ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: واشنطن تلعب دور المراقب في الملف السوري

الصفحة الأجنبية: واشنطن تلعب دور المراقب في الملف السوري

علي رزق

أشارت وسائل إعلام غربية معروفة الى أن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تلعب دوراً هامشياً في الملف السوري والذي يتمثل بدور المراقب، بينما يجتمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا لبحث هذا الملف.

ولفتت وسائل الإعلام الى أن إدارة ترامب لم تحقق أي تقدم لجهة إبعاد روسيا عن إيران، ونقلت عن مسؤولين في "البنتاغون" أنه يجري العمل على التصدي لنفوذ إيران في سوريا وغيرها من الساحات، لكن من دون الدخول في التفاصيل حول كيفية القيام بذلك.

في غضون ذلك شدّد صحفيون أميركيون على عدم صحة ما روجت له بعض وسائل الاعلام الغربية مؤخراً عن وجود علاقة تعاون بين إيران وتنظيم "القاعدة" الارهابي.

*واشنطن تلعب دور المراقب في الملف السوري

نشرت مجلة "Politico" تقريراً أشارت فيه الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب بات يلعب دور المراقب أكثر فأكثر في الملف السوري، في الوقت الذي يلعب فيه الرئيس الروسي فلادمير بوتين الدور الريادي في رسم مستقبل سوريا بعد الحرب، بحسب تعبير التقرير.
ولفت التقرير الى أن الولايات المتحدة لن تحضر القمة الثلاثية التي ستجمع رؤساء  روسيا وإيران وتركيا في مدينة سوتشي الروسية. كما نقل التقرير عن المدعو "Ilan Goldenberg" الذي عمل في ملفات الشرق الاوسط مع إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، أن "بوتين قد انتصر" في سوريا.

وتابع التقرير أن ترامب قد لا يبالي لذلك، ونقل عن مصدر مطلع أن الرئيس الاميركي قال في الجلسات المغلقة أنه لا يرى إمكانية لدى الولايات المتحدة للقيام بالكثير الآن في الملف السوري بسبب "فشل اوباما" في سوريا، على حد تعبيره.

وأضاف التقرير إن موقف ترامب انعكس بالقرار الذي اتخذه قبل أشهر بإلغاء برنامج "الـ -CIA" لتسليح ما أسماه "المتمردين السوريين المعتدلين".

وأشار التقرير إلى أن ترامب لديه هدف واحد على الأقل لم يحققه في سوريا والذي يتمثل بدحر نفوذ ايران، مشيراً الى أن ترامب لم يتمكن حتى الآن من إبعاد موسكو عن طهران، وبيان البيت الأبيض الذي صدر حول المكالمة الهاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فيلادمير بوتين يوم أمس لم يتطرق الى ذكر ايران، لافتاً الى أن البيان الذي صدر عن الكرملين حول هذه المكالمة فقط جدد دعم بوتين للاتفاق النووي مع إيران.

وتابع التقرير أن البيان المشترك حول سوريا الذي صدر بعد لقاء ترامب وبوتين في فيتنام مؤخراً أيضاً لم يتطرق الى ذكر نفوذ إيران في سوريا.

في سياق متصل موقع "Bloomberg" نشر بدوره تقريراً أشار فيه الى أن القوات الاميركية ليست بصدد مغادرة سوريا بعد هزيمة "داعش"، لافتاً الى أن دور هذه القوات الاميركية في مستقبل النزاع السوري عموماً ليس واضحاً.

كما قال إن واشنطن تجد نفسها في موقف غير مألوف حيث تراقب من على الهامش بينما تنسق أطراف آخرى حول التوصل الى اتفاق سلام في سوريا.

وأضاف التقرير إن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يسعى الى التوصل الى اتفاق سلام في سوريا من خلال لقائه مع نظيريه الايراني والتركي في سوتشي، مشيراً الى أن بعض عناصر خطة بوتين واضحة – مثل بقاء الرئيس الاسد في السلطة – بينما هناك قضايا لم تحسم بعد، مثل مصير السوريين الاكراد، على حد تعبير التقرير.

وتابع التقرير أنه وباستثناء هذه التفاصيل هناك صورة تتضح وهي أن الولايات المتحدة انضمت الى السعودية وكيان العدو، وذلك في مقابل التحالف الروسي الايراني التركي "الذي يزداد قوة"، وفق تعبير التقرير نفسه، مشدداً على أن تحالف روسيا وإيران وتركيا هو الذي يمسك بأغلب الاوراق فيما يتعلق برسم التسوية في سوريا، ونقل عن المحليين أن مستقبل سوريا هو بشكل أساس في أيدي هذا التحالف الثلاثي.

التقرير ذكّر كذلك بتصريح وزير الحرب الاميركي "James Mattis" الاسبوع الفائت عندما قال ان القوات الاميركية ليست بصدد مغادرة سوريا، ونبه الى ان التصريح هذا اعتبر بانه يرتبط بالتصدي لايران.

وتطرق التقرير الى التخوف السعودي و"الإسرائيلي" من تعاظم نفوذ إيران في سوريا، ونقل عن المتحدث باسم وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" المدعو "Eric Pahon" أن الولايات المتحدة تبحث عن سبل للتصدي لايران في المنطقة.

كما نقل التقرير عن "Eric Pahon" أن الولايات المتحدة تقوم بتحديد "مناطق جديدة" من أجل تقويض نفوذ ايران،"بما في ذلك سوريا"، وأن واشنطن ستعمل مع حلفائها من أجل ممارسة الضغوط على النظام الايراني من أجل "تحييد" وتقييد قوة ايران، على حد تعبير التقرير.

وفيما يتعلق بالموقف التركي قال التقرير إن انقرة وبينما كانت سابقاً تطالب بضرورة رحيل الرئيس الاسد، انضمت الآن الى الموقف الروسي، مضيفاً إن تركيز تركيا الاساس اليوم هو على السوريين الاكراد الذين تعتبرهم ارهابيين مرتبطين بانفصاليين اكراد داخل تركيا.

*لا صحة للمزاعم عن دعم ايراني لتنظيم "القاعدة"

من جهته كتب الصحفي "Gareth Porter" مقالة نشرتها مجلة "The American Conservative" تناولت فيها مزاعم ما نشرته وسائل الاعلام الغربية قبل أسابيع بأن "الـ -CIA" لديه وثائق تثبت علاقة تعاون بين إيران وتنظيم "القاعدة" الارهابي.

وشدد الكاتب على أن هذه التقارير الاعلامية لم تستند على قراءة دقيقة للوثائق، لافتاً الى أنه حصل على الترجمة الكاملة لها والتي تتألف من تسع صفحات.

وأكد أنه وعلى ضوء قراءة محتوى الوثائق، فانها لا تدعم نظرية وجود أدلة جديدة حول التعاون بين إيران و"القاعدة"، سواء قبل أو بعد هجمات الحادي عشر من ايلول.

كما شدد الكاتب على أن الوثائق لا تقدم أي أدلة حول مساعدة إيرانية ملموسة لـ "القاعدة" بل على العكس، اذ تؤكد المعلومات السابقة أن السلطات الايرانية قامت باعتقال الناشطين لدى القاعدة المتواجدين داخل الأراضي الإيرانية وعزلهم بغية منعهم من التواصل مع أي وحدات تابعة لـ "القاعدة" خارج إيران.

كذلك أضاف الكاتب إن الوثائق تفيد بأن إيران تمكنت من اختراق "القاعدة" وجمع المعلومات الاستخباراتية حول وجود هذا التنظيم في الأراضي الإيرانية.

وتابع أن الوثائق لا تشير اطلاقاً الى مال او سلاح ايراني قدم الى مقاتلي "القاعدة"، مؤكداً أن إيران اعتبرت "القاعدة" تهديداً امنياً لايران نفسها، لافتاً الى انه وبحسب الوثائق فان ايران اعتقلت المجموعة الاولى من ناشطي "القاعدة" بمدينة زاهدان في شهر ايار/مايو أو حزيران/يونيو عام 2002  أي بعد مرور نحو ثلاثة أشهر فقط على دخولهم ايران.

كذلك قال الكاتب" في شهر شباط فبراير عام 2003 قامت إيران بحملة اعتقالات جديدة استهدفت ثلاث مجموعات من تنظيم "القاعدة" في طهران ومشهد.
وفي الختام شدد الكاتب على أن إيران ومنذ قيام حركة "طالبان" مقتل أحد عشر دبلوماسيًا إيرانيًّا في مزار الشريف عام 1998، أصبحت تعتبر تنظيم "القاعدة" تنظيماً ارهابياً وعدواً لدوداً.

2017-11-22