ارشيف من :أخبار لبنانية
بري تلقى اتصالا من الحريري وتهاتف مع عون واستقبل وفودا تجمع العلماء: سلاح المقاومة خط أحمر وهو أمر غير مطروح للبحث
تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس، أبلغه فيه أنه سيعود الى لبنان قبل عيد الإستقلال وأنه سيشارك الى جانب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس في الإحتفال بالعيد.
وجرى اتصال بين الرئيس بري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تداولا خلاله في آخر المستجدات بعد انتقال الرئيس الحريري الى باريس.
وقد استقبل الرئيس بري ظهر اليوم، وفدا من لجنة المتابعة ل"مؤتمر بيروت للعروبيين اللبنانيين" برئاسة كمال شاتيلا، وكان عرض للمستجدات الراهنة.
وقال شاتيلا على الاثر: "لقاؤنا كان طيبا كالعادة ونحن على تواصل دائم وتعاون عميق مع دولته وما يمثل من ثقل وطني وإسلامي، وقد برهن كالعادة في الأزمة الأخيرة للاستقالة أن دولته ضمانة أساسية لوحدة الصف. ونود القول اننا في اجتماع الجامعة العربية غدا، نريد أن يعرف إخواننا العرب ونذكرهم بأننا لا يمكن أن نتخلى عن توازن الردع، فلبنان تعرض لإعتداءات اسرائيلية قبل وجود القوات السورية والمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية. فإسرائيل ليست بحاجة الى مبرر، ونحن لا نستطيع أن نتخلى عن توازن الردع والا كشفنا لبنان أمام اعتداءات اسرائيل. ونحن حريصون على سيادة وخصائص كل بلد عربي، وبهذا الحرص اللبناني على العرب نريد من أخوتنا العرب أن يحرصوا على خصائصنا وعلى حرية قرارنا وعلى التزامنا بدستورنا".
أضاف: "نشدد في الوقت نفسه على أننا نجحنا في الإمتحان الذي تعرضنا له، فالذي يريد أن يستثمر استقالة الرئيس الحريري لتفجير مخططات مذهبية في لبنان فشل ولكن هذا لا يعني أنه لن يحاول بطرق ووسائل أخرى. ونريد أن نقول لأخوتنا في الجامعة أن يتضامنوا معنا لتحرير أرضنا في مزارع شبعا ودعم لبنان والجيش اللبناني على وجه التحديد، الصامد بوجه العدو والذي استطاع أن ينتصر على الإرهاب.
واستقبل الرئيس بري بعد الظهر، وفدا من الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام، ودار الحديث حول المستجدات الراهنة والوضعين الإقتصادي والإجتماعي في البلاد.
وبعد اللقاء، قال رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق عدنان القصار: "عبرنا عن سرورنا للقاء دولة الرئيس في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وهذه الزيارة تحمل رسالتين: الرسالة الأولى تصب في إطار تأييد ودعم مواقفه منذ اللحظة الأولى. والرسالة الثانية هي الإيمان ببلدنا وضرورة المحافظة على الإستقرار. ونحن نتعاون مع الجميع لحفظ الأمن الإقتصادي والإجتماعي. ونؤكد أيضا على أهمية انتظام عمل المؤسسات الدستورية".
بدوره رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر قال : "نؤكد على التعاون بين فرقاء الإنتاج لإرساء جو من الإستقرار في لبنان، ونتمنى على دولة الرئيس الحريري أن يعود عن استقالته ويتابع تحمل مسؤولياته في هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلد.
ثم استقبل الرئيس بري وفدا من "تجمع العلماء المسلمين"، وعرض معه للتطورات الراهنة.
وعلى الاثر، قال الشيخ القاضي أحمد الزين باسم الوفد: "تشرفنا بلقاء دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وكان اللقاء مناسبة للتباحث بمستجدات الوضع في لبنان والمنطقة وخاصة تداعيات الإستقالة الملتبسة لدولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وقد كانت وجهات النظر متطابقة في كل المواضيع التي جرى تداولها، وأكدنا كتجمع للعلماء المسلمين لدولته على الأمور التالية:
أولا: نوهنا بالحكمة العالية التي تعاطى فيها دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري مع موضوع الإستقالة الملتبسة لدولة الرئيس سعد الحريري، الأمر الذي ساهم باستيعاب تداعيات الموقف وأسقط مراهنات أعداء لبنان على دخوله في فتنة تتجه لهذا الأمر.
ثانيا: نوهنا بالتعاون القائم بين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في هذه اللحظة الحاسمة التي يعيشها لبنان الذي أكد الوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة الأزمات التي يتعرض لها.
ثالثا: أكدنا على ضرورة عودة دولة الرئيس سعد الحريري الى لبنان حرا في قراره السياسي ليمارس نشاطه سواء أصر على الإستقالة أو أعرض عنها، وإن كنا ندعوه للتراجع عنها واللجوء الى الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل الخلافات الداخلية دون السماح للتدخلات الخارجية فيها.
رابعا: أكدنا أن سلاح المقاومة خط أحمر وهو أمر غير مطروح للبحث، إذ أننا ما زلنا بحاجة لهذا السلاح طالما أن الكيان الصهيوني يحتل جزءا من أرضنا وله أطماع في مياهنا ونفطنا، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هي الطريق الوحيد لتأمين السيادة والإستقلال.
خامسا: في حال تأكيد دولة رئيس الحكومة سعد الحريري على الإستقالة، فإننا نؤكد أن لبنان بحاجة ماسة في هذه الظروف الى حكومة وحدة وطنية يتشارك فيها الفرقاء دون استثناء أحد، وإن طلب بعض الدول إخراج المقاومة من الحكومة تدخل سافر وغير مقبول بالشؤون الداخلية اللبنانية".