ارشيف من :أخبار عالمية

معاريف: روسيا ليست حليفًا.. و’إسرائيل’ لا يمكنها التعويل على الولايات المتحدة‎

معاريف: روسيا ليست حليفًا.. و’إسرائيل’ لا يمكنها التعويل على الولايات المتحدة‎

صحيفة "معاريف" - يوسي ملمان

يواصل زعماء "إسرائيل" التصرف وكأن شيئًا لم يحصل على الجبهة السورية، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير "الأمن" أفيغدور ليبرمان يواصلان إطلاق عبارتهم المتكررة بأن ""إسرائيل" تعرف كيف تحافظ على مصالحها الأمنية"، باللغة الإنكليزية يسمَّون هذا FACE SAVING، يحافظون على إظهار وكأن الأعمال تجري كالمعتاد، لكن الحقيقة هي أنهم ليسوا كذلك.

كلام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف هذا الأسبوع بأنه لا يوجد أي إتفاق على أن تغادر القوات الإيرانية سوريا وأن وجودها هناك شرعي، كان بمثابة إلقاء قنبلة وزنها طن على القيادة السياسية والعسكرية لـ"إسرائيل"، لافروف لم يقل ذلك بوضوح، لكن يمكن فهم في أصل كلامه أنه من وجهة نظر الكرملين، الحضور الإيراني في سوريا مع حلفائه، ليس شرعيا فقط، بل ضروري.

توضح روسيا أنه على المستوى التكتيكي، وبتنسيق عسكري لمنع معارك جوية وتصادم عسكري مع الجيش الإسرائيلي، هي مستعدة للتعاون مع "إسرائيل" وستواصل القيام بذلك، لكن على المستوى الاستراتيجي المصلحة الروسية في تثبيت نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة إيران تفوق المصالح الإسرائيلية.

حتى أن روسيا رفضت الموقف الإسرائيلي الذي مفاده أنه "حتى لو قبلنا، دون الاعتراف علنًا بالوجود الإيراني في سوريا، على الأقل أبعدوه عن حدودنا".

عمليًا، "إسرائيل" معزولة أكثر من أي وقتٍ مضى في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، روسيا، ليست حليفة، على الرغم من مساعي نتنياهو للتودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و"إسرائيل" لا يمكنها الإتكال على استرضاء وملاطفة الولايات المتحدة أيضا، الولايات المتحدة بقيادة ترامب تواصل سياسة سلفه، باراك أوباما، وهي تعترف بسوريا كمنطقة نفوذ روسية وتتخلى عن الشرق الأوسط.

العزاء الوحيد المتوفر لـ"إسرائيل" هو تعزيز علاقاتها مع السعودية، كلما تقدّمت إيران بهيمنتها في المنطقة كلما تزايدت الخشية السعودية منها وتعززت رغبة قادتها في تحسين علاقاتهم مع "إسرائيل".

السعودية ترغب في إحداث فوضى في لبنان كي تضرب إيران وحزب الله لتقليص أضرار "التمدد الإيراني"، كما كانت ترغب في أن تَخرج "إسرائيل" إلى حرب ضد حزب الله في لبنان، وأرادت أن تضرب "إسرائيل" بقوة أكبر حزب الله في حرب لبنان الثانية في العام 2006، لكن يمكن التقدير بيقين كبير جدًا أن "إسرائيل" هذه المرة لن تخرج لاستنزاف دم أبنائها من أجل مصالح أجنبية.

 

2017-11-16