ارشيف من :أخبار لبنانية

الصفحة الاجنبية:: الرياض تتراجع في لبنان والحرب المقبلة لكيان العدو قد تكون في سوريا و ليس لبنان

الصفحة الاجنبية:: الرياض تتراجع في لبنان والحرب المقبلة لكيان العدو قد تكون في سوريا و ليس لبنان

علي رزق

استبعد كتّاب صهاينة أن يشن كيان العدو حرباً وشيكة على لبنان فقط من أجل تحقيق مكاسب سعودية، وذلك بسبب رد فعل حزب الله و الاضرار التي سيلحقها بالجبهة الداخلية "الاسرائيلية"، واعتبر هؤلاء أن الساحة السورية قد تكون الساحة التي تشهد حربا صهيونية، وليس لبنان.

هذا و قال صحفيون أميركيون معرفون أن الرياض وواشنطن ربما توصلتا الى قناعة بأنه من الافضل لهم الاستقرار في لبنان، وذلك بعد التطورات المتعلقة باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.

كذلك رأى باحثون أن ايران تتفوق على السعودية و ان الرياض تتبنى نهجا خاطئا في المواجهة مع إيران، بينما نبه باحثون آخرون الى أن السعودية تعمل على عودة الهيمنة الأميركية الى المنطقة.

الصهيانة قد يصعدون على الجبهة السورية وليس اللبنانية

كتب الصحفي الصهيوني "Amos Harel" مقالة نشرتها مجلة "Foreign Policy" نقل فيها عن عضوين اثنين في الحكومة الصهيونية تأكيدهما أن" هذه الحكومة لم تكن تملك أية معلومات حول موضوع استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، كما نقل عن أحدهما بأن الاميركيين وجميع الأطراف الأخرى كذلك لم يكن لديها أية معلومات بهذا الشأن".

وأشار الكاتب الى المقابلة التي أجرتها صحيفة سعودية مع رئيس أركان الجيش الصهيوني "Gadi Eizenkot" والى ما قاله الاخير اثر المقابلة عن وجود مواقف متطابقة بين السعودية وكيان الاحتلال ضد ايران واعتبار الاخيرة "التهديد الاكبر للمنطقة"، غير أن الكاتب نبه في الوقت نفسه الى أن "Eizenkot" وخلال هذه المقابلة استبعد اندلاع مواجهة بين حزب الله وكيان العدو في القريب العاجل.

كما أضاف الكاتب أن" "الاسرائيليين" يتساءلون عما اذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قادر على النجاح في تحقيق طموحاته لجهة "ضبط نفوذ إيران" واستعراض القوة في المنطقة" وفق تعبيره.

وتابع أنّ" الجنرالات الصهاينة بشكل خاص يشكون بالقدرات العسكرية السعودية، اذ نقل عن أحد الجنرالات هؤلاء بأن السعوديين يملكون المال "ولكن ليس لديهم قوة خشنة معتبرة"، وبأنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في اليمن وكانوا بطيئين جداً في التكيف مع أساليب حرب الاصابات التي تستخدمها المقاومة اليمنية.

كذلك استبعد الكاتب أن يوافق رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو على المخاطرة بحياة جنوده فقط من أجل تحقيق مكاسب سياسية سعودية، وأشار الى أن نتنياهو دائماً ما يتجنب المخاطرة فيما يخص خوض الحروب، والى أنه بالتالي من الصعب تخيله وهو يشن حرباً فقط خدمة للسعودية، كذلك نبه الى أن "الاسرائيليين" يدركون عواقب نزاع جديد في لبنان، والتي ستتضمن (وفق قول الكاتب نفسه) دمارا غير مسبوق على الجبهة الداخلية بسبب هجمات حزب الله الصاروخية، وفق تعبيره.

وفي الختام، قال الكاتب "إنّ التهديد الأكبر لكيان العدو حالياً يتمثل بما أسماه مساعي ايران لترسيخ قوتها العسكرية في سوريا"، مذّكراً بأن" نتنياهو وليبرمان صرحوا أكثر من مرة بأنهم لن يسمحوا لإيران "ببناء قواعد عسكرية جديدة في سوريا"، وأضاف بأن" هذه هي "الخطوط الحمر" الجديدة بالنسبة لكيان العدو في سوريا وبالتالي فإن فرص اندلاع المواجهة هناك هي أعلى من فرص اندلاع المواجهة في لبنان".

الرياض تتراجع في لبنان

كتب الصحفي المعروف "David Ignatius" مقالة نشرت بصحيفة "واشنطن بوست" اعتبر فيها أن" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يبدو أنه يحاول "الحد من الأضرار" بعد التطورات الأخيرة.

وحول ملف لبنان، قال الكاتب "إنّ ما حصل في ملف استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض يبدو أنه أقنع كل من واشنطن والرياض أنه من الأفضل لمصالحهما الاستقرار في لبنان بدلاً من عدمه، وذلك على الرغم من أن ذلك يتطلب بعض التعاون مع حزب الله"، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

كما نقل عن مسؤول سعودي بأن السعودية تنوي التعاون مع الولايات المتحدة من اجل دعم المؤسسات اللبنانية مثل الجيش، من أجل "تقليص" قوة حزب الله وايران في لبنان بشكل تدريجي، وعليه قال "إن محمد بن سلمان يبدو أنه أدرك بأن محاربة حزب الله هي معركة طويلة الامد وليست قصيرة الامد".

هذا ونقل الكاتب عمن أسماهم مصادر لبنانية بأن" أنصار سعد الحريري قد يطالبون حزب الله "بسحب قواته من اليمن" (بحسب قول الكاتب)، كما أضاف بأن الحريري سيطلب دعما دوليا جديدا للاقتصاد والجيش اللبناني.

إيران تتفوق على السعودية في اللعبة الجيوستراتيجية الإقليمية

كتب الباحث "Emile Hokayem" مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" قال فيها "إن المساعي السعودية لمواجهة إيران لم تكن منتجة وإن إيران تبقى متقدمة "خطوة الى الامام"".

وأضاف الكاتب بأن" التدخل السعودي في اليمن كان مكلفاً ولم يحسم المعركة رغم مرور اكثر من عامين ونصف العام منذ بدء الحرب على اليمن"، كما نبه الى ان الحرب على اليمن قد تؤدي الى السيناريو الذي ارادت الرياض منع حصوله، وهو تحويل "أنصار الله" الى نموذج شبيه لحزب الله في لبنان لكنه موجود قرب الحدود السعودية.

أما فيما يخص استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، فأشار الكاتب نفسه الى أن السعودية فرضت هذه الاستقالة، والى ان الخطوة هذه ادهشت العديد في لبنان وخارجه، ورجح بنفس الوقت أن ترتد هذه الخطوة سلباً، معتبراً أن قيام الرياض بإجبار الحريري على الاستقالة جاء لمصلحة ايران وحزب الله، كذلك قال "انه ليس واضحاً ما هي خطط الرياض تجاه لبنان".

الكاتب رأى ان الرياض تختار الساحات الخاطئة لمواجهة ايران، وان الساحات التي يجب أن تختارها ليست اليمن ولبنان وإنما سوريا والعراق، غير انه شدد في الوقت نفسه على ان الاثمان والمخاطر في سوريا والعراق هي اكبر حتى من اليمن ولبنان، وعلى ان ايران تتقدم على السعودية في كل من سوريا والعراق.

وحول سوريا تحديداً، رأى الكاتب أنه "لا يمكن إعادة احياء ما أسماه "التمرد السوري" وأن الولايات المتحدة "غسلت يديها" من سوريا وأن موسكو وطهران وانقرة هي الاطراف التي تقرر مستقبل سوريا، بحسب تعبير الكاتب.

وبالنسبة للعراق، قال الكاتب "إن السعودية تحاول احتضان مقتدى الصدر وأيضاً رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل التصدي لنفوذ ايران" وفق قوله.

هذا وتابع الكاتب ان" الرياض قد تعلمت "بالطريقة الصعبة" ان التحالفات الاقليمية لا تأتي بالضرورة بالمكاسب السياسية والعسكرية المرجوة"، مشيراً الى ان السعوديين دعموا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقدموا له مليارات الدولارات، الا ان السياسي ورغم ذلك يعيد فتح العلاقات مع الرئيس السوري بشار الاسد ويرفض الضغوط السعودية لجهة التصعيد ضد ايران، كما  ذكّر بان السيسي رفض طلب السعودية ارسال قوات الى اليمن لمحاربة جماعة "انصار الله".

الكاتب زعم أن "من النجاحات البارزة للسعودية كانت اعادة اصطفاف السياسات الاميركية والسعودي"ة، اذ قال "إن هناك تطابقا بين واشنطن والرياض حيال ايران، لكنه نبه في نفس الوقت الى ان ذلك لا يشكل استراتيجية مشتركة"، وتابع أن" ترامب وزوج ابنته “Jared Kushner” وايضاً ولي العهد محمد بن سلمان يبدو أنهم يخلطون ما بين الرغبات الشخصية وسياسات الدول وتنفيذ هذه السياسات".

كما شدد الكاتب على أن" الطرف الذي يملك القدرة والكفاءة هو الذي سينتصر في الصراع بين طهران والرياض"، مشيراً الى أن" لدى إيران "الشبكات" والخبرات و"الصبر الاستراتيجي" المطلوب من أجل خوض هذه المعركة بكلفة قليلة".

أما السعودية فقال الكاتب "انها لا تملك هذه السمات، ما يجعل مسعاها لهزيمة ايران "لعبة خطيرة ومكلفة""، مضيفاً "إنّ لدى ايران نقطة قوة اخرى هي ان طهران اثبتت انها ستقف الى جانب حلفائها واصدقائها في الفترات الجيدة وايضاً الصعبة، وهو ما لا ينطبق على السعوديين وسياستهم في سوريا و العراق ولبنان".

عقب ذلك، شدد الكاتب على أن" دحر ايران يتطلب اجماعا دوليا واسعا وخفض التصعيد من قبل السعودية"، مضيفاً "إنّ المغامرات الخارجية بكلفة عالية تبعد الجهود عن الموضوع الاهم المتعلق بالاصلاحات داخل السعودية".

السعودية تسعى لعودة الهيمنة الأميركية الى المنطقة

كتب الباحث الايراني الاميركي المعروف "Trita Parsi" مقالة نشرت على موقع "National Interest" قال فيها "إن خطة السعودية هي ايقاع الولايات المتحدة "بفخ المواجهة الدائمة مع طهران"".

وتحدث الكاتب عن تحالف بين "إسرائيل الصهيونية" و"آل سعود الوهابيين"، ومعارضتهما المشتركة للاتفاق النووي مع ايران وايضاً مساعيهما المشتركة لتصعيد التوتر في المنطقة، وشدد الكاتب على أن دوافع السعودية ليست طائفية ابداً، بل إن هدف الرياض هو جر الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط كي تعيد واشنطن هيمنتها العسكرية وتعيد فرض معادلة اقليمية تكون لمصلحة كيان العدو والرياض.

وشدد على أن تحقيق هذه الغاية لا يتطلب فقط حربا في لبنان بل حالة نزاع مستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، موضحاً أن كيان العدو والسعودية يرون في ذلك عودة الى النظام الاقليمي الذي كان موجوداً قبل الاجتياح الاميركي للعراق، وذكّر بأن ادارة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلنتون تبنت سياسة "الاحتواء المزدوج" والتي تركزت على كيان العدو والسعودية ومصر، بهدف عزل واحتواء كل من ايران والعراق. 

غير أن الكاتب اشار الى ان مصالح اميركا تتباعد اكثر فاكثر عن مصالح كيان العدو والسعودية خلال العقدين الماضيين، وأضاف بان الولايات المتحدة لا تملك الموارد المطلوبة للعودة الى النظام الذي ساد قبل الاجتياح الاميركي للعراق، كما ان المكاسب التي تحققها اميركا على صعيد أمنها جراء هذا النظام القديم القومي هي موضع شك.

وقال الكاتب "ان السعوديين رأوا ان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما انحاز الى جانب ايران وان الرياض عارضت الاتفاق النووي كونه فقط اتفاق توصلت اليه الولايات المتحدة مع ايران، بغض النظر عن التفاصيل في الاتفاق".

الكاتب شدد على ان السبيل الوحيد امام السعودية لتحقيق توازن مع ايران هو نفسه الذي كان قبل عشرة اعوام، والذي يتمثل بجر الولايات المتحدة عسكرياً الى المنطقة، وأوضح انه وبالنسبة الى السعودية، فعليهم ايجاد ازمة تفرض على اميركا العودة الى الشرق الاوسط، في حال عدم قيام واشنطن بقصف ايران بسبب برنامج ايران النووي او دورها في العراق.

وقال "ان لبنان قد يكون المكان المناسب لمثل هذه الخطة لأنه يدخل العامل "الاسرائيلي"، والذي هو عامل غائب في العراق واليمن"، غير انه شدد على ضرورة ان يفهم الشعب الاميركي ان الرياض لا تسعى الى إشعال حرب في لبنان فقط بل الى مواجهة اميركية دائمة مع ايران، وذلك بالنيابة عن السعودية نفسها".

و اضاف الكاتب بان الغريب هو ان يتعاون الرئيس الاميركي مع مثل هذه الخطة التي قال انها تناقض بشكل واضح المصلحة القومية الاميركية، وبان التصرف غير العقلاني يأتي بالتالي ليس من ولي العهد السعودي وانما من الرئيس الاميركي.

2017-11-17