلية قادرة على المساعدة، خصوصاً أن احتجاز الحريري تزامن مع اكبر عملية قرصنة يقوم بها محمد بن سلمان ضد كبار المسؤولين وأمراء من العائلة الحاكمة، بحيث لم يعد أي مسؤول سعودي قادراً على التجرؤ على البحث في الأمر. ودفع ذلك آل الحريري الى التواصل مع الاميركيين والفرنسيين والمصريين والاردنيين بحثاً عن حل، قبل أن يتبين ان فرنسا هي الجهة الوحيدة المستعدة لمناقشة الموضوع. وهذا ما لمسه ايضا الرئيس عون الذي لم يترك باباً الا وطرقه، وهو مستعد للذهاب الى ابعد مما يقدّر السعوديون في ملاحقة قضية «خطف رئيس الحكومة».
"البناء": مواقف دولية من أزمة الاستقالة
صحيفة "البناء" لفتت الى توالي المواقف الدولية إزاء الأزمة اللبنانية والرافضة لسياسة المملكة في لبنان والمنطقة، ودعا وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى «عدم التدخل» في لبنان. وقال عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل «لكي يكون هناك حلّ سياسي في لبنان، يجب أن تكون لكل من المسؤولين السياسيين بالتأكيد حريته الكاملة في التحرّك وأن يكون عدم التدخّل هو المبدأ الأساسي ويهمّنا استقرار ووحدة لبنان وعدم التدخّل في شؤونه ودستوره».
صحيفة البناء
في المقابل، نفت طهران تدخلها في شؤون لبنان، وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّها تتمنّى عودة الرئيس سعد الحريري إلى بلاده في أسرع وقت، لافتة إلى أن «إيران توجد في سورية بصورة رسمية وقانونية بناء على طلب من الحكومة السورية. أما الخارجية العراقية، فكشفت أن بغداد تتواصل مع السعودية ولبنان لحلّ الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس الحريري.
واعتبر وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ «المسألة اللبنانية ذات حساسية خاصة لتعدّد أطيافه، ويجب عدم التدخّل في شؤونه»، وأعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن أمله بعودة الحريري إلى وطنه في أقرب وقت، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة».
كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، فيديريكا موغيريني أن « الاتحاد الأوروبي يدعم لبنان ، ورئيس وفدنا في الرياض التقى رئيس الحكومة سعد الحريري وسألتقي وزير الخارجية جبران باسيل غداً»، مشيرةً إلى «أنّنا لا نتوقّع تدخلاً خارجيّاً في لبنان، ولا بدّ أن تركّز الجهات كافّة على عودة الحريري».
"الديار": الحريري عائد بضغط دولي
شارل أيوب كتب في "الديار"..عاد الرئيس سعد الحريري الى لبنان بضغط روسي - أميركي - أوروبي - تركي على السعودية وتم ابلاغها ان استقرار لبنان خط احمر ويجب عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان فورا، وان أوروبا وواشنطن تعتبر ان مصرف لبنان خطاً احمر في لبنان وتعتبر مؤسسة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية خطاً احمر ولا يمكن لاحد مسّ الجيش اللبناني، خاصة بقيادة العماد جوزف عون، الذي اجرى 3 دورات تدريب خلال 3 سنوات ونصف في الولايات المتحدة، وتم اشراكه في تدريبات سرية خطيرة ضد الإرهاب في الولايات المتحدة وتم اعطاؤه الثقة الكبرى ليدخل مراكز عسكرية كبرى لا يدخلها الا الضباط الاميركيون او ضباط اجانب تثق بهم القيادة العسكرية الأميركية والمخابرات الأميركية الى اقصى حد.
ولذلك تدخلت واشنطن واعتبرت ان الجيش اللبناني خطاً احمر وان وجود الرئيس الحريري واستقالته في السعودية يعرض امن لبنان الى الخطر وان الجيش سيتحمل خطر عدم الاستقرار وأميركا لا تقبل بذلك. كما ان الرئيس الفرنسي ماكرون كان واضحا مع ولي العهد بأن فرنسا مستاءة جدا من وجود الحريري في السعودية بهذا الشكل.
وكاد الحديث يتوتر ويصل الى حد الغاء مصالح تجارية وصفقات تسلح بين فرنسا والسعودية نظرا الى كلام الرئيس الفرنسي ماكرون بحديّة وعنف مع ولي العهد السعودي وردّ ولي العهد السعودي بعنف أيضا، وأخيرا انتهى الحديث بأن ابلغ الرئيس الفرنسي ولي العهد السعودي بأن باريس تملك من المعلومات والمعطيات ما يجعلها غير مقتنعة بكلام ولي العهد السعودي، وان لديها كافة المعلومات الدقيقة من قلب السعودية ومن عائلة الحريري من ولبنان عن حقيقة وضع الرئيس سعد الحريري في السعودية.
صحيفة الديار
واذا ارادت السعودية فستقدم المخابرات الفرنسية بالتفصيل معلوماتها ومعطياتها عن كيفية وجود الرئيس سعد الحريري في السعودية، وان الرئيس الفرنسي كرئيس اكبر دولة أوروبية لا يتكلم كلاما جزافا بل يتكلم بالتحديد معطيات ومعلومات وهو مسؤول عن فرنسا الدولة التاريخية في أوروبا والعالم، وطالب السعودية بعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية ان النقاش الذي دار بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان كاد ان يؤدّي الى قطيعة كبرى بين فرنسا والسعودية وإيقاف صفقات التسلح وضرب المصالح التجارية بين فرنسا والسعودية.
لكن السعودية تعرف تماما ان قامت بالعداء ضد فرنسا فهنالك 29 دولة أوروبية ستتضامن مع فرنسا عبر الاتحاد الأوروبي ضد السعودية. إضافة الى بريطانيا، الدولة التي تؤثر جدا على السعودية وكانت تحكمها.
"الجمهورية": الراعي في السعودية ويلتقي الملك سلمان اليوم: مطمئِنّ إلى مواقف الحريري
وفي سياق تمصل، تحدثت "الجمهورية" عن بدء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته إلى السعودية أمس، على أن يلتقي اليوم خادمَ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ووليَّ العهد الامير محمد بن سلمان الذي سيقيم مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق. كما سيلتقي الرئيس سعد الحريري.
وصل الراعي الى قاعدة الملك سلمان الجوّية في القطاع الأوسط، وقد فُرش السجاد الأحمر من درج الطائرة الى الصالون الكبير، وكان في استقباله عند مدخل الطائرة وزيرُ الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، سفيرُ لبنان في المملكة عبد الستار عيسى، قائدُ القاعدة الجوية اللواء صالح ابن طالب، القنصل سلام الاشقر، مستشارُ السفارة منير عانوتي، النائب السابق فارس سعيد، مندوبٌ عن المراسم الملكية السعودية، ومديرُ المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو ابو كسم. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف، ولقاءٍ ثنائي لدقائق مع السبهان توجّه الراعي الى مكان إقامته.
ومساء، التقى الراعي الجالية اللبنانية في السعودية، حيث أكد امامها أنّ «علاقات الصداقة بين لبنان والمملكة متجذّرة في التاريخ»، وقال: «سأشكر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ووليّ العهد محمد بن سلمان، على حسن استقبال اللبنانيين. وما كنت احلم يوماً أن أزور المملكة ولكنني كنت في شوق لزيارتها». وأكد «عمق العلاقات اللبنانية - السعودية»، مذكراً بأنّ «المملكة وقفت الى جانب لبنان في كلّ الاوقات». ورأى أنّه «على الرغم من الأزمات تبقى علاقة الأخوة تجمع لبنان والسعودية، التي كانت حاضرة دائماً في أزمات لبنان الاقتصادية والسياسية، ولبنان لا يزول طالما أنّ التعايش الاسلامي- المسيحي قائم»
صحيفة الجمهورية
وكان الراعي قد قال قبيل مغادرته مطار بيروت أمس: «هذه الزيارة مرّت في مرحلة اولى عام 2013، وجاءت ظروفٌ لم تمكنّا من القيام بها، وهي الآن تأخذ صفة تاريخية ومهمة بالنسبة الى الحدث الذي نعيشه اليوم في لبنان، وكل العيون اللبنانية تتوسّم خيراً، ونحن ايضاً، لأنه لم يأت من السعودية تاريخياً إلّا كل خير، وفي مراحل هذه العلاقة المميّزة والصداقة كانت المملكة دائماً الى جانب لبنان في كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والانمائية». واضاف: «هذه الزيارة ألبّيها بكل فرح، ويشرّفني ذلك، خصوصاً أنني أوّل بطريرك ماروني يزور المملكة، علماً أنه في عهد البطاركة أسلافنا عريضة المعوشي وخريش والبطريرك صفير، كانت هناك مراسلات بين البطاركة والملوك في المملكة».
وقال: «أريد أن أعبّر عن شكري الكبير لجلالة الملك سلمان لهذه الدعوة الكريمة، وقد تزامنت مع استقالة الرئيس سعد الحريري وانتظار اللبنانيين أن يعود، والامور تجمّدت، والشعب اللبناني كله ليس مرتاحاً، ولن يرتاح إلّا بعد عودة الحريري وعودة الحياة الطبيعية والعامة في بلدنا الى إطارها الطبيعي».
وأكّد الراعي «أننا سنحمل هذه الآمال والتطلّعات وسنضعها في قلب الملك، وفي قلب وليّ العهد، ونأمل خيراً بصلاة الجميع وبالإرادات الطيّبة في المملكة».
وتوجّه «بالتحية والشكر للوزير المفوّض وليد بخاري القائم بالأعمال في السفارة السعودية في لبنان، لمتابعته اليومية، دقيقة بدقيقة، من أجل إنجاح هذه الزيارة والوصول الى نتيجة مثمرة».
وعمّا قاله الحريري خلال مقابلته التلفزيونية، وما إذا كان كلامه يطمئن أو أنه «قيد الاحتجاز»، قال الراعي: «ما سمعناه جميعاً مطمئن، وأنا شخصياً كنتُ مطمئنّاً ومرتاحاً جداً الى ما قاله، والرئيس الحريري أجاب عن تساؤلات كثيرة لدى اللبنانيين وفتح آفاقاً جديدة ومهمة، ونأمل أن تتحقق هذه الموضوعات بأسرع ما يمكن».