ارشيف من :آراء وتحليلات
ريفي يستغل غياب الحريري القسري: أنا موجود!
لا تزال الاستقالة الملتبسة لرئيس سعد الحريري من الرياض، تشكل حديث الساعة في مجمل الأوساط اللبنانية، الا أن الايجابي الوحيد في الاستقالة هو "الصدمة الايجابية"، والاجماع الوطني الذي تحقق بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو ما قطع الطريق على المصطادين بالماء العكر، بعدما اكد فخامته ان :"الأهم الان هو عودة الرئيس الحريري الى لبنان" .
وفيما لم يتخلف موقف معظم الفرقاء اللبنانيين، عن موقف رئيس الحمهورية وأعلنوا انضواءهم خلف موقفه الوطني، كان هناك من يحاول العبث بالأمن والاستقرار، والسعي الى اظهار موقف مغاير للاجماع الوطني، في سبيل زعزعة الوحدة الوطنية التي ووجهت بها استقالة الحريري السعودية.
ففي طرابلس، يعود الوزير السابق أشرف ريفي للبحث عن دور جديد له، يدفع به الى الأمام، ولو كان ذلك على حساب الوطن بأكمله، الأهم لدى اللواء "أن يثبت ولاءه وانبطاحه الكامل أمام اسياده في المملكة العربية السعودية". حيث بادر ريفي الى استغلال إقدام الرئيس الحريري على إعلان الاستقالة، وسارع الى الطلب باجراء مشاورات نيابية لتسمية رئيس حكومة جديد، ظناً منه انه بذلك يمكنه التصويب على رئيس الجمهورية في مخالفة الدستور، الا أن الرد كان: "أن استقالة الحكومة يجب ان تقدم الى رئيس الجمهورية وفق الأصول".
هي ليست المرة الاولى التي يستغل فيها ريفي الأحداث السياسية اللبنانية، فغالباً ما يسعى الى البحث عن ثغرات يحاول منها الخروج الى الضوء، أو طرح نفسه كبديل جدي، كما حاول أن يوحي في غياب الرئيس الحريري القسري. فاستمر في ممارسة اللعب على الخط الطائفي طوال الاسبوع الماضي، تارة يدعو مناصريه الى النزول للشارع لتأييد مواقف المملكة، وتارة أخرى يبحث عن حلفاء يجارونه الانبطاح أمام السعودية، فلا يجد سوى " القوات اللبنانية"، و"الوطنيين الأحرار"، لكن كل ذلك بقي زوبعة في فنجان لم تؤثر على تماسك النسيج اللبناني أو الطرابلسي.
احراق صور ولي العهد السعودي.. رسالة من طرابلس الى السعودية
استمرت فورة ريفي في مجاراة المملكة ووزيرها السبهان "في التدخل السافر بالشؤون اللبنانية" بما فيها الصغيرة والكبيرة. فيما يحاول كل يوم، واكثر من مرة، اظهار ولائه الشديد وحرصه على ما يسميه "العلاقات العربية"، لكن ريفي، يعمل كمن يستغل فرصة، أن "لحظة جنون السعودية ربما لن تتكرر، لعلّه ينجح في قطفها لصالحه".
هكذا بادر الى استفزاز شريحة كبيرة من المجتمع الطرابلسي المؤيد لتيار المستقبل، وعمل على رفع صور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ليبادر ليلاً احد الأشخاص على إحراق احدى الصور، فيما لم تمس صورة الرئيس سعد الحريري في جوارها، وهو الأمر الذي استغله ريفي أيضاً وعمل الى الترويج له عبر مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام. الا أن مسارعة وزير الداخلية نهاد المشنوق، في اصدار قرار لازالة كل الصور السياسية من مدينة طرابلس قطع الطريق على خطة ريفي، فكان للقرار ردود فعل ايجابية من ابناء المدينة، الذين رحبوا بالخطوة، واعتبروا أنها تحمي المدينة من اتون فتنة كان يرسم لها البعض في طرابلس.
وأشارت مصادر سياسية طرابلسية "لموقع العهد" ان احراق صورة بن سلمان قد حقق الهدف بايصال رسالة الى السعوديين، مفادها :" أن طرابلس تعترض على ممارسات الادارة السعودية في اسلوب التعامل مع رئيس الحكومة، حيث اتت هذه الممارسات لتشكل اذلالاً واضحاً له واهانة للبنانيين عامة وللطائفة السنية خاصة". وتتابع المصادر ان "طرابلس مع الدعوة الوطنية الجامعة لاطلاق حرية الحريري واعادته الى بلاده كي يواصل مسيرته السياسية بالتعاون مع كل مكونات الوطن السياسية".
وبحسب مطلعين، فإن هذه الرسالة تشكل موقفاً واضحاً لأهالي طرابلس، التي لطالما ركزت الادارة السعودية على توظيفها صندوق بريد في المراحل السابقة التي عاشتها المدينة.