ارشيف من :آراء وتحليلات
عكار بعد ’الاستقالة السعودية’ للحريري: هل طارت المشاريع الإنمائية؟
يعرف عن محافظة عكار، أنها الخزان الأكبر لتيار المستقبل، والمؤيدة لرئيسه سعد الحريري. ويعول التيار الأزرق على أبنائها في كل استحقاقاته، من الانتخابات النيابية الى الاحداث السياسية وصولاً الى التظاهرات والاحتفالات، وأيضا هم حاضرون لقطع الطرقات واشعال الاطارات تلبية لنداء التيار. لذلك تشكل عكار الوزن الشعبي الأعلى في حسابات "المستقبل" وترفده بأعلى نسب من التمثيل والحضور. وفي الانتخابات النيابية قدمت عكار لهذا التيار سبعة نواب يمثلونه في المجلس النيابي ليكون الفائز الأول في المحافظة.
اسبوعان مرا على عكار بهدوء بعد الاعلان السعودي عن "استقالة" الرئيس سعد الحريري. ومن المستغرب أن يمر حدث بهذا الحجم مرور الكرام من ساحل عكار الى جردها، دون أن يواجه بالتظاهر وقطع الطرقات وما شابه من أعمال "للتعبير عن الموقف"، خاصة اذا ما كان وقود هذا الموقف الحس الطائفي والمذهبي، الذي يكون كفيلاً باثارة دخان الدواليب المشتعلة.
لكن مع "استقالة" الحريري شيء من ذلك لم يحدث، فالصدمة التي ارختها "استقالة" الحريري بشكلها، على كل لبنان، كان وقعها اشد في عكار، الذهول والصمت سيدا الموقف هنا، لا تحركات ولا اعتصامات ولا حتى لافتات تضامنية ومستنكرة لاستقالة الحريري، حتى أن أصوات نواب كتلته، أصابها الكتمان، وعند سؤال أحد كوادر "المستقبل" في عكار عن ذلك يقول "المرحلة حساسة جداً، وهي مرحلة الالتزام بالصمت، حتى عودة الرئيس الحريري بخير".
واذا كانت استقالة الحريري تركت صدمة كبيرة على الشارع العكاري، الا أن ما زاد من وقع الصدمة، هي المعلومات والتسريبات التي لا ما زالت تواكب احتجاز الحريري في السعودية، بالاضافة الى الفترة الطويلة لغيابه عن لبنان والتي زادت من حالات القلق والخوف لدى العكاريين، الذين باتوا كباقي اللبنانيين يترقبون بحذر شديد المستجدات على الساحة السياسية، وهو ما يؤكده العديد من الفاعليات السياسية والدينية في عكار، حتى منابر صلاة الجمعة، قاربت الحدث بخطابات تدعو الى التنبه واليقظة والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الفتنة.. خلافاً لما كان يحدث في السابق حيث يكون التجييش الطائفي سيد المنابر.
ابناء عكار: كنا نعول الكثير على هذه الحكومة
وكانت عكار قد ضربت لها موعداً مع الانماء، حيث كان من المفترض أن يزور الرئيس سعد الحريري، على رأس حكومته، محافظة عكار ليعقد جلسة حكومية تخصص للنظر بمشاريع إنمائية وخدماتية تعود بالخير والمنفعة على ابناء المنطقة الذين ينتظرون منذ زمن بعيد هكذا مشاريع تزيل عن منطقتهم سمة الحرمان التي رافقتها لعقود من الزمن.
وقد عول العكاريون على هذه المبادرة الحكومية، فمنوا انفسهم بالعديد من المشاريع الصحية والخدماتية وشبكة من الطرقات مثل (الاوتوستراد العربي) والعديد من المدارس والمهنيات وفرع للجامعة اللبنانية. لكن "استقالة" الرئيس الحريري المفاجئة، أربكت الجميع وطيرت الآمال. يشير مصدر في تيار المستقبل في حديث لـ "موقع العهد" الى أن: "لقاءات كانت تعقد بشكل شبه يومي بين مختلف المنسقيات في عكار، تحضيراً لزيارة الحريري الينا، ولم يكن في الحسبان الاستقالة، ما جرى مع الرئيس الحريري فاجأنا وكبلنا، نحن ننتظر عودته لنتابع ما وعدنا به دولته".
ويترقب عدد من الفاعليات السياسية ورؤساء البلديات في عكار ما ستؤول اليه الأوضاع السياسية في لبنان، وهم باتوا غائبين عن السمع والكلام حتى عودة الحريري.
وبانتظار هذه العودة، سيستمر تيار المستقبل والمتحدثون باسمه في عكار، في سياسة الهروب من الأسئلة. والسؤال الأهم الذي لا يرغب الناس في سماع اجابة سلبية له، اذا أكمل الرئيس الحريري السير في الاستقالة المفروضة عليه بعد عودته الى لبنان. هل ستطير الوعود الانمائية معه؟.