ارشيف من :أخبار لبنانية
عون يبدأ اليوم مشاورات مع الكتل النيابية في قصر بعبدا
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بالمشاورات التي سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع مختلف الكتل النيابية لاعادة الحركة السياسية إلى البلاد.
كما تناولت الصحف عدة مساءل داخلية متعلقة بالتباين الحاصل بين تياري "المستقبل" و"القوات"، اضافة لاضراب الاساتذة في اليومين المقبلين.
"الأخبار": مشاورات رئاسية اليوم تمهيداً لإعادة الحياة إلى الحكومة
أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنه مع بدء المشاورات السياسية في قصر بعبدا، تنطلق اليوم مرحلة جديدة من تثبيت الاستقرار اللبناني، ودفن «الانقلاب» على التسوية الرئاسية الذي حاولت السعودية تنفيذه. وتأتي هذه الخطوة بمباركة أميركية ــ فرنسية ــ مصرية، للجهود اللبنانية التي ستُتوَّج بعودة الحكومة إلى الحياة.
ورأت أن الخطوة العملية الأولى لقرار رئيس الحكومة سعد الحريري التريّث في تقديم استقالته، تنطلق اليوم مع الاستشارات التي سيُجريها الرئيس ميشال عون للكتل النيابية والأحزاب الممثلة داخل مجلس الوزراء وغير الممثلة. فمنذ الصباح الباكر، يبدأ رئيس الجمهورية لقاءاته السياسية بهدف معالجة الأزمة التي سبّبتها السعودية في لبنان، بعد إجبارها الحريري على تقديم استقالته.
وبعد الانتهاء من المشاورات، سيلتقي عون في قصر بعبدا رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لإطلاعه على نتيجة جولته، كما سيضع الحريري في صورتها. خلاصة ما يقوله أكثر من مصدر من انتماءات سياسية مختلفة، أنّ عون سيأخذ من القوى التي يلتقيها تعهدات تسمح له بإصدار بيانٍ، يصدر إمّا عن الرئاسة الأولى أو مجلس الوزراء، يؤكد الثوابت الآتية: النأي بالنفس، اتفاق الطائف، والعلاقات مع الدول العربية. بعد ذلك، من المفترض أن تعود الحكومة إلى الانعقاد، ويكون الحريري قد تراجع كلّياً عن فكرة الاستقالة. وتؤكد المصادر أنّ المسار السياسي، ومن ضمنه مشاورات بعبدا، يأتي في ظلّ غطاء دولي ــ عربي، عماده الولايات المتحدة وفرنسا ومصر. كذلك لا يُمكن فصل استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته لعقيلة الحريري وولديه في الإليزيه، عن هذا السياق. وقد هدفت الرئاسة الفرنسية، من خلال الصورة «العائلية»، إلى تأكيد أنّ حرية التنقل لعائلة سعد الحريري وخروجها من السعودية ساعة تشاء، هي من الضمانات التي حصلت عليها باريس من الرياض.
وفي هذا السياق، تُشير المصادر إلى أنّ الإليزيه تواصلت مع عون والحريري ومع القيادة السعودية، بهدف تجديد إصرارها على المُضي قدماً في إعادة ترتيب الوضع اللبناني الداخلي، بما يضمن استقرار الحياة السياسية، واستمرار التسوية الرئاسية التي قام بها الحريري، واستمرار الأخير في العمل السياسي. على الرغم من ذلك، تُبدي مصادر أخرى تشاؤمها، وهي تسأل عن «الخطوة المقبلة التي ستقوم بها السعودية؛ فمن الصعب أن يقبل ولي العهد محمد بن سلمان التسليم بالفشل التام للانقلاب الذي حاول القيام به. من غير المعروف كيف سيردّ، ولكنه مُصمّم على مواجهة إيران وحزب الله».
"الجمهورية": مشاورات لتفاهُم سياسي جديد..
وفي ذات السياق تحدثت "الجمهورية"، وكتبت.. بعد جوجلة مواقف وقراءات للتطورات التي رافقت استقالة الحريري وقبوله التريث في تقديمها والظروف التي حكمتها والأسباب التي دفعته اليها، سيخصّص رئيس الجمهورية اليوم الإثنين لأطول مشاورات قبل الظهر وبعده، بحيث ستشمل الكتلَ النيابية الممثلة في الحكومة ورؤساء الأحزاب والقوى والتيارات والحركات السياسية، على ان تنتهي بلقاء يَعقده رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ويعقبه لقاء لعون مع رئيس الحكومة المتريث في الاستقالة يُطلعه خلاله على نتيجة هذه المشاورات.
وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية اعتذرَ عن المشاركة في المشاورات بسبب سفرِه خارج لبنان وسيمثّله أحد قياديّي «المردة». كذلك أعتذرَ رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل الموجود في الخارج وسيمثّله الوزير السابق نقولا صحناوي، فيما سيمثّل رئيسُ كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الأمينَ العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله.
وفي الوقت الذي اجمعَت مصادر «عين التينة» و»بيت الوسط» على بثّ أجواءٍ من التفاؤل، انضمّت اليها دوائر القصر الجمهوري بالمناخ نفسِه ولفتت عبر «الجمهورية» الى «أنّ ما يهمّ رئيس الجمهورية هو ان تستعيد البلاد بكل المؤسسات نشاطها بفاعلية، وأن يحصلَ ممّن سيَستشيرهم على أجوبة واضحة وصريحة حول بعض العناوين السياسية الاساسية التي تؤكّد ضرورة الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في لبنان، بالإضافة الى تلك التي تناوَلها كتاب الاستقالة الذي كان ينوي الحريري تقديمه لرئيس الجمهورية قبل قبوله تمنّيَه بالتريث.
ومن هذه العناوين يمكن الإشارة الى الآتي:
• الموقف من موضوع «النأي بالنفس» وتحديد مفاهيمه الأساسية وسبلِ ترجمته.
• العلاقات بين لبنان والبلدان العربية وسبلِ الحفاظ عليها واستمرارها في افضلِ الظروف التي تضمن عدمَ التدخّل في الشان اللبناني مقابل عدم تدخّلِ اللبنانيين في الشؤون العربية الأخرى.
• سبلِ مقاربة المرحلة المقبلة وإدارتها حكومياً ومؤسساتياً لتستعيدَ البلاد عجَلتها الطبيعية.
• إستكمال تنفيذ «اتفاق الطائف» في ظل التوافق على الخطوات التي تحميه.
"البناء": الحريري يسدّد فواتير تحريره للسعودية
وفي وقتٍ يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم في بعبدا مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية المشاركة في الحكومة للبحث في آفاق الخروج من الأزمة السياسية المستجدّة، والتوصل الى حلٍ يعيد البلاد الى ما قبل إقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، برزت مواقف تصعيدية لافتة للرئيس الحريري ضد إيران وحزب الله وسورية، هي الأولى بعد مقابلته الأخيرة من الرياض، وضعتها مصادر مطلعة لـ «البناء» في إطار تسديد الحريري فواتير سياسية للسعودية تعهّد بها مسبقاً ضمن صفقة إطلاق سراحه و»تبييض» صورة المملكة وولي العهد كجزءٍ من الإخراج الفرنسي المصري لعودته عن استقالته وتثبيته في منصبه بعد أن يكون قد نال الرضى السعودي المؤقت وفرصة سماحٍ «تحت المراقبة الشديدة».
لكن اللافت، هو أن تصريحات الحريري جاءت في مقابلة مدبّرة على عجل مع مجلة خليجية وتصدر في دبي، تشبه بالشكل المقابلة التي أجريت مع الحريري من مكان احتجازه في الرياض، كما أنها جاءت بعد 24 ساعة على تهديدات محمد بن سلمان للحريري في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز».
ورأت المصادر في مواقف الحريري مؤشراً سلبياً، مشيرة الى أن «الحديث عن نهاية الأزمة القائمة خلال أسبوعين ليس دقيقاً، وقد يبدو أصعب مما نتوقع، بل إن المرحلة تحتاج الكثير من المشاورات للخروج من المأزق الذي أدخلت السعودية الحريري ولبنان فيه، لافتة الى أن البلاد مقبلة على حالة من شدّ الحبال قبل ان تستقر الأمور بانتظار انفراج الوضع الاقليمي لا سيما بين إيران والسعودية».
وأكد الحريري في حوار مع مجلة الرجل أن «سبب عدم استقرار لبنان هو لعبة إيران التي تستخدم حزب الله كذراعٍ لها في المنطقة»، مضيفاً أن «تصريحات الرئيس الإيراني حول علاقة بلاده بلبنان مرفوضة»، مشيراً الى أن «الحلّ بالنسبة لسلاح حزب الله هو حل إقليمي وليس داخلياً، ونحن لا يمكننا فعل شيء بهذا الخصوص». وعن علاقته بالسعودية اعتبر الحريري أن «السعودية جزء من حياتي وهذه العلاقة ترتبط بطفولتي وبعملي، فالمملكة أكرمت الوالد وأكرمتنا ولحم أكتافنا منها، وهذا الوفاء سنحافظ عليه».
"الديار": أزمة «القوات» و«المستقبل»
على صعيد آخر، تناولت صحيفة "الديار" أزمة القوات والمستقبل، فاشارت الى انه بعد الاخبار التي وردت عما وصفه البعض «طعن» رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لحليفه رئيس الحكومة سعد الحريري على أثر استقالته التي اعلنها من السعودية، وتبعتها اتهامات من بعض نواب المستقبل الذين باتوا يتحدثون عن جعجع وكأنه العدو الاول لهم، تأزمت العلاقة كثيراً بين الحريري وجعجع، كما تشير مصادر سياسية نقلاً عن كواليس»المستقبل». وما زاد في الطين بلّة تلك الهجومات على مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار الطرفين، والتي لم تهمد بعد . كما ان «اللطشات» السياسية المتبادلة بين بعض نوابهم ومسؤوليهم لا تزال سيّدة الساحة لان المفاجآت السياسية كشفت المستور بعد الازمة الحكومية.
وتشير المصادر المذكورة الى معلومات وردت عن دور جعجع في الانقلاب السعودي على الحريري، وقوله لوليّ العهد السعودي خلال زيارته الاخيرة الى المملكة ان «الحريري انتهى ويجب عن تفتشوا عن غيره لانه لم يعد يصلح لمواجهة حزب الله ، كما نقل له أن الحريري يلتقي دائماً المعاون السياسي للسيّد حسن نصرالله حسين الخليل، وأنه يقتضي البحث عن شخصية سنيّة اخرى قادرة على الصمود ولا تربطها اي اتفاقات مع الرئيس ميشال عون وحزب الله». وتتابع المصادر بأنه على أثر هذه المعلومات برز اسم بهاء الحريري لرئاسة الحكومة الذي يُعتبر من فئة الصقور في الطائفة السنيّة، لافتة الى ان جعجع وبعد مغادرته الرياض انطلق الى استراليا ومن هناك بدأ بإحراج الحريري من خلال المزايدة عليه بموضوع التطبيع مع دمشق، على الرغم من موافقة القوات على تعيين سعد زخيا سفيراً في سوريا.
وتابعت المصادر عينها بأن تيار المستقبل وقف سداً منيعاً امام ما يحاك للرئيس الحريري، معلناً التمسك به بقوة. ثم توالت المواقف الدولية المطالبة بعودة رئيس الحكومة الى لبنان على وجه السرعة، فإذا بزعامته تزداد شعبية وما جرى امام بيت الوسط منذ ايام يؤكد ذلك، مشيرة الى ان البعض ايضاً شارك في تأمين الغطاء المسيحي للمؤامرة عبر إقناع البطريرك الماروني بشارة الراعي بزيارة الرياض، على الرغم من ان الوضع السياسي كان حساساً جداً، في اشارة الى النائب السابق فارس سعيد.
ولم تنكر المصادر عينها وجود عتب كبير ايضاً على جعجع وأن الامر يتطلب توضيحاً دقيقاً لكل ما قيل عن مشاركته في تلك «المؤامرة». مذكّرة بما قاله وزير الخارجية جبران باسيل أن «شخصيات لبنانية متورّطة بما حدث وبأن الحقيقة ستظهر لاحقاً».
وعلى خط القوات اللبنانية، تقول مصادر قيادية في الحزب ان كل ما ذكر هو افتراء وكلام مفبرك ومعيب، والهدف منه انهاء العلاقة بين المستقبل والقوات من خلال اقلام محور الممانعة، وطالبت المصادر من الرئيس سعد الحريري بوضع حدّ لهذه الافتراءات، لان سكوت تيار المستقبل على مدى اسابيع حيال التطاول والاساءة الى القوات ورئيسها هو كالخطيئة السياسية التي لا يمكن ان تغتفر، خصوصاً ان قيادات في تيار المستقبل ساهمت وتساهم في تعميم هذه الاجواء المسيئة ضد القوات ورئيسها.
لذلك، تؤكد المصادر القيادية ضرورة ان يقدّم الرئيس الحريري توضيحات بشكل تضحد كل ما يُقال، مما سيشكل تمهيداً للقاء بين الدكتور سمير جعجع والرئيس الحريري، وشددت المصادر على ان القوات كانت ولا تزال حريصة كل الحرص على العلاقة مع المستقبل، ونؤكد على عمق العلاقة بين الطرفين، الا انه في المقابل، لم يصدر اي حرف من قبل تيار المستقبل يجعلنا نشعر انهم حريصون على هذه العلاقة.
اضافت المصادر القيادية في القوات: نلمس ان هناك رغبة في تعميم جو الاساءة للقوات ورئيسها، لذلك قررنا عدم السكوت بعدما سكتنا لمدة 3 اسابيع على التمادي الكاذب، وقررنا ان نضع حداً لهؤلاء المسيئين لان السكوت عن الحق جريمة ايضا».
وكررت المصادر القيادية القواتية «نحن ضنينون على العلاقة مع المستقبل، فاذا كانوا كذلك على الرئيس الحريري وضع حد للمسيئين، ونطمئن الغيارى بأن العلاقة سترمم قريباً في حال حصلت توضيحات وتم نفي كل ما يقال من قبل قيادة المستقبل.