ارشيف من :أخبار لبنانية
الحريري الى فرنسا: إطلاق سراح مشروط
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على اخر تطورات ازمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ولا سيما توجهه الى باريس التي يصلها اليوم وتوقعات ما بعد هذه الزيارة. كما سلطت الصحف الضوء على استدعاء الاعلامي مارسيل غانم معد ومقدم برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" الى النيابة العامة للاستماع الى اقواله في شأن حلقة من برنامجه قبل اسبوع.
الحريري يغادر الرياض بلا عائلته: إطلاق سراح مشروط
بدايةً مع صحيفة "الاخبار" التي كتبت: "«عندي عيلة»... كرر الرئيس سعد الحريري هاتين الكلمتين في مقابلته التلفزيونية يوم الأحد الفائت. قالهما في معرض الحديث عن المخاطر التي تتهدّده. و«عيلة» الرئيس سعد الحريري لم تغادر معه أمس، العاصمة السعودية الرياض. رافقته زوجته، لارا العظم. أما ولداه، لولوة وعبد العزيز، فبقيا في الرياض، بذريعة الدراسة، فيما ابنه البكر، حسام، الذي يتابع دراسته في بريطانيا، انتقل أمس إلى باريس لاستقبال والده، مع أفراد من العائلة وعدد من المقربين من رئيس الحكومة".
واضافت "بقاء ابنَي الحريري في الرياض بدا أشبه بالشروط التي تُفرَض على الموقوف بعد صدور قرار بإطلاق سراحه. وهذا الأمر (عدم مغادرة جميع أفراد عائلة الحريري معه)، أبلغه «الوسيط» الفرنسي إلى الرئيس ميشال عون أمس، ما سبّب انزعاجه. فعون، الذي سبق أن أعلن أن الحريري موقوف ومحتجز في السعودية، كان قد طالب بخروجه مع عائلته من الرياض، وعودتهم إلى لبنان، لضمان حرية قرار رئيس الحكومة بعد كل ما تعرّض له في الأسبوعين الماضيين. ورئيس الجمهورية بات يملك تصوراً تفصيلياً لكل ما جرى للحريري، منذ صباح يوم 4 تشرين الأول، تاريخ إجباره على إعلان استقالته. صبّت في مكتبه خلاصات تقارير استخبارية ودبلوماسية من دول عديدة، أكّدت أن الحريري موقوف، مع تفاصيل دقيقة لعملية توقيفه".
وتابعت الصحيفة "كان عون، بالاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة تيار المستقبل، قد قرر إلغاء احتفال عيد الاستقلال يوم الأربعاء المقبل، إن لم يشارك فيه رئيس الحكومة. ورغم اتفاق وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان على إطلاق الحريري والسماح له بالتوجه إلى باريس، حيث يستقبله الرئيس إيمانويل ماكرون ظهر اليوم، إلا أن عون بقي مرتاباً. ورفع منسوبَ الحذر عنده، تصريحُ ماكرون بأن الحريري قد يبقى في فرنسا «لأيام أو أسابيع». والكلمة الأخيرة هي التي سببت الكثير من اللغط، ما دفع وزير الخارجية جبران باسيل إلى التلويح بإمكان تنظيم تظاهرة احتجاجية إن لم يعد الحريري للمشاركة في ذكرى الاستقلال، مؤكداً أن خلوّ كرسي الرئاسة الثالثة يعني خلوّ «كراسي كل لبنان الرسمي»، لأن «رئيس حكومتنا هو عنوان سيادتنا»".
الحريري في باريس.. حُسمت الإستقالة.. ماذا عن التكليف والتأليف؟
الى ذلك، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "طويَت صفحة انتقال الرئيس سعد الحريري من الرياض إلى باريس، وفيها ستكون له محطة أولى اليوم في اللقاء المقرّر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه سيستقبل الحريري كرئيس لوزراء لبنان «لأنّ استقالته لم تُقبَل في بلاده بما أنه لم يعُد إليها». تعقبها استراحة يفترض أنّها موَقّتة لإجراء مشاورات حول الوضع المستجدّ، قبل أن يُشغّلَ محرّكات طائرته ويتوجّه إلى بيروت، التي تترقّب وصوله خلال الأسبوع المقبل. فيما يقف البلد على باب أزمةٍ سياسية مفتوحة ومعقّدة تصعب معها إمكانية إعادةِ لحمِ البناء الحكومي الحالي أو الوصول إلى بناءٍ حكومي جديد نظراً للتعقيدات الكثيرة المحيطة بالأجواء الداخلية والإقليمية، وهو أمرٌ شغلَ المستويات السياسية والرسمية التي بدأت تتداول في المخارج الممكنة، ولعلّ أحدَها تقريب موعد الانتخابات المقبلة".
واضافت "يتزامن ذلك، مع أجواء ساخنة على خط السعودية ـ «حزب الله» في ظلّ الموقف اللافت لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير من «أنّ لبنان لن ينعمَ بالسلام إلّا بنزعِ سلاح «حزب الله». معتبراً أنّ الحزب «اختَطف النظام المصرفي ويقوم بتهريب الأموال والمخدّرات، وهذا غير مقبول»، وفيما طلبت السفارة السعودية في لبنان ليل أمس «من المواطنين الزائرين والمقيمين في لبنان المغادرة في أقرب فرصة ممكنة نظرا للأوضاع»، يصل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الاثنين المقبل الى بيروت لتسلم مهماته الجديدة".
وتابعت "إنتقلَ الحريري من السعودية إلى فرنسا، وقد سبقَ انتقاله بتغريدة توضيحية عبر حسابه على «تويتر»، قال فيها: «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراءِ مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي".
استهداف إعلامي "نموذجي" لمرحلة الأزمة الحكومية!
من جهة ثانية، اعتبرت صحيفة "النهار" أنه "بدا غريباً للغاية ان تشتعل قضية حريات واستهداف لحرية التعبير والاعلام والصحافة في ظرف تشتد معه حاجة لبنان كلا والواقع السياسي فيه الى توفير كل عوامل التهدئة وتبريد التوترات، وسط انتظار جلاء الغموض الكثيف والمقلق في ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وتداعياتها".
واضافت "ذلك ان ما حصل في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة على خلفية اثارة مسألة استدعاء الزميل مارسيل غانم معد ومقدم برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال " الى النيابة العامة للاستماع الى اقواله في شأن حلقة من برنامجه قبل اسبوع ورده على الاستدعاء، شكل اختراقا شديد الاذى والسلبية للمناخ الداخلي المستنفر والقلق بفعل الازمة السياسية الكبيرة مما زاد الاجواء تلبدا في ظل مجموعة عوامل من ابرزها: أولاً أثار استدعاء غانم في المبدأ موجة استغراب زادها اسلوب الاستدعاء الذي كشفه غانم في رده الناري مساء الخميس من خلال حضور عناصر المباحث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" كأن في الامر جناية".
وتابعت "ثانياً، جرى تحميل غانم تبعة تعرض صحافيين سعوديين لرئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس في ما ينذر بابتداع اعراف ضاغطة على الاعلام والصحافة وزاد الطينة بلة تصريح وزير العدل سليم جريصاتي الذي ذهب الى القول إن "زمن العهر الاعلامي ولى " الامر الذي اشعل ردوداً سياسية واعلامية ووزارية أيضاً أجمعت على التنديد بهذا الموقف المستغرب. ثالثاً، بدا الفصل الاعلامي الذي اخترق الازمة السياسية منذرا بمناخات استهداف للاعلام بمثابة عينة متقدمة عن مناخ يخشى ان يسود مرحلة فراغ حكومي محتمل قد يكون مرشحا للحصول ومعنى ذلك التسبب بفوضى لا تحمد عقباها".