ارشيف من :أخبار لبنانية
’تبليط البحر’.. خطاب جديد لـ’القوات اللبنانية’
تشبه مواقف "القوات اللبنانية" في الآونة الأخيرة تقلّبات البورصة. خلال شهر واحد سجّلت أكبر نسبة في الدوران السياسي. بين التلويح بالاستقالة من الحكومة، وصولاً الى دعوة المترقّبين للاستقالة لـ"تبليط البحر"، اختبار صعب يبدو أن "القوات" لم تنجح باجتيازه.
الخلاف المتصاعد بين "القوات اللبنانية" و"المستقبل" - والذي تظهّر بأشكال عديدة من خلال تصريحات واتهامات متبادلة بين الطرفين - وضع "القوات" في خانة الدفاع عن النفس. مع تلاشي مفاعيل أزمة اعلان استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري داخلياً، تتوسّع تأثيراتها على "القوات اللبنانية" التي بدت في حالة ارتباك انعكست على مواقفها السياسية قبل وخلال وبعد الأزمة.
فقبيل الأزمة الحكومة، لفت تلويح "القوات اللبنانية" بالاستقالة من الحكومة، وذلك اثر عودة رئيسها سمير جعجع من زيارة الى المملكة العربية السعودية التقى خلالها ولي العهد محمد بن سلمان. وأكّد وزير الإعلام ملحم الرياشي بتاريخ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، في حديث لـ"MTV" أنّ "استقالة وزراء القوات اللبنانية ستكتب اذا دعا الظرف الى ذلك".
وبعد اعلان الرئيس الحريري الاستقالة الملتبسة، ظهر جعجع كأكثر المتحمّسين لها، دون الاكتراث لمصير الرئيس الحريري الذي كان مصدر قلق لدى جميع اللبنانيين. وبتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، قال الرياشي إن "إعلان إستقالة الحريري وفّرت إستقالة "القوات اللبنانية" من الحكومة ونحن كنا ننتظر الوقت المناسب لإعلان الإستقالة".
أمّا جعجع فعبّر عن موقفه في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر مستغرباَ "كيف أنّ الحريري لم يستقل قبل هذا التاريخ"، وقال "استناداً لما حصل في الأشهر الأخيرة لا يمكن لأحد يحترم نفسه أن يبقى في الحكومة".
مرّت الأزمة الحكومية، وانتصرت جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والالتفاف الوطني حوله - الا ما نذر - بإعادة الرئيس الحريري الى لبنان، وتطويق مفاعيل الأزمة. وبعد إعلان الرئيس الحريري "تريثه" في الاستقالة من الحكومة، تلقّى جعجع ما يشبه "الصفعة السياسية"، فموقف الحريري عاكس مواقف "القوات" طيلة فترة الأزمة، وظهرت اتهامات من صقور تيار "المستقبل" لـ"القوات" بالخيانة وكتابة التقارير.
بعدما وجد رئيس "القوات اللبنانية" نفسه وحيداً في التغريد خارج سرب "الوفاق الوطني" حول ضرورة تفعيل الحكومة، التف على مواقفه السباق، وأعلن في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر من بعبدا ثباته في الحكومة، قائلاً "البعض أطلق الشائعات، ونحن لن نقبل ان يتدخل أحد ويطلق الإتهامات تجاه القوات اللبنانية وخصوصاً بالأمور السيادية، البعض يستعجل خروجنا من الحكومة، ونحن لن نخرج منها، وسنخرج منها متى نريد، وما كنا نقوم به داخل الحكومة سنتمر به".
الارتباك "القواتي" انعكس كذلك على خطابه الاعلامي. سياسة "تبليط البحر" يبدو أنها عنوان المرحلة المقبلة لدى "القوات". فقد نشر الموقع الالكتروني للقوات اللبنانية مقالاً تحت عنوان: ""تبليط البحر" أقرب من إحراج "القوات""، جاء فيه "لم تتوقف الحملة على "القوات اللبنانية" من مصادر مختلفة والهدف منها إحراج "القوات" لإخراجها باعتبارها قوة سياسية وازنة ومؤثرة في المواجهة السيادية والإصلاحية، وهناك من ضاق ذرعا بدور "القوات" ويريد التخلص منها، ولهذا البعض نقول: "تبليط البحر أقرب لكم"".
كما نشر الموقع عينه مقالاً آخر بعنوان "لن نبرر ولن ندافع وتبقوا بلطوا البحر…"، جاء فيه "نقول لكم باقون "قوات"، وباقون في النضال على دروب المقاومة، ومن لا يعجبه الامر له ان يبلّط كل البحار قبل ان يصل عتبتنا ويتهمنا بالخيانة…قال خيانة، اذهبوا اولاً وتعلموا دروس الكرامة، و"منبقى نحكي معا بالوطنيات".