ارشيف من :آراء وتحليلات

إيلاف وأيزنكوت..هل بدأ التطبيع السعودي العلني مع ’إسرائيل’؟

إيلاف وأيزنكوت..هل بدأ التطبيع السعودي العلني مع ’إسرائيل’؟

علي ابراهيم مطر

"إن لم تستح فافعل ما شئت" هكذا أصبح حال السعودية في مسار التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني. فأن تنتقل عملية التطبيع السعودي مع الصهاينة إلى وسائل الإعلام، يعني أنه لم يعد هناك رادع أمامهم في ذلك، وأن السعودية تخطت كل الخطوط الحمر، لتبدأ بعملية التطبيع بشكل علني مع السعودية.

انطلقت السعودية في حملتها للتطبيع من مجرد التواصل إلى البدء بالتسويق لهذه العلاقة عبر وسائل إعلامها الرسمية وهذه المرة عبر إيلاف، من خلال إجراء مقابلة مع رئيس أركان جيش العدو، غادي إيزنكوت، بشكل فج وصريح، لتكون بداية الإعلان عن هذا التطبيع.

ومع أن المقابلة ليست فقط  الأولى من نوعها في وسائل الإعلام السعودية والخليجية، إنما هي الأولى لمسؤول صهيوني بهذه الرتبة مع صحيفة سعودية، وهي جرت في مقرّ هيئة الأركان الإسرائيلية في "تل أبيب"، وهنا الأزمة الأخرى يعني أن فريق عمل سعودي قادر على الذهاب بسهولة إلى الكيان الغاصب، كما بإمكان الصهاينة الذهاب إلى السعودية، ما يبين التعاون القائم بين الطرفين.

ومن خلال هذه المقابلة تظهر السعودية كيف تأخذ من توتير علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مطيةً لتبيع القضية الفلسطينية وتبدأ بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. ويبدو أن مسار التطبيع يسير على ما يرام بالنسبة لها، فعندما تجري مقابلة مع ايزنكوت يعني أنها أعطت ضوءا أخضر للبدء بمقابلات أخرى في المستقبل، وقد تكون المقابلة القادمة مع نتنياهو مثلا.

أرادت الصحيفة من المقابلة الحصرية توجيه رسالة إلى إيران أن إسرائيل مستعدة للدخول إلى جانب السعودية في أي حرب، فأكد رئيس أركان الجيش الصهيوني أن للرياض وتل أبيب مصالح مشتركة ضدّ التعامل مع إيران، وهذا ما يعني ارتفاع أسهم بناء العلاقات بين الطرفين.

أرادت السعودية عبر الصحيفة أن تبين أنها ليست على عداوة مع الكيان الصهيوني، كما قدمت لـ"اسرائيل" فرصة للقول عبرها إنها ليست على عداوة مع السعودية، والتاريخ المؤسف للسعودية هو عندما يتحدث عنها قائد صهيوني بالقول إن "هناك توافقا تامّا بين اسرائيل وبين المملكة العربية السعودية والتي لم تكن يومًا من الأيام عدوة أو قاتلتنا او قاتلناها، واعتقد ان هناك توافقًا تامًا بيننا وبينهم بما يتعلق بالمحور الإيراني، فأنا كنتُ في لقاء رؤساء الأركان في واشنطن وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودي وجدتُ أنه مطابق تمامًا لما افكر به بما يتعلق بايران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة إيقاف برامجها التوسعية". ما يقوله ازينكوت صحيح فالسعودية لم تدعم فلسطين وقضيتها، لا بل هي تقف ضد حركات المقاومة بشكل دائم وتسعى لفرض عقوبات والضغط على كل من يحارب كيان العدو.

ومنذ مدة تسوق السعودية لتحالف يجمعها مع الكيان الإسرائيلي، ولكن هي تنتظر الرد المقابل من "اسرائيل" بالايجاب كما تنتظر الفرصة المؤاتية لذلك، وهذا ما قاله ايزنكوت في مقابلته إنه "توجد مع الرئيس دونالد ترمب فرصة لتحالف دولي جديد في المنطقة، ويجب القيام بخطة استراتيجية كبيرة وعامة لوقف الخطر الإيراني ونحن مستعدون لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة إيران". فالسعودية بعد كل فشلها في ملفات المنطقة لم يبق أمامها على ما يبدو إلا جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وردًا على سؤال حول ما اذا كانت "اسرائيل" قد شاركت السعودية بمعلومات في الفترة الأخيرة، أجاب آيزنكوت "نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات اذا اقتضى الأمر. هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم".

إذاً كما يتضح من هذه المقابلة فإن التطبيع بين السعودية وإسرائيل قائم على قدم وساق، وأن الأمور في خواتيمها، وللأسف فإن السعودية بدأت فعلاً تعمل على كي وعي الشعب السعودي بالقبول بالتطبيع وذلك عبر تشغيل ما تملكه من وسائل إعلام تنفذ أجندات محمد بن سلمان وابيه اللذين باعا القضية الفلسطينية ليدخلا العدو الإسرائيلي في الاستراتيجية السعودية الحاكمة الخاضعة لأميركا وإسرائيل والتي تعمل وفق مشاريع التقسيم من أجل الحفاظ على كرسي الحكم. وبما أن المديح للسعودية أتى من رئيس أركان الجيش الصهيوني ايزنكوت فذلك يعني أنها على خط واحد وفي مسار دموي تقسيمي واحد مع الصهاينة.

2017-11-16