ارشيف من :أخبار العدو

’إسرائيل’ تهدّد وطهران تعمل على تثبيت وقائع في سوريا

’إسرائيل’ تهدّد وطهران تعمل على تثبيت وقائع في سوريا

هآرتس- عاموس هرئيل

"لا يوجد قوة عسكرية إيرانية في سوريا"، هذا ما قاله وزير الأمن أفيغدور ليبرمان يوم الثلاثاء الماضي، في مقابلة مع موقع يديعوت أحرونوت، "إيران ليست على الحدود. صحيح أنه يوجد عدة مستشارين إيرانيين وخبراء، لكن لا يوجد قوة عسكرية إيرانية على الأراضي السورية".

هل أنتم حائرون؟ ونحن أيضاً. هو ليس ليبرمان نفسه الذي حذّر فقط قبل حوالى أسبوعين، خلال زيارة إلى قيادة المنطقة الشمالية، من أنه لن يسمح "بتمركز "شيعي" وتمركز إيراني في سوريا. ومن لم يفهم ذلك من الأجدر له أن يفعل"؟ وهل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لم يقل بعد جلسة الحكومة في شهر آب الأخير أنه "في المكان الذي يخرج "داعش" منه، إيران تدخل" وأعلن أن إسرائيل "تعارض بشدة تمركز إيران وفروعها"؟.

إستمرار التصريحات "الإسرائيلية" ليس واضحا إطلاقاً. هل الإيرانيون أصبحوا موجودين في جنوب سوريا، وإذا كان كذلك فبأي معيار. مستشارون ملحقون بالمنظمات "الشيعية"، أم وحدات منظمة للحرس الثوري؟ هل تنظر "إسرائيل" إلى هذه الحركات بأنها قوة إيرانية خالصة؟ هل معارضة "إسرائيل"، والخطوط الحمراء الجديدة، تتعلق بتواجدهم في كل سوريا أو في جنوبها فقط؟.

جهات استخبارية في "إسرائيل"، وضعت هذا الأسبوع التحليل الآتي: الخطوات الإيرانية في سوريا هي جزء من المسعى لرسم "اليوم التالي"، في أعقاب صمود نظام الرئيس بشار الأسد وانهيار خلافة "داعش" في شرق الدولة. يدور سباق مع الزمن على الغنائم التي خلّفها فرار "داعش"- بين تحالف "قوات سوريا الديموقراطية"، الذي يوحِّد منظمات كردية مع مسلحين سنّة مدعومين من الولايات المتحدة، وبين إيران والمنظمات "الشيعية" التي تعمل بتمويلها وتأثيرها. إيران تواصل محاولة تثبيت ممر بري تحت سيطرتها، من العراق مروراً بالأراضي السورية وحتى لبنان. وبذلك يستثمر قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري  الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، مسعى كبير في احتلال مدينة البوكمال لأنها تقع في مكان استراتيجي في الممر المخطط له.

الإيرانيون يبحثون حالياً عن إنجازات على الأرض، لأنهم يدركون أن المرحلة المقبلة، مرحلة التسوية السياسية في سوريا، بقيادة روسيا، ستكون صعبة جداً. طهران مهتمة بمرفأ بحري وقاعدة جوية في سوريا وهي بدأت بإقامة قاعدة برية عسكرية جنوب دمشق.

ويقدرون في "إسرائيل" أنه يتواجد في سوريا حالياً عدة مئات من المقاتلين الإيرانيين، عناصر "الحرس الثوري"، بعضهم كمستشارين والبعض الآخر كقادة قوات يديرون عمليات الجيش السوري والمنظمات "الشيعية". مقاتلو المنظمات – من العراق وأفغانستان وباكستان- يتلقون أجورهم من طهران. عدة آلاف منهم يتواجدون حالياً في سوريا، إلى جانب حوالى 7000 مقاتل من حزب الله. عناصر حزب الله، والمنظمات وبعض المستشارين الإيرانيين، موجودين أيضاً في خطوط الاشتباك مع المسلحين في جنوب سوريا. في هذه المرحلة، هم لم يُشاهَدوا على مقربة من الحدود مع "إسرائيل" في الجولان.

بحسب التحليل "الإسرائيلي"، تطمح طهران إلى تثبيت موقع أمامي لها في سوريا، كما فعلت سابقاً مع حزب الله في لبنان. وهذا من الممكن أن يكون عملا بطئيا ومتدرجا، لكن ليس لدى الإيرانيين نية بالتخلي عنه. المسار "الإسرائيلي" هدفه على الأقل نفي احتمال تواجد إيراني في جنوب سوريا وتقليص فرص إقامة قواعد ومرفأ في شمال الدولة. على هذه الخلفية تُسمع التهديدات، لكنها تُدعم مؤخراً أيضاً بـ"هجوم خاطف" سياسي لدبلوماسيين ورجال استخبارات، أرسلوا إلى الولايات المتحدة وإلى العواصم الأوروبية لتوضيح وجهة النظر "الإسرائيلية"- سواء حول الوضع في جنوب سوريا أو حول التطورات في لبنان، بعد التذبذب في استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري.

من ناحية الإيرانيين، هم أتوا إلى سوريا لكي يبقوا فيها. في حال أرادت "إسرائيل" فرض الإنسحاب  عليهم، فإن هذا من المتوقع أن يؤدي إلى احتكاك عسكري والإنجرار أيضاً إلى مواجهة أوسع.

2017-12-01