ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الاجنبية: التصعيد الاميركي ضد ايران لن يكون منتجاً
أكد باحثون اميركيون ان واشنطن تسعى إلى اضعاف الدولة السوري من خلال استخدام الورقة الكردية وخلق نظام فدرالي، إلا انهم اشاروا إلى ان واشنطن لن ستفشل في تحقيق مساعيها، مذكرين بمواقف سوريا المعارضة لاي تقسيم طائفي أو عرقي.
وقال دبلوماسيون اميركيون سابقون معروفون ان إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب يجب ان توجه رسالة واضحة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تؤكد انها لن تساعد السعودية في حال اندلعت الحرب بينها و ايران. واكد باحثون ان التصعيد الاميركي ضد ايران لن يكون منتجاً نظراً إلى تعاظم قوة الجمهورية الاسلامية، لافتين إلى ان على ادارة ترامب تكثيف انخراطها مع طهران.
واشنطن ستفشل في مساعيها لخلق منطقة يسيطر عليها الاكراد في سوريا
وفي التفاصيل، كتب الباحث “Geoffrey Aronson” مقالة نشرتها مجلة “The American Conservative”، قال فيها ان "التدخل الروسي في سوريا قلب الأمور بشكل حاسم لصالح نظام الرئيس السوري بشار الاسد".
و اضاف الكاتب ان "الدور العسكري الروسي في سوريا تُوِّج بمساع دبلوماسية روسية تمثلت بمحادثات أستانا"، معتبراً ان "هذه المحادثات حققت تقدما اكبر من محادثات جنيف بقيادة الولايات المتحدة"، ورأى ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين حدّد الاهداف الروسية بشكل واضح واستخدم ما لديه من موارد "بمهارة وتصميم".
وتابع ان محادثات أستانا هي مؤشر اضافي على فشل الدبلوماسية الاميركية والمساعي العسكرية الاميركية الهادفة إلى جعلها "الحَكَم" في تحديد مستقبل سوريا، مشيرا إلى ان ايران وتركيا وروسيا هم الضامنون لمحادثات أستانا، و لفت الى ان "موقع حزب الله لناحية التأثير على مستقبل سوريا افضل من واشنطن".
وأوضح الكاتب ان النوايا الأمريكية بدأت تتضح مع اقتراب نهاية الحرب السورية، مشيرا إلى ان ما ترغب به واشنطن في سوريا غير قابل للاستمرار على الأمد الطويل ويعكس تجاهلاً لتاريخ سوريا.
واضاف الكاتب "اذا كانت "المساعي الاميركية لترسيخ الاستقرار في العراق" هدفها تعزيز سلطة الحكومة المركزية هناك، فان المساعي الاميركية في سوريا تهدف إلى تقليص سلطة الحكومة السورية، من خلال استخدام الاكراد". وتابع ان "واشنطن وبينما تعرب عن دعمها لوحدة الاراضي السورية، إلا ان افعالها على الأرض تفيد بانها مهتمة اكثر بإنشاء منطقة يسيطر عليها الاكراد في شمال شرق البلاد".
واشار الكاتب إلى ان "قليل هم من يعتقدون ان منطقة الرقة يمكن ان تستخدم كنقطة انطلاق لانتزاع العاصمة دمشق من النظام السوري وحلفائه".، لافتا إلى انه "في احسن الاحوال، فان واشنطن ترى في إنشاء منطقة خاضعة لسيطرة الاكراد مفتاحاً من اجل مطالبة النظام السوري بدعم تسوية فدرالية تقلص سلطة النظام"، على حد تعبيره.
وقال الكاتب ان "هذه المقاربة تذكّر بالمساعي الفرنسية في حقبة العشرينيات والثلاثينات الهادفة إلى تقسيم سوريا على خطوط طائفية"، مذكراً بالجهود السورية لنيل السيادة والاستقلال وهزيمتهم للفرنسيين في تلك الفترة"، واضاف ان اعلان الرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا بان الرقة تعتبر تحت الاحتلال، انما يعكس ويؤكد هذا التاريخ السوري".
وشدد الكاتب على ان جميع السوريين بمن فيهم الاكراد يتشاركون هذا "الارث الوطني"الذي يتعارض مع المساعي الاميركية الهادفة إلى اضعاف سلطة الحكومة من أجل "خدمة مصالح طوائف".
كما اكد ان الاكراد في شرق سوريا سيعودون إلى دمشق في الوقت المناسب، لافتا إلى ان الاكراد خلافاً للعديد ممن هم في "المعارضة" السورية، مستعدون للمشاركة بمؤتمر "سوتشي" ومواصلة انخراطهم مع دمشق. واضاف ان المستقبل الأفضل لجميع السوريين يتمثل بدولة موحدة، إذ تكون الحكومة في دمشق قوية بحيث تستطيع تقديم تنزالات لمصلحة الاكراد.
على واشنطن عدم مساعدة السعودية في حال اندلاع الحرب بين الرياض و طهران
من جهة اخرى، كتب “Patrick Buchanan” مقالة نشرتهامجلة “The American Conservative”، شدد فيها على ضرورة ان يوجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب رسالة واضحة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان اميركا لن تشن اي حرب على ايران بالنيابة عنه.
و اكد الكاتب ان المصلحة الاميركية واضحة وتقتضي عدم خوض اي حروب جديدة في الشرق الاوسط وانهاء الحروب في اليمن وسوريا من خلال المفاوضات.
الكاتب قال ان "لا احد يعلم كيف ستنتهي اي حرب تندلع بين السعودية وايران"، مشيرا إلى ان السعودية تشتري الاسلحة الاميركية الحديثة منذ سنين، موضحا ان "عدد سكان ايران هو ضعف عدد سكان السعودية و ان القوات المسلحة الايرانية هي اكبر و اضخم من القوات السعودية".
واعتبر الكاتب ان "المخاطر ستكون على السعودية اكثر بكثير من ايران في حال اندلاع المواجهة بين الطرفين".
واشار الكاتب الى انه "وبينما تطالب السعودية بالتصعيد ضد حزب الله داخل لبنان، يشارك الحزب في الحكومة اللبنانية ويملك اكبر قوة مقاتلة في البلاد"،لافتاً الى ان الحزب بات لديه تجربة قتالية كبيرة جداً جراء مشاركته بالحرب السورية"، مستبعدا ان يكون "كيان الاحتلال الاسرائيلي مستعدا للدخول في حرب مع حزب الله".
وشدد الكاتب على ان "السعودية لا يمكن ان تنتصر في حرب شاملة مع ايران من دون دعم اميركي"، واكد ان "النظام السعودي سيكون في خطر في حال فشلت السعودية في اي حرب مع ايران".
الكاتب اعتبر ان ابن سلمان ذهب بعيداً جداً في سياسته التصعيدية سواء في الداخل او الخارج ،ومن الصعب عليه ان ينزول عن الشجرة دون "بعض الاذلال الذي قد يكلفه العرش".
و شدد الكاتب على ان لدى اميركا مصالحها، ما يفرض عليها ان تبلغ ولي العهد السعودي بانه سيكون لوحد دون دعم اميركي في حال بادر بشن حرب في لبنان او الخليج، مضيفا انه "لا يمكن السماح لابن سلمان بان يقرر هو ما اذا كانت الولايات المتحدة ستدخل في حرب جديدة في الشرق الاوسط، مؤكدا ان اميركا وحدها هي التي تقرر ذلك.
التصعيد الاميركي ضد ايران لن يكون منتجاً و على واشنطن تكثيف الانخراط مع طهران
وفي سياق متصل، كتب الباحثان “Amir Handjani” و “Ali Reza Nader” مقالة نشرت على موقع “Bloomberg” اشار فيها إلى ان التطورات الاخيرة في المنطقة تزيد من احتمالات المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة و ايران.
ولفت الكاتبان إلى المزاعم السعودية بان ايران تتحمل مسؤولية الهجوم الصاروخي الأخير على الرياض، مشددا على ان هذه المزاعم تبقى "لا اساس لها". وقالا ان "السعودية في حال فرضت المواجهة مع ايران، فان الولايات المتحدة ستجد نفسها في قلب هذه المواجهة".
و اضاف الكاتبان ان "رغبة ادارة ترامب بعزل ايرانو الضغط عليها يعكس تفكيراً عفا عليه الزمن ولا يأخذ في الاعتبار الحقائق المتغيرة في الشرق الاوسط، ورجحاً بان النتيجة ستكون تقوية ايران.
واعتبر الكاتبان ان "ايران هي اللاعب الاقليمي الاقوى في الشرق الاوسط"، لافتان إلى "نفوذ إيران القوي في كل من سوريا ولبنان والعراق، وحتى في دول مثل اليمن وافغانستان". واشارا إلى ان ايران بات لها علاقات وطيدة مع روسيا في سوريا ومصالح مشتركة مع تركيا في قضايا متعلقة باستقلال الاكراد وتقوية الحكومة المركزية في بغداد".
و تابع الكاتبان ان كلا من تركيا وايران تدعمان قطر في صراع الاخيرة مع السعودية ودولة الامارات"، واعتبرا ان الحملة على قطر سمحت لايران بان تظهر امام قوى مثل الصين والهند كقوة تعمل من اجل الاستقرار في الشرق الاوسط.
ورأى الكاتبان ان المحاولات الاميركية لتقويض الإتفاق النووي مع ايران لن تؤدي سوى إلى انضمام المزيد من اللاعبين إلى جانب ايران، وقالا ان "الدول الاوروبية ربما ستنظر إلى طهران على انها شريك يتصرف بمسؤولية اكبر من خلال الايفاء بالتزاماته، وذلك خلافاً لواشنطن تحت ادارة ترامب".
واشار الكاتبان الى ان "ايران تلتجىء اكثر فاكثر إلى آسيا في الأمور الاقتصادية و المالية"، مؤكدا ان الصين تعتبر ايران جزءًا اساسيا من مبادرة "حزام واحد طريق واحد"، وهي عبارة عن مشروع اقتصادي يهدف إلى ايصال بكين بالشرق الاوسط و اوروبا. ولفتا إلى ان كلا من اليابان وكوريا الجنوبية والهند يرون في السوق الايراني فرصاً لتحقيق المكاسب الاقتصادية، وإلى ان هذه الدول اصبحت تشتري النفط الخام و البتروكيماويات من ايران.
واستبعد الكاتبان ان تؤدي العقوبات الاميركية على ايران إلى "دحر نفوذ ايران في الشرق الاوسط"، واعتبرا ان ادارة ترامب يجب ان لا تتعاطى مع ايران كدولة "شريرة" و انما كما تتعاطى مع خصوم مثل روسيا و الصين"، على حد قوله.
و قالا ان واشنطن يمكنها الانخراط مع طهران عندما تقتضي المصلحة ذلك، وان على الجانبين التوصل إلى تفاهم من اجل عدم تعزيز حدة التوتر في المنطقة. وشددا على ان ذلك يتطلب من ادارة ترامب التخلي عن مساعيها الهادفة إلى تقويض الاتفاق النووي وكذلك التخلي عن الدعوة إلى تغيير النظام في ايران.
وتابع الكاتبان ان الاستمرار بشيطنة ايران وتحمليها مسؤولية كل مشاكل المنطقة مقاربة غير منتجة ولن تؤدي سوى إلى المزيد من التصعيد، وذكّرا بان ادارة جورج بوش الابن تبنت هذه السياسة ما ادى الى "عواقب كارثية".
واوصى الكاتبان ادارة ترامب باعادة التواصل مع ايران على مستوى رفيع كما كان الوضع مع ادارة اوباما السابقة وتوسيع اطار الانخراط الدبلوماسي مع ايران ليشكل الملفات الامنية الاقليمية. وشددا على ضرورة ان يحصل ذلك على المستوى الوزاري وتحديداً بين وزيري خارجية البلدين محمد جواد ظريف و “Rex Tillerson”.