ارشيف من :أخبار لبنانية

بعبدا تترقّب عودة الحريري من باريس الى بيروت 

بعبدا تترقّب عودة الحريري من باريس الى بيروت 

لم تكل ولا تمل عزيمة رئيس الجمهورية ميشال عون منذ اللحظة الأولى لـ"نغمة" استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. ثلاثة عشر يوماً على احتجازه في السعودية، وقصر بعبدا "خلية نحل" لحل الأزمة العتيدة. الرئيس شرّع أبواب القصر الجمهوري أمام كافة الأفرقاء السياسيين في لبنان. بنظره، القضية تمس كل لبناني بصرف النظر عن انتماءاته السياسية. لا مساومة على كرامة لبنان وسيادته. يُدرك كثيرون، والكلام لأوساط الرئيس عون أنّ بين هذا الرجل والإحباط خطين متوازيين لا يلتقيان. وانطلاقاً من هذا المبدأ، بذل الرئيس كل ما بوسعه حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم. مبادرة إطلاق سراح الرئيس الحريري نحو باريس ما كانت لتتم لولا إصرار الرئاسة الأولى وإجراؤها الوساطات وممارسة الضغوط الدولية. مصادر بعبدا ترجّح وصول الحريري السبت الى فرنسا، لتبدأ بعدها رحلة العودة الى لبنان. وفق المصادر، لا شيء محسوم حتى الساعة. أحد لا يملك الإجابة عن السيناريوهات التي سيعود بها الحريري الى بعبدا. إنها في "علم الغيب". هل سيصر على الاستقالة أم لا؟، هل سيُطالب بتكليفه من جديد وفق شروط مختلفة؟. هل سيبقى في لبنان، أم سينتقل للعيش في فرنسا؟.

تُسهب المصادر في إطلاق أسئلة مشروعة، عما ستحمله الأيام القادمة، لكنها تُشير الى أنّه ومهما كانت الخيارات، فإنّ ضمير الرئيس عون مرتاح جداً على إنجاز "أصعب المهمات" بنجاح. ما حصل سابقة، لم تحدث في التاريخ القديم ولا الحديث. يحبس الرئيس عون في فمه الكثير من الماء. لا يجد مبرراً لكل ما حصل. ولكل منتقدي حدة اللهجة في الخطاب التي استخدمها الرئيس مؤخراً، تلفت المصادر "عنايتهم" الى أنّ ما قيل ويُقال أضعف الإيمان، مقارنةً بما حدث. الأمور بلغت حداً لا يمكن السكوت عليه. وهنا، تسخر المصادر من محاولة البعض تحويل مقام الرئاسة الثالثة الى حفل للمبايعة. تسأل :"ماذا يعني أن نسمع في الإعلام أنّ بهاء شقيق الرئيس سعد يتجهّز لوراثة رئاسة الحكومة عن أخيه؟". تُعلّق الأوساط على كلام بهاء في اليومين الماضيين، لافتةً الى أنّ" تذكّره بعد 12 يوماً أن له أخاً محتجزاً يثير السخرية والريبة من أنّ شيئاً ما كان يُحضّره".

أي ضغط على الرئيس الحريري لبقائه في سدة الحكومة لن يمارسه الرئيس عون، تجزم المصادر. جل ما يعني بعبدا الوقوف على ملابسات الاستقالة "الصدمة"، ومعرفة ظروفها، وللحريري حرية الخيار بين بقائه أو الإصرار على الاستقالة. تُرجّح الأوساط وصول الرئيس الحريري الى بعبدا مطلع الأسبوع المقبل، اللهم إلا إذا حدث ما لم يكن بالحسبان في ربع الساعة الأخير. تنقل المصادر عن الرئيس عون ارتياحه لما آلت اليه الضغوط الدولية في الأيام الأخيرة، واطمئنانه على الأوضاع الأمنية والمالية في البلد، رغم أسوأ الظروف التي مر بها. وفق المصادر، يُطمئن الرئيس عون كل من يلتقيهم أنّ البلد تجاوز المحنة بأقل الأضرار. لا خوف على شلل حكومي، طالما يجيز الدستور للحكومة الاجتماع عندما تدعو الحاجة حتى ولو كانت تحت مظلة "تصريف الأعمال". يُكرّر سيد بعبدا أمام مسامع الجميع "لا أعلم ما ستحمله الأيام القادمة للبنان، لكني أعدكم بأني لن أوفر جهداً لحمايته من أي خطر داهم" تختم المصادر.

2017-11-16