ارشيف من :أخبار العدو
’يديعوت’: ولي العهد السعودي مَدينٌ لنا
تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقال لها اليوم أبعاد المقابلة التي أجراها رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية غادي أيزنكت الأسبوع الماضي مع موقع "إيلاف" السعودي.
"يديعوت" رأت أن "هذا الواقع يستحقّ التشديد عليه، لأن توقيت المقابلة وفحواها يشيران إلى أن خلف الكواليس مصالح استراتيجية: المصلحة الأولى أمنية والثانية سياسية"، وأضافت أن "معد المقابلة في الموقع السعودي، مجدي الحلبي، طلب إجراء المقابلة قبل عدة أيام، عملياً قبل أكثر من أسبوع. لكن رئيس الأركان استجاب لطلبه هذا الأسبوع بعد مشاورات وتعليمات من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ما يعني أن توقيت المقابلة حدده رئيس الحكومة، فيما حدد رئيس الأركان فحواها".
وتساءلت الصحيفة "ماذا كان يريد رئيس الحكومة ووزير الأمن (الحرب) ورئيس الأركان تحقيقه من خلال المقابلة للموقع الإخباري السعودي؟"، وأجابت أن "جزءًا من هذا الجواب يمكن أن نجده بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موجود حاليًا في ضائقة، وتُوجّه إليه انتقادات من داخل المملكة. وخطواته العدوانية ضد إيران، أي الخطوة العسكرية والخطوة المتعلقة بالوعي، موجودة حاليًا في ذروتها".
وتابعت "الكلام الذي قاله رئيس الأركان للموقع السعودي يعطي صلاحية لإدعاءات السعودية ضد إيران. شعبة الاستخبارات التابعة للجيش وجهاز الاستخبارات الاسرائيلية بشكل عام معروفان في الشرق الأوسط وفي العالم كله بمصداقيتهما في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط بشكل عام وبإيران بشكل خاص. لكن عندما يفصِّل رئيس الأركان الإسرائيلي "نوايا" إيران واحدة تلو الأخرى والخطوات التي تقوم بها للوصول إلى الهيمنة الإقليمية، فإن هذه خطوة تمنح دعمًا كبيرًا للادعاءات التي تطلقها السعودية".
وبحسب "يديعوت"، "أهمية مقابلة رئيس الأركان حيال لبنان هي أن مصدر إسرائيلي موثوق يؤيد ادعاءات السعودية ليس فقط حيال إيران بشكل عام، إنما ضد حزب الله".
وحول الفائدة التي ستجنيها "إسرائيل" من المقابلة مع آيزنكوت، قالت الصحيفة إن "الفائدة الأساسية ستكون تعزيز العلاقات غير الرسمية مع السعودية.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مدين حاليًا لـ"إسرائيل" ولرئيس الأركان اللذين أيداه من خلال تقوية ادعاءاته حيال إيران وحزب الله، وبالمساعدة غير المباشرة التي يقدمانها له بعلاقاته مع الرئيس ترامب ومع الأوروبييين في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط"، وأردفت "الأهمّ من ذلك هو على ما يبدو الفائدة السياسية التي يريد رئيس الحكومة استخلاصها من المقابلة. كما هو معروف، بعد نحو شهر تقريبًا، يعتزم ترامب طرح خطته أو مسودة عمله لتسوية بين "إسرائيل" والفلسطينيين. هذه التسوية ستكون عمليًا مبادرة أميركية-سعودية، تشكل فيها خطة "السلام" السعودية مدماكًا مركزيًا".
وتختم "يديعوت" كالآتي: "نتنياهو والحكومة الحالية ليسا مستعديْن لقبول خطة "السلام" السعودية من العام 2002 كما هي، حتى ولو بعد التعديلات الطفيفة التي أُدرجت عليها. لذلك، "إسرائيل" بحاجة للسعوديين، بأن يليّنوا خطتهم وطلباتهم بخصوص الفلسطينيين. بموجب ذلك قرر نتنياهو الموافقة على أن يجري آيزنكوت المقابلة الآن، لأن خطة التسوية التي تعمل عليها إدارة ترامب حول النزاع مع الفلسطينيين باتت في مراحلها الأخيرة".