ارشيف من :أخبار لبنانية

اهانات بالجملة في الصحافة السعودية لعون: تهويل وتهديد..أمر عمليات سعودي؟

اهانات بالجملة في الصحافة السعودية لعون: تهويل وتهديد..أمر عمليات سعودي؟

شكّلت مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوجه الاسفاف السعودي حيال لبنان صدمة لدى حاكم الرياض. المتابع لاصدارات الصحف السعودية يدرك جيداّ مدى السخط السعودي من الرئيس عون الذي أظهر صلابة في الموقف اللبناني أمام الاعتداء السعودي. فقد أطلقت السعودية العنان لكتّابها منذ فترة بالانتقال من التصويب على حزب الله الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وفي اليومين الماضيين، شهد التصعيد الاعلامي السعودي ضد الرئيس عون تفلّتاً من كل الأعراف المهنية. فوصفت الصحف السعودية رئيس الجمهورية اللبنانية بأوصاف شتّى تحمل في طيّاتها اهانة الى لبنان الرسمي والشعبي.

صحيفة "الوطن" تتهم الرئيس عون بـ"الانتهازية"

الاتهامات في الصحف السعودية للرئيس عون فاقت الخطوط الحمراء. صحيفة "الوطن" السعودية نشرت مقالاً بعنوان "التطورات اللبنانية تكشف انتهازية عون وادعاءاته ضد السعودية" جاء فيه "أوضح المراقبون، أنه منذ وصول عون إلى الرئاسة كانت هناك توقعات بانحيازه إلى إيران، وذراعها العسكرية في لبنان حزب الله، نظرا لمواقف عون المتقلبة". الصحيفة اتّهمت الرئيس عون بـ"الانتهازية"، وقالت إن انتهازية عون سمحت له اللعب على التناقضات الموجودة في الساحة اللبنانية، وانحاز إلى حزب الله الذي يسيطر بسلاحه على أعصاب الدولة، للوصول إلى قصر بعبدا، متوقعين في الوقت نفسه استمرار عون في سياساته الموالية لإيران، حتى لو أضرت بالمصلحة اللبنانية".

صحيفة "الجزيرة" السعودية تصف الرئيس عون بـ"الرجل المريض"

أمّا صحيفة "الجزيرة" فزعمت أن "رئيس لبنان نصر الله لا عون"، وكتبت "الرئيس اللبناني ميشيل عون صاحب مواقف متقلبة لا تُنسى، كان طموحه أن يكون رئيساً، لا يريد أن يدفن ميتاً قبل أن يصل إلى قصر بعبدا، وإلى سدة الرئاسة اللبنانية، مهما كلفه ذلك من مواقف وتقلبات تنسجم مع شخصيته غير المستقرة على مبادئ أو أجندة".

الصحيفة توجّهت - كعادة الاعلام السعودي - بالاهانة الى الرئيس عون واصفة اياه بـ"الرجل المريض"، وقالت إن "تصريحات عون التي جاءت رد فعل على استقالة سعد الحريري، تظهر إلى أي مدى أن الرجل المريض لا يتصرف إلا بما يمليه عليه حسن نصر الله، وإلا كيف له أن يتحدث بما تحدث به من تخرصات وأكاذيب وافتراءات بشأن طبيعة استقالة الحريري".

وادّعت الصحيفة أن رئيس الجمهورية اللبنانية "كان كل همه أن يختم حياته رئيساً للبنان، أياً كان الثمن الذي سيدفعه، حتى ولو كان التضحية بلبنان، في مقابل جلوسه على كرسي الرئاسة وقد كشف بأحاديثه الأخيرة عن عوار سياساته ومواقفه وتآمره على لبنان
 أنها نقطة في بحر من خطه السياسي وتوجهاته المريضة في تحقيق أطماع أعداء الأمة العربية على حساب مصالح لبنان والدول العربية".

الصحيفة عينها نشرت مقالاً بعنوان "إلى متى الصبر على عون وعملاء إيران؟"، كتبت ضمنه "هكذا يتبرع عون ووزير خارجيته وصهره بالقيام بدور حزب الله ذراع ملالي إيران الإرهابي ونحن هنا لا نوجه الكلام إلى عون ولا إلى صهره ولا إلى كل من يعمل لإيران، فالعمالة لا يمكن إخفاؤها ومناقشة العملاء تعظيم لدورهم في خدمة أسيادهم، إلا أننا نوجه كلامنا لأنفسنا كسعوديين دولة ومواطنين، والسؤال لماذا كل هذه المجاملة مع لبنان واللبنانيين".

الصحيفة انتقلت الى لغة التهديد بالقول "هل يعلم عون ومن يشارك معه في الحملة على المملكة العربية السعودية، بأنهم سيجعلون المملكة تفكر جدياً في اتخاذ إجراءات رداً على الإساءات المتعمّدة من رئيس الدولة"، وتابعت "هل يعلم عون ومن يتشارك في حملة العداء ضد السعودية أنهم يعملون ضد مصلحة لبنان، فماذا سيكون موقفهم إن قامت المملكة بسحب ودائعها من البنك المركزي اللبناني، وشدد إجراءات وجود اللبنانيين في المملكة وأوقفت الاستيراد من لبنان".
وختمت "الجزيرة" تهديداتها للبنان بالقول "لصبر السعوديين حدوداً، وأن هذا الصبر نفد وأن الرد".

صحيفة "اليوم": شتائم بالجملة

صحيفة "اليوم" السعودية نشرت بدورها مثالاً بعنوان ""لبنان" صنع في إيران"، لا يعدو كونه تجميع للبذاءات والاهانات للبنان وشعبه ورموزه، في وقت نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" مقالاً بعنوان "هل يعلم عون بالقصة الكبرى؟"، مكررة سيمفونية التهديد عينها بالقول "هل يعي المجرب الرئيس ميشال عون الأخطار التي يسوق لبنان إليها في مقاربته اللامسؤولة تجاه المشكلة اللبنانية الحالية، وتعاطيه مع ملفّ استقالة سعد الحريري؟".

 صحيفة "المدينة": بولا يعقوبيان مراسلة التلفزيون الروسي!

أمّا صحيفة "المدينة"، فشكّلت "نهفة" (وفقاً للتعبير اللبناني)، حيث أرادت استكمال الحملة السعودية على لبنان من خلال كاتب يدعى حسن ناصر الظاهري، الذي كتب مقالة تحت عنون "الحريري.. استقالة أو عودة بشروط!"، جاء في السطر الأول منها "ترى بعد الحديث الذي أجرته "بولا" مراسلة التلفزيون الروسي مع رئيس وزراء لبنان السيد سعد الحريري"، قاصداً بذلك الاعلامية بولا يعقوبيان المعروفة في تلفزيون "المستقبل".

من المعلوم أن الاعلام السعودي يعمل ضمن منطق التعليمات العسكرية والأوامر الملكية، بعيداً عن أي سياسات مهنية تحكم توجهاته وآراءه. وهو ما يعكس هذا القدر من الاسفاف، وحجم الشتائم التي يبثها على حساب تقديم المعلومات والتحليلات المبنية على أسس واقعية.

 

2017-11-17