ارشيف من :أخبار لبنانية

فضل الله في تكريم الشهيد أمين موسى سعد : لبنان الاقوى في محيطه بفضل المعادلة الذهبية

فضل الله في تكريم الشهيد أمين موسى سعد : لبنان الاقوى في محيطه بفضل المعادلة الذهبية

أقامت بلدية بنت جبيل احتفالاً تكريمياً لأوائل شهداء المقاومة المناضل الشهيد أمين موسى سعد (الأخضر العربي) الذي استشهد عام 1969، وذلك في قاعة ثانوية مدينة بنت جبيل الرسمية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي، الوزير السابق نزيه بيضون، وفد من قيادة الحزب البعث العربي الإشتراكي، رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل عطالله شعيتو، رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية، وجمع من رفاق الشهيد.

وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني وعرض فيلم توثيقي عن حياة الشهيد، تحدث النائب فضل الله فأكد أننا ننتظر عودة الحكومة إلى الاجتماع في الأيام القليلة المقبلة، وإلى انتظام المؤسسات الدستورية، وقيام الحكومة بواجباتها ومسؤولياتها تجاه القضايا المختلفة على المستوى الوطني، سواء كانت مالية أم إنمائية أم اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية، لا سيما وأن المشروع الفتنوي انتهى، وكان لبنان أصلب وأقوى من هذا المشروع الذي استهدف هذا البلد، ولذلك علينا جميعاً أن نعتز ببلدنا وانتمائنا وشهدائنا ومقاومتنا، مشدداً على أن موقف المقاومة مع كل الحريصين على بلدنا، هو الذي أثمر لنا هذه النتيجة المشرفة.

ولفت النائب فضل الله إلى أنهم أرادوا أن يخربوا لبنان ويحدثوا فيه فتنة بعدما رأوه آمناً ومستقراً وثابتاً، ولم يكتفِ بتحرير أرضه وحماية نفسه، بل وأسهم في إسقاط المشروع التكفيري في سوريا والعراق وعلى امتداد المنطقة، فلجأوا إلى محاولة انقلابية على مستوى الدولة والحكومة والوضع السياسي، وجربوا ما جربوا من هذه المحاولة الانقلابية حتى تهتز الأرض تحت أقدام الجيش والشعب والمقاومة من البوابة السياسية، ولكن مكرهم رد إلى نحورهم، وفشل هذا المشروع بفضل هذا الوعي الذي ظهر عالياً عند غالبية اللبنانيين، وعليه فإننا نسجل أن الإدارة الحكيمة لرئيس البلاد فخامة العماد ميشال عون، والذي يكتشف اللبنانيون اليوم أهمية أن يكون في قصر بعبدا رئيس مثله، إلى جانب التضامن والمؤازرة من دولة رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري والقوى المخلصة والشريفة، أُحبط هذا المشروع التخريبي وهذه الفتنة التي كانت تحضر للبنان، وعندما فشلوا في هذه الفتنة، بدأوا اليوم في محاولة استهداف بعض القطاعات الحيوية مثل القطاع المصرفي، لأنهم لم يستطيعوا أن ينفذوا إلى الداخل اللبناني كما لم يستطع أن ينفذ المشروع التكفيري والعدو الإسرائيلي، وهذه واحدة من عوامل وعناصر القوة التي بات يشعر بها لبنان اليوم، وبالتالي هذه هي السيادة والكرامة الوطنية التي استطعنا أن نحفظها وندافع عنها.

وقال النائب فضل الله إن كل لبناني اليوم يشعر أنه ينتمي إلى دولة ووطن ومؤسسات وقوة حقيقة، إلاّ من أخرج نفسه من هذه السيادة والكرامة الوطنية، ويحاول اليوم أن يلملم خيبته، لأن رهانه في العام 2006 على العدو الإسرائيلي، وعلى التكفيريين في السنوات الأخيرة، وعلى هذا الانقلاب السياسي قد فشل وأخفق، ففي لبنان كما قال قائد المقاومة من مدينة بنت جبيل، "ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".

وأكد النائب فضل الله أننا استطعنا أن نحقق انتصاراً تاريخياً على مشروع تخريبي تدميري لكل الأمة، لا سيما وأن المقاومة عندما ذهبت إلى سوريا كانت تدافع عن فلسطين ولبنان وعن الناس الذين اكتووا بهؤلاء التكفيريين، واليوم وبعد أربع سنوات من تاريخ انخراطنا الفعلي في الحرب السورية، نرى النتائج الكبرى التي تحققت، لا سيما على مستوى وطننا لبنان الذي يشعر بالاستقرار والأمان، وبأنه الأقوى في محيطه العربي، وذلك لأن فيه هذه المقاومة وهذا الجيش والشعب والمعادلة التي دائماً نؤكد عليها، ألا وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

وعن المناسبة قال النائب فضل الله أن تستعيد مدينة بنت جبيل من خلال بلديتها الأخضر العربي، فهذا يعني أن نعود إلى هذا التراث والأصالة والانتماء المقاوم، لأن هذا الإحياء هو في إطار استعادة تاريخنا المقاوم، فحين كانت البلدية تضع خطتها السنوية، وكنا نناقش في العمل البلدي المركزي في حزب الله من نكرم هذا العام، قدمت البلدية اسم الأخضر العربي، الذي هو من جيل مقاوم سابق لجيل هذه المقاومة الحالية، وكان هناك إجماع على اختيار الأخضر العربي هذا العام لتكريمه، يأتي تأكيداً على ما سنّهُ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله هنا في مدينة بنت جبيل خلال خطاب التحرير عام 2000، أن هذا الانتصار والتحرير هو فعل تراكمي لكل حركات المقاومة التي انطلقت منذ الستينيات، وقدمت التضحيات، وقيمة الأخضر العربي أنه من الجيل المؤسس، حيث أنه حمل السلاح في زمن لم تكن الأمة كل الأمة بالحال التي نحن عليها الآن، ولم يكن لبنان آن ذاك كما هو لبنان اليوم، فكان الأخضر العربي يحمل السلاح وهمّ القضية العربية المقدسة ألا وهي قضية فلسطين، ولو كان اليوم بيننا لكان يقول ما نقول نحن اليوم، ولو كنّا في زمنه، لكنا نقول ما يقوله في ذلك الزمن.

وشدد النائب فضل الله على أننا في المقاومة الإسلامية نحترم ذلك التاريخ النضالي ونقدر ذلك الجهاد وتلك التضحيات، ونعتبر أن تلك الدماء التي سفكت من الأخضر العربي والمقاومة التي شكلتها آنذاك الأحزاب الوطنية والمقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري، ومن كل دم لبناني أو عربي، هو الذي أسهم في التوعية والنهوض وتكريس العداء لإسرائيل، وفي نقل الراية من جيل إلى جيل حتى وصلت إلينا اليوم.
وأكد النائب فضل الله أننا لا ندعي أن المقاومة بدأت معنا، وأن تلك التضحيات كانت لا سمح الله هباءً منثوراً، بل على العكس، فهذا دم أثمر وأزهر وأدى إلى تراكم الوعي اللبناني والعربي وصولاً إلى يومنا هذا، وبالتالي فإننا نعتبر أن الأخضر العربي شهيد للمقاومة للإسلامية كما هو شهيد لحزب البعث وللبنان وفلسطين.

وأضاف النائب فضل الله إن المقاومة التي آمن بها ذلك الجيل وقدّم ما عليه، تحقق اليوم إنجازاً تلو إنجاز، وما ناضل من أجله الشهداء الذين مضوا في خط المواجهة مع العدو الإسرائيلي، نحصد اليوم ثمار تضحياتهم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، ولبنت جبيل دائماً حصتها الكبرى، لأنها قدمت أفواجاً من الشهداء في هذه المعركة المستمرة من جيل إلى جيل، واستطعنا منذ عام 2006 إلى اليوم أن نحمي ونحصّن بلدنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأن نجعل هذا العدو يفكر ملياً قبل أن يهدد لبنان.

وختم النائب فضل الله في تكريم الأخضر العربي وفي مدينة بنت جبيل التي كانت على الدوام شريكة لكل القضايا الوطنية والعربية المقاومة، نؤكد له بعد كل هذا الزمن الذي مضى، أن النضال الذي انطلقت لأجل تحقيق أهدافه قد تحقق الكثير الكثير منه، وأن فلسطين التي حملت لواءها، هناك من يحمل اليوم هذا اللواء رغم التآمر على فلسطين ومحاولات طمس قضيتها، ولكنها ستبقى القضية المركزية، وأن المدينة التي جاء لبنان الشريف إليها ليودع جثمانك في يوم رحيلك، تقف شامخة اليوم مع المقاومة، وفي طليعة مدن وقرى المقاومة، وتقول لك إنها تكرمك اليوم باسم المقاومة وبنت جبيل والجنوب وأهله.

بدوره النائب بزي قال إن قدر المجاهدين والشرفاء والثوار والأحرار أن يرسموا بدمهم خريطة جديدة لهذه الأمة، هي خريطة الوحدة، لا خريطة الفتنة والتفرقة والتفتيت، مشيراً إلى أن كثيرون كانوا يؤمنون أنه ليس بإمكاننا أن نقاوم هذه المشاريع ونواجه هذه التحديات، ولكن استطعنا بقليل من الإمكانيات والموارد، وبكثير من القيم والفضائل والأخلاق والإيمان، أن نصنع ليس فقط الانتصارات، بل كرامة لمن لا كرامة له على مستوى هذه الأمة.

ولفت النائب بزي إلى أننا بالأمس القريب اجتزنا كلبنانيين ربما للمرة الأولى في تاريخنا السياسي أزمة خطيرة جداً، واستطعنا متضامنين على المستوى الرسمي الذي تجسد بمواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومواقف دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وإطلالات سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والمواقف الشعبية على مستوى هذا الوطن، أن نؤكد مرة جديدة، أن لا شيء في لبنان يتقدم على الوحدة الوطنية الداخلية والسلم الأهلي والاستقرار والانتظام العام، وعلى مشاريع الآخرين الذين يريدون مصادرة حتى الكرامة، ولذلك يجب علينا في الأيام القادمة أن نستثمر على هذا التضامن والاجماع والتوافق، لنرسم مساراً جديداً في حياة بلدنا ومجتمعنا وأمتنا، ولنقول إن جرحنا هو جرح واحد، وأـن همّنا همّ واحد، وأن دمنا دم واحد، وأن وطننا الحبيب لبنان وطن واحد.

من ناحيته الوزير السابق نزيه بيضون تحدث باسم أصدقاء الشهيد فقال أنت البذرة التي أنبتت سبعاً، وأنت الحقل الذي فاض حقولاً من المقاومين في سبيل تحرير لبنان من رجس العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيريي وحلفائهم الإقليميين والمحليين، مؤكداً إننا على العهد ماضون وإن كبا الجواد كبوة، وإننا على الوعد والوفاء سائرون، وإن نبا السيف العربي نبوة.

وختام الكلمات كانت لرئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي فقال إننا في ذكرى استشهاد الأخضر العربي أمين سعد، نرفع له ولأمثاله من الشهداء منذ عام 1948 وحتى اليوم، راية الوفاء والتقدير والإكبار، ونقول كيف لا نقدر عالياً من بذل نفسه وروحه في سبيل وطنه وقضيته وعقيدته.
وفي الختام قدم النائبان فضل الله وبزي ورئيس البلدية عفيف بزي والوزير بيضون درعاً تذكارياً لعائلة الشهيد.

2017-12-03