مازال اللقاء الاستراتيجي الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد في مدينة سوتشي الروسية يحظى باهتمام ومتابعة وتحليل المراقبين والخبراء وكافة الأوساط الإعلامية بكل تفاصيله، نظراً لأهميته السياسية والميدانية وتوقيته الملائم جداً من حيث إعلان النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي.

المراقبون في سوريا والخبراء السياسيون والعسكريون توقفوا عند عدة محطات تتعلق بهذا اللقاء الذي جمع الزعيمين الروسي والسوري من حيث الشكل والمضمون، وما حمله من رسائل سياسية كبيرة لجميع خصوم دمشق ومحور المقاومة، كما أنه ما يزال حتى الساعة مستحوذاً على اهتمام جميع وسائل الإعلام العالمية وكبار السياسيين على مستوى العالم حيث كان فيه الكثير من التفاصيل التي توحي بنوع خاص لمدى قوة وعمق العلاقة التي تجمع دمشق وموسكو من جهة والرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين على وجه التحديد من جهة أخرى.

ولكن ثمة مسألة ذات بعد عسكري ميداني استوقفت الكثير من المحللين في سورية، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصرّ على أن يحضر اللقاء كامل فريقه العسكري وبأعلى المستويات، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حضر برفقة رئيس هيئة الأركان مع عدد من كبار الضباط وقادة تشكيلات الجيش الروسي. وحول هذه النقطة يقول مصدر عسكري سوري لـ "العهد" إنه " كان من الممكن للرئيس بوتين أن يكتفي بوجود وزير دفاعه إلى جانبه خلال اجتماعه مع الرئيس الاسد لاستعراض الجانب العسكري والميداني والمرحلة المقبلة في الحرب السورية، لكن القيصر الروسي أصرّ على أن يكون كامل قادة جيشه حاضرين في الاجتماع وبأعلى المستويات أي أنهم جاؤوا من مقراتهم في موسكو الى مدينة سوتشي ليجتمعوا مع الرئيس الأسد وكأنه قائد مشترك لهم".

وأضاف المصدر أن "كبار ضباط الجيش الروسي من قادة سلاح الصواريخ وقادة القوى الجو فضائية وسلاح الدبابات والقوى البرية والأخرى البحرية إضافةً لسلاح المظلات والاستخبارات العسكرية في الجيش الروسي كانو حاضرين وهذا يحمل إشارات عسكرية ودلالات حربية مهمة وتقديراً كبيراً للرئيس السوري من نظيره الروسي ومن قيادة الجيش الروسي برمته"، وفقاً لحديث المصدر نفسه.‎