ارشيف من :آراء وتحليلات

لبنان لـ ’السعودية’ ...’Game Over’

لبنان لـ ’السعودية’ ...’Game Over’

بلال عساف

"Game Over" او انتهت اللعبة هذا هو حال السعودية اليوم في لبنان، فالمملكة التي دأبت على اعتبار ان لها "مربط  فرس" سياسي في لبنان، أقله منذ اتفاق الطائف حتى ما قبل الازمة الأخيرة التي تمثلت باحتجاز واجبار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على تقديم استقالته بالاضافة الى تبني بيان الاستقالة الذي يحتوي على العديد من الافتراءات بحق مكونات اساسية في لبنان.

هذه الازمة لم تكن وليدة الصدفة، انما جاءت نتيجة لسلسلة من المعارك الخاسرة التي تقودها السعودية على غير جبهة، من اليمن وسوريا والعراق وصولاً إلى قطر وبعض المحافظات السعودية، وحتى داخل العائلة الحاكمة، حيث اعتبرت ان احد اهم اسباب فشلها هو وقوف محور المقاومة وفي مقدمته حزب الله، في وجه مؤامراتها وحروبها لذلك اخذت قرار او لزم لها قرار بضرب الحزب وفي عقر داره.

للوهلة الاولى يظن المتابع للشأن السعودي وخاصة من يقرأ الترويج الاعلامي للسعودية، بأن المملكة تحاول ان تبني مملكة جديدة، السعودية بنسختها "الرابعة" ومبادئها الديمقراطية والحرية، لكن عند الغوص في حقيقة وخلفيات القرارات "الملكية" و "الاميرية" يجد بأن تلك القرارات وتلك الجبهات التي تفتحها السعودية واخرها الجبهة اللبنانية تتناسب مع كل شيء الا مع الاهداف الانسانية او الاهداف العربية.

في اواخر شهر ايار/مايو من العام الجاري استضافت السعودية رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب، حيث عقد العديد من الاجتماعات حضرها ممثلون عن أكثر من 55 دولة عربية واسلامية، لكن ما كان لافتاً في تلك الاجتماعات، اللقاءات الثنائية التي جمعت كلاً من سلمان بن عبدالعزيز ونجله الذي كان ولياً لولي العهد محمد بن سلمان آنذاك من جهة والرئيس الامريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي يعد أحد كبار مستشاريه، يومها قيل الكثير عن تلك الاجتماعات وما نتج عنها من صفقات لصالح الاولى والتي فاقت قيمتها 500 مليار دولار، حيث رأى البعض ان هذه المليارات هي ثمن تولي محمد بن سلمان العرش بالاضافة الى التغطية الامريكية لما قامت به السعودية وبما ستقوم به لاحقاً داخلياً وخارجياً، والذي لا نزال نعيش تبعاته ان كان في لبنان او في العالم العربي.

لم يكن فقط "حليب البقرة" السعودية هو المهم عند القابع في البيت الابيض بل كان الرجل يصبو الى اكثر من ذلك طالما وجد من هو متحمس ومستعد لدفع الفاتورة مهما كانت، والثمن كان فلسطين، وهي من المؤكد كانت احد اهم النقاط التي بحثها ترامب مع اصحاب رؤية "السعودية 2030" داخل الدهاليز السعودية والتي انتجت حسب ما تبيّن من مجريات الاحداث، "سحت" تلك الاتفاقيات وانهاء القضية الفلسطينية والبدء بمرحلة جديدة من تحضيرالرأي العام الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام لانهاء المقاومة من اجل فلسطين والبدء بالتطبيع العلني والمتواصل مع الكيان الغاصب "اسرائيل"، لذلك كان لا بد من تبني قرار ضرب احد اعمدة محور المقاومة ألا وهو حزب الله، بغض النظر عن النتائج الكارثية وما ستؤول اليها على لبنان والمنطقة، لان ما يهم الادارة الامريكية "اسرائيل"، والفاتورة المالية التي سيدفها ملوك السعودية الجديدة لقاء حماية عروشهم والتغطية على جرائمهم.

تعتبر السعودية والجيل الصاعد حديثاً للحكم انهم يملكون الكثير من اوراق القوة للضغط على البيئة اللبنانية منها السياسية، والاقتصادية، والاعلامية، والامنية، مع استبعادهم للخيار العسكري لأنهم استنتجوا باكراً بأنه مكلف كثيراً وسيرتد بشكل كارثي على مصالحهم ان كانت داخل السعودية او خارجها خاصة بعد غرقهم المميت في المستنقع اليمني، فهل ستبدأ الهجوم الفاشل بعد فشل الهجوم الاول؟

 

2017-11-20