ارشيف من :أخبار لبنانية
ترقب وتحضيرات لعودة الحريري إلى لبنان.. وإطلالة مسائية للسيد نصر الله اليوم
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت بالعودة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري من فرنسا إلى لبنان والتكهنات التي سترافق هذه العودة.
كما تحدثت الصحف عن تحرير مدينة البوكمال في سوريا من تنظيم "داعش"، اضافة لبيان جامعة الدول العربية على إيران وحزب الله، هذا في الوقت الذي يرتقب فيه أن يطل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة عصر اليوم لتناول أبرز القضايا والملفات.
"الأخبار": بين أزمة الحريري وأزمة السعودية؟
رأت صحيفة "الأخبار" أن ارتدادات ازمة احتجاز سعد الحريري مستمرة على تيار المستقبل وعلى لبنان، خصوصاً أن المعالجة التي حصلت لم تُصب جذر الموضوع. ما حصل، عملياً، هو استسلام السعودية بعد فشل المحاولة الاولى لإطاحة سعد الحريري، وهزّ الاستقرار السياسي في لبنان. صحيح أنهم خضعوا لضغوط فرنسا ثم الولايات المتحدة، لكنهم لم يقدموا أيّ تعهد بإعادة الامور الى ما كانت عليه، وهو ما يجعل مهمة الحريري المقبلة صعبة ومعقّدة.
وكان واضحاً أن أزمة الحريري مزدوجة؛ شقّ يخصّ دوره في لبنان، وآخر يتعلق بموقعه في المعركة التي يشنّها محمد بن سلمان ضد خصومه المحليين. لكن، لندع الملف الشخصي والمالي للحريري جانباً، ولنركز على البعد اللبناني. ذلك أن مطالب السعودية من رئيس الحكومة لم تسقط، وهي تتركز على خلق واقع في لبنان يهدف الى الضغط على حزب الله وعلى حلفائه، وفي مقدمهم الرئيس ميشال عون.
وبما أن الحريري عائد الى بيروت قريباً جداً، وسيكون عنده ما يشرح موقفه السياسي ويدل على وجهته الجديدة، فإن النقاش، الآن، انتقل الى كيفية التعامل مع المطالب السعودية التي تنعكس ضغوطاً متنوعة على لبنان. وبالتالي فإن الجميع سيلاحظون فروقات جدية في الخطاب اللبناني عن خطاب الاسبوعين الماضيين.
حتى الأمس، وقف لبنان بكل أطيافه ضد خطف الحريري، وضد إجباره على مغادرة التسوية الداخلية. وكان هناك تضامن غير مسبوق مقارنة بشكل الانقسام اللبناني، ومن شذّ عن هذا التضامن هم فقط أنصار الوجهة السعودية بتخريب لبنان، وفي مقدمهم القوات اللبنانية والمنشقون عن تيار المستقبل. وهذا أمر سيعقّد مهمة السعودية بإجبار الحريري على خوض معركة داخلية بعناوين ورقة الاستقالة التي أجبر على تلاوتها من الرياض.
وسيكتشف السعوديون، أيضاً، أن الحريري الذي صمد خلال فترة احتجازه في الرياض، ولم يقدم تنازلات تطابق رغبات ابن سلمان، لن يكون في قلب معركة ضد الوحدة الوطنية أو ضد رئيس الجمهورية أو حتى ضد المزاج الشعبي الذي لم يكن مستنفراً ضد حزب الله، بل كان واضحاً في تحميل السعودية مسؤولية ما يحصل، مع نقمة واضحة على تصرفات آل سعود مع من يفترض أنه ابنهم وممثلهم الابرز في لبنان.
مع ذلك، فإن الحريري، ومن خلال تسريبات خاصة، مهتم بأن تستمر مساعدة عون وحزب الله له، وأن يساعداه في إيجاد مخرج يعفيه من استمرار العقاب السعودي له، ويتيح له العودة عن الاستقالة وترميم التسوية السياسية مع الآخرين.
"الجمهورية": وزراء الخارجية العرب: حزب الله مسؤول عن التدخّل في الشؤون العربية
في ظلّ الاصرار الاميركي ـ الفرنسي على «مواجهة أنشطة «حزب الله» وايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، وفي موازاة الاتصالات والمساعي الفرنسية لحلّ الازمة اللبنانية، تقاسمت القاهرة وباريس المشهد السياسي أمس، فيما ظل لبنان يترقّب عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أمضى يومه الباريسي الثاني أمس بلقاءات مع قريبين منه، بعد اجتماعه السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن يزور مصر غداً للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل ان يعود الى بيروت للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال والادلاء بالمواقف التي كان وعد بأنه لن يعلنها الّا في لبنان.
فقد حمّل اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي انعقد في القاهرة امس،»حزب الله» الإرهابي المشارك في الحكومة اللبنانية مسؤولية التدخّل في الشؤون العربية وتدريب الإرهابيين وتأسيس جماعات ارهابية وتمويلها من قبله ومن قبل ايران»، ودانَ إطلاق صاروخ من اليمن في اتجاه الرياض، معتبراً ذلك «تهديداً للامن القومي العربي»، ومؤكداً «حق السعودية في الدفاع عن اراضيها».
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: «إنّ المجلس الوزاري العربي لم يُقرر بعد اللجوء الى مجلس الأمن، وانّ القرار جاء لإحاطة مجلس الأمن الدولي بموقف الدول العربية وهذه المرحلة الأولى. ولعلّ في مرحلة تالية نجتمع مرة أخرى للجوء الى مجلس الأمن وطرح مشروع قرار عربي على المجلس». وأعلن انّ «الوفد اللبناني تحفّظ عن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب».
في المقابل، أكد مندوب لبنان الدائم في الجامعة العربية السفير انطوان عزام، أنّ «لبنان الرسمي آثَر، وبالاستناد الى موقفه المبدئي القاضي بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالابتعاد عن كلّ ما يمكن أن ينقل التوتر الى ساحته الداخلية، مُلتزماً النأيَ بنفسه لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة من حوله، مكتفياً بتحمّل الأعباء الانسانية الناجمة من تحوّله الى بلد نزوح بامتياز».
"الديار": سليماني في مدينة البو كمال
وفي الوقت الذي أدان فيه مؤتمر وزراء خارجية دول عربية تدخل ايران كان اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يعلن من سوريا تحرير مدينة البو كمال الاستراتيجية على الحدود السورية - العراقية من كامل عناصر «داعش».
وظهرت المفارقة واضحة، قائد فيلق القدس الإيراني يعلن انهاء داعش وضربها الضربة القاضية وتحرير مدينة البو كمال السورية. فيما وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي اعلنوا ادانة ايران لتدخلها في سوريا وبقية الدول العربية.
وكان عقد وزراء الخارجية العرب، اجتماعاً طارئاً بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، تحت عنوان سبل التصدي للتدخلات الايرانية في المنطقة. ويأتي هذا الاجتماع الطارئ بناء على طلب سعودي، أيدته كل من الإمارات والبحرين والكويت.
وفي السياق، أعلن الأمين لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن «اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أدان التدخلات الإيرانية، مشيراً إلى أن الخطوة المقبلة قد تكون لجوء الجامعة لمجلس الأمن «لمواجهة التدخلات الإيرانية»، مشيراً إلى أن الدول العربية «لن تعلن الحرب على إيران في المرحلة الحالية وأن الهدف هو مناشدة الدول وإدانة تصرّفاتها».
وأشار أبو الغيط إلى «أن الصواريخ التي تستهدف دولاً عربية صُنعت في إيران» لافتاً إلى أن المجلس الوزاري العربي لم يتخذ قراراً بعد باللجوء إلى مجلس الأمن بل قرر أحاطته علماً ببعض المواقف العربية»، مضيفا «أن الدول العربية وافقت على البيان ما عدا لبنان الذي تحفظ بشأن الفقرات المتعلّقة بحزب الله». ولفت الى «إن الدول العربية لن تعلن الحرب على إيران في المرحلة الحالية»، معتبراً أن الهدف هو مـناشدة الدول وإدانة تصرّفاتها.
"البناء": نصر الله يطلّ مساء اليوم
ووسط الأجواء الملبّدة بالغيوم داخلياً عشية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت بالتوازي مع التصعيد السعودي في المنطقة، لا سيما ضدّ لبنان والذي بلغ مداه الأقصى، وعلى وقع تحرير الجيش السوري وحلفائه مدينة البوكمال في دير الزور من تنظيم داعش، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء اليوم كما أعلنت العلاقات الإعلامية في الحزب، ويتناول فيها تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.
وستشكل التطورات المحلية العنوان الرئيسي في كلمة السيد نصرالله، بحسب ما أفادت أوساط مطلعة «البناء»، الأمر الذي سيرسم مرحلة جديدة في لبنان، بحسب الأوساط، والحديث الذي يدور في الأروقة السياسية والدبلوماسية على خط بيروت – باريس بأنّ «الضمانات الفرنسية لم تكف السعودية لإطلاق سراح الحريري، بل أبقت على نجليه كرهينة لضمان عدم تفلته من فلكها»، وبحسب الأوساط فإنّ السيد نصر الله «سيقوم بعملية احتوائية استباقية لأيّ موقفٍ قد يخرج عن رئيس الحكومة تحت الضغط السعودي يخرج عن المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية»، كما سيشير السيد نصرالله إلى «الرهينة التي تقيّد الحريري وتداعياتها السلبية على لبنان وعلى عملية تأليف حكومة جديدة».
وفي السياق رفضت مصادر سياسية إطلاق مواقف وتكهّنات حول المرحلة المقبلة وفضلت انتظار عودة الحريري وما سيُدلي به ليُبنى على الشيء مقتضاه، لكنها أكدت أنّ «تثبيت الحريري لاستقالته بات مؤكداً لأنّ أيّ تراجع سيعتبر هزيمة وانكساراً للسعودية التي لن تقبل أيضاً إعادة تكليف الحريري على شروط التسوية الرئاسية، ما يرجّح خيار إعادة تكليف الحريري وعدم التأليف والدخول في أزمة تأليف الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة». وطمأنت المصادر إلى «الوضع الأمني والنقدي اللذين يعتبران خطاً أحمر ممنوع المسّ به».
كما سيتطرّق السيد نصر الله الى الوضع على الساحة اليمنية واتهام الحزب بالتدخل في اليمن وسيردّ على بيان مجلس وزراء الخارجية العرب، أما المحور الثالث في كلمته سيتطرّق الى المستجدات الميدانية في سورية والعراق مع تحرير مدينة البوكمال في دير الزور وسيتحدث عن مرحلة ما بعد داعش.