ارشيف من :أخبار العدو

هل يتحوّل التصعيد في الشمال من كلام إلى صواريخ؟‎

هل يتحوّل التصعيد في الشمال من كلام إلى صواريخ؟‎

عامير ربابورت - موقع NRG

التصريحات التي أطلقها وزير الأمن (الحرب) أفيغدو ليبرمان خلال زيارته للحدود الشمالية، يوم الأربعاء غير مسبوقة في حدتها حتى بمقياس ليبرمان نفسه حين قال: "الجيش الإسرائيلي مستعد ومتأهب لأي سيناريو. ونحن نحافظ على حرية عمل مطلقة. لن نسمح بتمركز إيراني في سوريا، ولن نسمح بتحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة ضد "إسرائيل". ومن لم يفهم ذلك، يجدر به أن يفعل".

هذه الزيارة إلى الشمال برفقة رئيس الأركان اللواء غادي أيزنكوت وبقية ضباط الجيش، تكشف حقيقة أن هذه الجبهة تشكل التحدي الأكبر بالنسبة لـ"إسرائيل". الأحداث الداخلية الغريبة في لبنان، بما فيها مغادرة رئيس الحكومة الحريري، صرفت أنظار حزب الله عن حساب العدو الإسرائيلي، لكن الخطوات الإيرانية التي تشمل اقامة قاعدة دائمة على أراضي سوريا هي ذات أهمية كبيرة: إيران تسعى إلى رفع مستوى تهديدها حيال "إسرائيل" لاحتمال تعرض منشآتها النووية للهجوم، لذلك الوجود الرسمي على الأراضي السورية يشكل خطرًا لا نظير له.

الخشية الكبيرة هي من أن تقوم إيران في المستقبل بإرسال بطاريات دفاع جوي أكثر تطورًا الى سوريا، بالإضافة الى صواريخ برية وبحرية متطورة تمسّ أيضًا بحرية الملاحة والطيران. وهذا من المتوقع أن يشكل فقط بداية حرب صاروخية ضخمة.

وراء كواليس التصريحات أمام الميكروفونات، تجري اتصالات سياسية دولية بهدف منع التمركز الإيراني في سوريا. "إسرائيل" استثمرت جهودًا كبيرة في واشنطن للتحذير من هذا الخطر الذي لا يهددها فقط، بل يهدد الأردن أيضًا، الجارة الثالثة في مثلث الحدود، لكن الأميركيين ليسوا مهتمين حقيقة بسوريا.

هل التصعيد في الشمال يمكن أن يتحول من كلام إلى صواريخ؟ على الرغم من تهديدات جميع اللاعبين، إيران أيضًا تدرك ما هي الحرب النفسية، وليس لدى أيّة جهة مصلحة حقيقية بالانجرار إلى حرب، وبالتأكيد ليس "إسرائيل"، بيد أن المشكلة هي أن للتصعيد دينامية خاصة به، ويمكن أيضًا أن تندلع حروب بسبب فهم خاطئ "للعدو"، لذلك فإن الوضع حسّاس جدًا.

2017-11-21