ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: العلاقات بين كيان العدو والسعودية ستصبح علنية

الصفحة الأجنبية: العلاقات بين كيان العدو والسعودية ستصبح علنية

علي رزق

نقل صحفيون صهاينة عن مصادر صهيونية رفيعة أن العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية ستصبح علنية على الأمد الطويل، وذلك بعد المقابلة التي أجراها موقع "إيلاف" السعودي مع رئيس أركان الجيش الصهيوني "Gadi Eizenkot".

في غضون ذلك اتهم باحثون أميركيون معروفون السعودية باستخدام استراتيجية "التجويع" في اليمن، وشددوا على ضرورة محاسبة الحكومة والقيادة السعودية على ذلك.

من جهة أخرى، رأت مجموعة غربية بارزة تعمل في مجال الأمن والاستخبارات أن قمة "سوتشي" التي ستجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا لبحث التسوية في سوريا تعكس تراجع نفوذ واشنطن.

*العلاقات بين كيان العدو والسعودية ستصبح علينة

كتب الصحفي الصهيوني "Ben Caspit" مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" أشار فيها الى أن المقابلة التي أجراها موقع "إيلاف" السعودي مع رئيس أركان الجيش الصهيوني "Gadi Eizenkot" نشرت قبل أيام قليلة فقط من الذكرى الأربعين لزيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الى القدس المحتلة والتي أدت الى اتفاق تسوية بين مصر و"إسرائيل"، ولفت الكاتب الى أن البعض في "إسرائيل" يرى وجود علاقة بين "مقابلة "إيلاف" مع Eizenkot وذكرى زيارة السادات الى القدس المحتلة".

وذكّر الكاتب أن المقابلة مع رئيس أركان الجيش الصهيوني كانت الأولى من نوعها مع وكالة أنباء سعودية، مضيفاً إن هذه المقابلة قد تشير الى أن "الرومانسية" بين كيان الاحتلال والسعودية قد تصبح علنية، وذلك بعد أن كانت قد بدأت منذ فترة خلف الكواليس، بحسب تعبير الكاتب نفسه.

وتابع أنه قد يحصل شكل من أشكال التطبيع بين الجانبين، لافتاً الى أن "إسرائيل" تعتبر عضوا غير رسمي "فيما أسماه "التحالف السني" الذي يقوده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

كما أشار الى أن العلاقات السرية بين "إسرائيل" والسعودية وبعض الدول الخليجية لم تعد سراً. ونقل عن مصدر صهيوني رفيع اشترط عدم كشف اسمه أنه وبعد المقابلة مع "Eizenkot"، بات من الواضح أن العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية ستصبح علنية على الأمد الطويل.

ولفت الكاتب الى أن قصة مقابلة إيلاف مع "Eizenkot" بدأت قبل أشهر عدة، إذ تقدم السعوديون بطلب مقابلة مع رئيس أركان الجيش الصهيوني وبقي هذا الطلب على مكتب المتحدث باسم الجيش الصهيوني "Ronen Manelis" لمدة ثلاثة أشهر. وروى أنه وفي شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي عاد "Eizenkot" من مؤتمر لقادة أركان الجيوش انعقد في واشنطن وأبلغ "Manelis" أن جنرالا سعوديا كان يتحدث باسم رئيس أركان الجيش السعودي ألقى كلمة خلال المؤتمر المذكور تتطابق بالكامل مع الموقف "الاسرائيلي".

وأضاف الكاتب إن "Eizenkot" حينها وافق على إجراء المقابلة مع موقع "إيلاف"، وأن اختيار هذا الموقع تحديداً لم يكن صدفة، مشيراً الى أن صاحب هذا الموقع هو المدعو "عثمان العمير" وهو صحفي سعودي معروف عمل رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط التابعة للعائلة الملكية السعودية.

كما لفت الكاتب إلى أنه تبين أن لدى "إيلاف" مراسلًا داخل "إسرائيل" وهو صحفي معروف يدعى "مجدي حلبي" من أبناء الطائفة الدرزية في "إسرائيل" وكان قد عمل للقناة "الاولى الاسرائيلية". ونقل الكاتب عن حلبي أنه وطوال سنوات عمله في التلفزيون "الاسرائيلي"، لم تتح له فرصة الجلوس أمام رئيس أركان "الجيش الاسرائيلي" وإجراء مقابلة معه، وأنه وبعد أن أصبح يعمل للاعلام السعودي منح فرصة إجراء هذه المقابلة.

وعن العمير فقال "Ben Caspit" إنه من الشخصيات المعروفة المقربة جداً من العائلة الملكية السعودية ومن المقربين من حاشية الملك وعضو شرف في البلاط الملكي. ونقل عن حلبي بأنه طلب من العمير إذناً لإجراء المقابلة مع رئيس أركان "الجيش الاسرائيلي" قبل عدة أشهر، ووافق العمير على الفور.

كما تابع الكاتب أن "إسرائيل" قد اختارت موقع "إيلاف" كونه مقرباً جداً من العائلة السعودية الحاكمة، ونقل عن مصدر عسكري صهيوني أنه تم نقل الرسائل المتعلقة بايران وسوريا وحزب الله والوضع على الجبهة الشمالية مع فلسطين المحتلة، من خلال المقابلة مع "Eizenkot".

ونقل عن المصدر نفسه أن كيان العدو تلقى ردودا غير مباشرة من القصر الملكي السعودي بعد إجراء المقابلة، ويبدو أن المسؤولين السعوديين قرأوا المقابلة "بتمعّن".

وأشار الى أن ما تبقّى الآن هو معرفة ما اذا كان السعوديون سيؤكدون مشاركة لاعبي الشطرنج "الاسرائيليين" ببطولة العالم للشطرنج التي ستقام في الرياض بالمستقبل القريب.

*يجب محاسبة حكام السعودية على ما يقومون به في اليمن

من جهته كتب الباحث الأميركي المعروف "Bruce Riedel" مقالة نشرت أيضاً على موقع "Al-Monitor" أكد فيها أن اليمن يشكل اليوم الكارثة الانسانية "الأسوأ في العالم"، لافتاً الى أن ثلاثين شهراً من الحرب من قبل كبار أثرياء العرب ضد "أفقر العرب"، بحسب تعبير الكاتب نفسه، قد أدت الى سوء التغذية والمجاعة والأمراض في اليمن. كما تحدث عن تفشٍ لمرض "الكوليرا" وحذر من أن جيلاً كاملاً من الاطفال اليمنيين سيكون مشوهاً.

الكاتب الذي عمل مستشاراً لأربعة رؤساء أميركيين سابقين في ملفات الشرق الاوسط وجنوب آسيا، أشار الى أن السعودية حمّلت إيران مسؤولية الهجوم الصاروخي على مطار "الملك خالد" الدولي على أطراف الرياض، لافتاً الى أن اليمن لديه ترسانة صاروخية عمرها عقود.

وذكّر أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح اشترى صواريخ "السكود" من كوريا الشمالية خلال حقبة الثمانينات عندما كان رئيساً لما كان يعرف حينها باليمن الشمالي، بينما الحكومة الشيوعية التي تعرف باليمن الجنوبي حصلت على هذه الصواريخ من روسيا.

وقال الكاتب إن الطرفين استخدما هذه الصواريخ بكثافة خلال الحرب الاهلية عام 1994، وبالتالي فإن هناك قدرة صاروخية لدى اليمنيين، مضيفاً إن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية السعودية والإماراتية لم تنجح بالتخلص من ترسانة الصواريخ في اليمن.

وتابع "Bruce Riedel" أن حركة "أنصار الله" و"بمساعدة" إيران وحزب الله بحسب تعبيره، قادرة على صنع المزيد من الصواريخ.

وشدد على أن الرياض "ليس لديها استراتيجية للانتصار في الحرب على اليمن"، لافتاً الى أن الوضع على الخطوط الامامية "بالكاد تغير" منذ أشهر، مضيفاً إنه لا يوجد مؤشرات تفيد بأن حركة "أنصار الله" بصدد الاستسلام، ومن غير المرجح أن تؤدي المزيد من الغارات الجوية الى قرار الاستسلام.

بناء عليه خلص الكاتب الى أن الاستراتيجية السعودية هي الاعتماد على المجاعة والمرض من أجل استنزاف الشعب اليمني، وزعم أن "كافة الاطراف" في الحرب مسؤولة عن الكارثة، مشدداً على أن الحصار والغارات الجوية تشكل السبب الاساس وراء المجاعة وتفشي مرض الكوليرا.

وأكد ضرورة محاسبة الحكومة السعودية والقيادة السعودية على أفعالهم، وأن استراتيجية التجويع "غير مقبولة".

وختم أن أميركا وبريطانيا هما في أفضل موقع لانهاء الحرب، اذ ان كلاهما يقدم الذخائر وغيرها من المعونات التي تمكن "التحالف الذي تقوده السعودية" من تنفيذ الاعتداءات الجوية، لافتاً الى أنه في حال تم تعليق هذه المساعدات فإن التحالف سيضطر الى تقليص حملته الجوية أو وقفها بالكامل، وهكذا سيناريو سيمثل مسعى دبلوماسيا كبيرا لمساعدة السعودية على الخروج من المستنقع، بحسب تعبيره.

*لقاء سوتشي يعكس تراجع نفوذ واشنطن

في سياق متصل تطرقت مجموعة "صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية" في تقريرها اليومي الى اللقاء الذي جمع وزراء خارجية  تركيا وروسيا وإيران بمدينة أنطاليا التركية قبل أيام، وذلك استعداداً للقمة التي ستنعقد في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري من أجل بحث تسوية الازمة السورية بمدينة سوتشي الروسية، حيث سيستضيف الرئيس الروسي فلادمير بوتين نظيريه الايراني الشيخ حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان.

واعتبرت المجموعة أن لقاء سوتشي هذا يحمل دلالة كبيرة اذ انه لقاء لكتلة ثلاثية لها تأثير كبير في سوريا والشرق الأوسط وحتى في مناطق أبعد من ذلك، لافتةً الى أن الولايات المتحدة لن يكون لديها أي دور في قمة سوتشي، ورأت أن ذلك يعكس تراجع نفوذ واشنطن وتهميش المساعي الأميركية.

المجموعة أشارت الى أن بوتين وأردوغان التقيا خمس مرات خلال عام 2017 الحالي، ويتحدثان هاتفياً مرة كل شهر.

وقالت إن تركيا لا تزال "تعارض" الحكومة السورية، الا أنها تتعاون مع روسيا وايران في ملفات اخرى، "في سوريا وغيرها"، مضيفةً إن لدى ايران وتركيا مصالح كبيرة في سوريا وأن روسيا أيضاً لديها مصالح هناك، مشددة على أن الاطراف الثلاثة بذلوا مساعي دبلوماسية، وهذه المساعي أصبحت أقوى مع مرور الوقت، بينما المساعي الاميركية تراجعت".

وأكدت أن قمة "سوتشي" تأتي بينما الزخم العسكري يصب في الكامل لمصلحة الحكومة السورية، في الوقت الذي تقف فيه الولايات المتحدة على الهامش على الصعيد الدبلوماسي.

2017-11-21