ارشيف من :أخبار لبنانية
المعاناة المتكررة للصيادين في طرابلس: نفايات بدل الأسماك
كما في كلِّ عامٍ ومع بداية فصل الشتاء تقذفُ الأمواجُ البحرية، النفاياتِ باتجاهِ موانئ الصيادينَ على السواحلِ الشماليةِ في ميناء طرابلس المنية وصولا حتى شاطئ العبدة في عكار. ويعودُ الصيادونَ بشباكٍ ممزقةٍ مليئة بالاوساخِ بدل الأسماك من جراء نفايات مصدرها مكب المحجر الصحي في طرابلس، والأوساخ التي يقذفها مجرى نهر ابو علي باتجاه البحر. هذه المشكلة القديمة المتجددة يعاني منها صيادو البحر، وهي مشكلة جبل النفايات المزمنة والمستمرة بتداعياتها التي تتكرر كل شتاء وبعد كل عاصفة حيث تنهار أجزاء من حائط الدعم فتتساقط النفايات في البحر. والمطلوب برأي الصيادين وضع خطة انمائية من قبل بلديتي طرابلس والميناء للتخلص من المشكلة البيئية التي تؤرق الشواطئ والصيادين منذ ما يقارب العشر سنوات عبر وضع مشاريع من قبل مجلس الانماء والاعمار بدعم حكومي.
الصيادون الذين افترشوا الكورنيشَ البحريَ في مدينة الميناء امضَوا طوال نهارهم بتنظيفِ شباكِهم لعلّهم يُفلحونَ في إنقاذِ القليلِ المتبقي منها، وناشدوا الجهاتِ المعنيةَ الاسراعَ في معالجةِ مشكلةِ النفاياتِ وتعويضِ خسائرِهم.
وقال الصياد سامي الصيداوي لموقع "العهد الاخباري" ان قضية النفايات كقصة "إبريق الزيت" التي تتكرر دائما مع هطول الامطار ونحن نقع دائما ضحيتها، فتلوث البحر بالنفايات يجعل شباكنا تصطاد النفايات بدلا من الاسماك، ما يؤدي الى تضرر وتمزق بعضها، كما جرى مع خمسة عشر صيادا فجر اليوم.
وحول خطة المعالجة يقول الصياد صلاح ميناوي "نحن نعرف أنه لا يوجد هناك خطة جدية لكن ماذا نفعل؟"، وتساءل "ومن يعوض علينا الخسائر؟".
وقال الصياد محمود حديفة لموقع العهد "نحن كصيادين لم نتمكن هذا النهار من الاصطياد بسبب النفايات، وعدنا الى بيوتنا من دون أن نحصل على رزقنا اليومي والخسائر المادية كبيرة جداً.
بدورها، طالبت نقابةُ صيادي الأسماكِ البلديةَ بمراقبةِ عمليةِ فلشِ النفاياتِ على أرضِ مكبِ المَحجرِ الصِحي في طرابلس للتأكدِ من عدمِ القائِها في البحرِ ورفعِ ضررٍ باتَ يهددُ مصدرَ الرزقِ الأساسَ للصيادين.