ارشيف من :أخبار لبنانية
ترقب على الساحة الداخلية بعد ايام من تريّث الحريري بالاستقالة
سلطت الصحف الصادرة صباح اليوم الضوء على الوضع الداخلي بعد ايام من اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري تريثه في مسألة استقالته، مشيرةً الى انه لم تتضح بعد معالم المرحلة التي سيقبل عليها لبنان، إذ تسيطر حال من الترقب على الساحة الداخلية، لناحية معرفة كيف ستتعامل القوى السياسية مع التطورات الجديدة.
"الحالة الثالثة" تصريف أعمال رهن الالتزامات
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت أنه "بدا واضحا عقب الايام الاولى الثلاثة من اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري تريثه في مسألة استقالته أن كثراً بنوا حسابات متسرعة حول امكان عودة الى الوضع الحكومي والسياسي كما كان قبل الاستقالة والتريث ولو ان الواقع الناشئ عن التريث يعد نسبياً بمثابة "حالة ثالثة " بين الاستقالة والتراجع عنها. واستناداً الى المعطيات التي توافرت في الساعات الاخيرة من زوار رئيس الحكومة والمعنيين فان الرئيس الحريري لا يبدو في وارد المداومة في مكتبه في السرايا في وقت قريب وهو يوقع بريده ويعقد لقاءاته في "بيت الوسط" بما ينطبق تقريبا على تصريف اعمال يصعب التكهن بنهايته قبل اتضاح طبيعة "النيات الحسنة" والاستعداد للمساعدة والتعاون حيال الالتزامات التي تتطلبها عملية العودة عن الاستقالة والتي أبداها معظم المعنيين لدى عودة الحريري الى بيروت".
واضافت "لا يلمس زوار "بيت الوسط" مهلة محددة للتريث، لكنهم يستشعرون جزم رئيس الحكومة بأن الامور ليست ذاهبة إلى وضع طبيعي، وأن ثمة مشهداً جديداً لا بد أن يرتسم إنطلاقاً من السقف الذي حدده لعودته عن استقالته. ويكفي ان يبقى متريثا في دارته، يوقع بريدا لكنه لا يدعو الحكومة إلى الانعقاد، حتى يشكل أداؤه عاملاً ضاغطا وخصوصاً على شركائه في الحكم بما فيهم "حزب الله" للمضي في ترجمة الالتزامات التي تعهدوها بها مقابل ضمان عودته إلى بيروت وتراجعه عن تطيير الحكومة".
وتابعت الصحفية "أما الجديد الذي برز مع احتدام الحرب الكلامية بين المملكة العربية السعودية وايران حول لبنان فشكل كما تقول مصادر متابعة عاملاً اضافياً لتثبيت خيار التريث لان هذه الحرب ولو لم تكن متصلة بلبنان وحده تضع جميع الافرقاء اللبنانيين أمام لحظة الحقيقة التي توجب اقامة منطقة آمنة وعازلة حول لبنان وهو أمر لا يتوافر إلاّ بالتزام جاد وصارم لسياسة النأي بالنفس. ويقول مطلعون إن المملكة العربية السعودية لم تتحفظ عن خيار التريث الذي اتخذه الحريري وان ثمة كلاما عن مهلة شهر لهذا الخيار لا بد ان تتبلور خلالها الاتجاهات الحاسمة للواقع الحكومي وعبره لمجمل الوضع الداخلي".
مصير الحكومة على طاولة المشاورات
بدورها، رأت صحيفة "الأخبار" أنه "لم تتضح بعد معالم المرحلة التي سيقبل عليها لبنان، في ظل إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري التريّث في تقديم استقالته، إذ تسيطر حال من الترقب على الساحة الداخلية، لناحية معرفة كيف ستتعامل القوى السياسية مع التطورات الجديدة. غير أن المسار الهادئ الذي اختار الحريري اعتماده يبشّر بانفراج محتمل".
واضافت "هذا التريث منح لبنان المزيد من الوقت للخروج من الأزمة التي أقحمته فيها المملكة العربية السعودية، منذ ثلاثة أسابيع. فرئيس تيار المستقبل أكد قراره الاستمرار في العمل السياسي، وحفظ الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وفتح الطريق أمام حوار جدي، وصولاً الى بحث مصير الحكومة. رئيس الجمهورية لن يدعو الى طاولة الحوار، بل سيبدأ مشاورات مطلع الأسبوع مع مختلف المكونات السياسية، وستكون بداية مع حركة أمل «للبحث في مخارج لتداعيات الاستقالة، تبقي لبنان في دائرة الأمان، خصوصاً في ظل توقعات من غضبة سعودية جديدة غير متوقعة، بعد أن فشلت في تحقيق أهداف إجبار الحريري على الاستقالة»".
ولفتت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إلى أن المشاورات التي سيجريها عون بدءاً من الإثنين «ربما ستؤدي إلى إيجاد مخارج تتيح للحريري الاستمرار في رئاسة الحكومة. وإذا لم يتم الاتفاق على صيغة لـ«النأي بالنفس»، ترضي الجميع، فمن غير المستبعد إسقاط الحكومة، وإعادة تكليف الحريري من دون أن يؤلف حكومة». وتلفت المصادر إلى أن هذا السيناريو لا يزال مطروحاً، ويتضمّن تقريب موعد الانتخابات النيابية. وأكّدت أن كل المفاوضات تتم «تحت سقف استمرار الحريري في الحياة السياسية ملتزماً التسوية الرئاسية». وخلافاً لكل المعطيات التي تدل على هجمة سعودية جديدة ضد لبنان، جزمت المصادر بخفض السقف الخليجي في وجه لبنان، ربطاً بالموقف الأميركي والأوروبي والمصري الرافض لهزّ الاستقرار.
لبنان يبحث عن حلّ لأزمة الإستقالة... وأحد المخارج: تغيير الحكومة
من جهتها، قالت صحيفة "الجمهورية" إنه "ذُهل العالم كلّه من تلك الصورة الدموية التي وضعَت مصر من جديد على مذبح الارهاب، ولعلها مأساة بكل المعاني الحزينة راح ضحيّتها المئات من المصلّين الأبرياء في أحد جوامع سيناء. في هذه المجزرة الفظيعة، قدّم الارهاب صورته البشعة المقزّزة التي اشمَأزّ منها كل العالم، ولم يعد السؤال مُجدياً عن ايّ دين يحللها أو يُجيزها؟ بل عن كيفية اجتماع العالم في حرب جدية لاجتِثاث هذا الارهاب الذي بات يقضّ مضاجع العالم بأسره. هذا المشهد الدموي، إستدعى تَعاطف العالم مع مصر في محنتها، ولبنان المكوي بنار الارهاب، تابعَ المأساة وعَبّر عن تضامنه ومواساته وإدانته لهذه المجزرة التي بالقطع لا تمتّ الى الإنسانية والبشرية بصِلة".
وأضافت أن "الواضح من مسار الامور في المنطقة أنها تسير على خطين متوازيين، تتبدّى في الاول محاولات لإنضاج تسوية سياسية حول الازمة السورية، وتتبدّى في الثاني حال من الغليان الشديد الآخِذ في التصاعد على الخط السعودي الايراني، حيث ظَهّرت الساعات الاخيرة مستوى عالياً جداً من التوتر بين البلدين عَكسته الحرب الكلامية المتبادلة بينهما".
وتابعت "كان لافتاً في هذا السياق، ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث وصفَ المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيّد علي خامنئي بـ«هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط، لكننا تعلمنا من أوروبا أنّ الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يُكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا»".