ارشيف من :آراء وتحليلات

ابن سلمان تعرض لنكسة.. وحلفاؤه صدموا: عون أسقط مخططًا لتخريب لبنان

ابن سلمان تعرض لنكسة.. وحلفاؤه صدموا: عون أسقط مخططًا لتخريب لبنان

حسن سلامة

لم يعد خافيًا أن ما أقدم عليه النظام السعودي منذ فرض الاستقالة على رئيس الحكومة سعد الحريري وفرض الإقامة الجبرية عليه حصل بتغطية من الإدارة الأميركية أو على الأقل من جانب المحافظين الجدد في هذه الإدارة، فهؤلاء كانوا يعتبرون أن لبنان حلقة ضعيفة في المنطقة، ومن الممكن شن حرب عليه لإضعاف نقاط القوة لديه بدءًا مما تمثله المقاومة، وكذلك إضعاف الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من حيث رفض أي تطاول أو تعتدٍّ على أي طرف لبناني، وبالتالي رفع لواء السيادة ورفض المساس بكرامة لبنان واللبنانين.
ووفق أوساط سياسية فإن محمد بن سلمان كان طلب إلى الحريري في زيارته الأولى للسعودية أن يلجأ الى رفع سقف الاعتراض الى أقصى الحدود ضد حزب الله، لكن عندما لم يتجاوب الحريري وقام باستقبال المستشار الاعلى لمرشد الثورة الاسلامية في ايران على اكبر ولايتي "جن جنون" ابن سلمان فلجأ الى استدعاء الحريري على عجل، بحيث كان اللقاء _ بحسب الأوساط _"القشة التي قسمت ظهر البعير"، فأعدّ بيان الاستقالة للحريري وطلب إليه الإعلان عنه وعن الاستقالة، بالتوازي مع احتجازه في الرياض.
وتقول معلومات الأوساط ان النظام السعودي الذي خسر أوراقه في سوريا والعراق ويواجه مأزقًا كبيرًا في اليمن، اعتبر انه من الممكن المساومة على لبنان مقابل إطلاق الحرية الكاملة له في اليمن لاستكمال تدمير هذا البلد وقتل أهله من أطفال ونساء وشيوخ بهدف إخضاعه للإرادة "الملكية"، في ظل دعم وتغطية كاملة لهذا النظام وجرائمه في اليمن من جانب الولايات المتحدة، خصوصا بعد أن تعهد ابن سلمان لصهر الرئيس الاميركي جاريد كوشنير بدفع كامل المبلغ الذي تعهد به نظام آل سلمان للرئيس الاميركي دونالد ترامب والذي يزيد عن 500 مليار دولار، وكل ذلك بالتوازي مع هذه التغطية الاميركية لمحمد بن سلمان لوضع اليد على مئات المليارات من ثروات أمراء العائلة المالكة بما فيهم أبناء عمومته وبالتالي توقيف المئات منهم لمصادرة اموالهم ودفعها للادارة الاميركية، في ظل الازمة المالية التي يعاني منها نظام آل سلمان نتيجة تكاليف عدوانه على اليمن وقبل ذلك دعم الإرهاب في سوريا.
وتكشف الأوساط أنه في ضوء هذا المخطط للنظام السعودي فرضت الاستقالة على الحريري لخلق فتنة داخلية واستجلاب العدوان الاسرائيلي، وكل ذلك وسط تناغم وتآمر من جانب بعض الجهات اللبنانية بدءا من "القوات اللبنانية" الى بعض أيتام 14 اذار مثل فارس سعيد وغيره، وكل هذا المخطط بدا واضحا لكثير من القوى في لبنان وعلى رأسهم الرئيس عون الذي سعى في المرحلة الاولى الى تطويق ذيول الاستقالة واحتجاز الحريري، لكن بعد تيقّن رئيس الجمهورية عبر قنوات مختلفة بدءا من المعلومات التي أبلغه إياها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من خلال لقاءاته مع مسؤولين فرنسيين ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقبل ذلك ابلاغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس نبيه بري ان الحريري محتجز من جانب السلطات السعودية وتمنع القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري الرد على ما طلبه إليه الرئيس عون من وضعه بمعطيات نظامه حول احتجاز الحريري جاء الموقف الحاسم والحازم الذي أعلنه رئيس الجمهورية يوم الاربعاء الماضي لجهة تأكيده ان احتجاز الحريري هو اعتداء على لبنان، في وقت تبين أن ابن سلمان يضرب بعرض الحائط كل المساعي العربية والدولية للإفراج عن رئيس الحكومة.
ولذلك تحت وطأة موقف لبنان بدءًا من موقف الرئيس عون وتحت وطأة التدخل الدولي خاصة من جانب فرنسا، حيث توصل رئيسها الى "تسوية" لم تظهر معالمها مع النظام السعودي حتى اليوم جرى الافراج عن الحريري وسط معلومات تؤكد ان عملية اطلاق سراح الحريري حصلت ضمن شروط ستتوضح تدريجا ولقاء ابن سلمان مع الحريري قبيل وقت قصير من مغادرة الرياض يؤكد على هذه الشروط.
لكن الأوساط تؤكد أيضا انه بغض النظر عن هذه التسوية، فإن النظام السعودي تعرض لنكسة كبيرة تضاف الى هزائمه في كل الساحات العربية والاقليمية، كما ان حلفاءه في لبنان اصيبوا بصدمة كبيرة، وكل ذلك لا يعني أن نظام القتل والإرهاب في السعودية سيتعظ من تجاربه، ان من حيث استمرار محاولاته لتخريب لبنان او لجهة تصعيد العداء بحق ايران وما تمثله من رأس حربه في مواجهة العدوانية لكيان العدو الصهيوني بل وصولا الى إقامة تحالف مع هذا العدو لتصفية القضية الفلسطينية، وما حصل بالامس في اجتماع وزراء خارجية الانظمة في الدول العربية تأكيد جديد على تكامل النظام السعودي مع ما يريده ويعمل له كيان العدو في فلسطين المحتلة منذ عشرات السنين وان كانت الاوساط تعتقد ان ما صدر عن اجتماع القاهرة امس تعبير واضح عن هيمنة نظام آل سلمان على قرار اكثرية الانظمة العربية وإن كان البيان الذي صدر عن وزراء خارجية هذه الانظمة لا يساوي الحبر الذي كتب به.

2017-11-20