شدّد رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ على أنّ "لبنان تخطى بفضل أصدقائه وبفضل إرادة شعبه الأزمة التي مر بها وبالفعل قامت جميع التشكيلات السياسية بإعادة التزامها احترام مبدأ النأي النفس وعدم التدخل في شؤون البلدان الخارجية"، مؤكداً أن "مصرف لبنان يمتثل للقواعد الدولية وهذا أمر مهم لأن استقرار قطاعنا المصرفي شرط لا بديل عنه لاستقرار لبنان واقتصاده".

وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر الوزاري للمجموعة الدولية لدعم لبنان الذي تنظمه فرنسا في مبنى وزارة الخارجية في باريس، اعتبر الرئيس الحريري أن كل "القوى اللبنانية يجب أن تحترم مبدأ ​النأي بالنفس​ وعدم التدخل في شؤون ​الدول العربية​، وعلى الحكومة الآن أن تكرس نفسها للمحافظة على العلاقات مع الدول العربية والتزامها بالقرار 1701، كما على الحكومة أيضاً مواصلة الإصلاحات التي بدأتها واجراء الإنتخابات النيابية التي حددت في أيار المقبل ومواجهة التحديات التي تفرضها أزمة النازحين السوريين على أراضينا"، لافتاً الى أن "الأزمة السورية لن تنتهي إلا بحل سياسي ينتهي بإعادة جميع النازحين إلى بلادهم".

واكد الحريري أن "تضحيات الجيش اللبناني سمحت باحتواء التهديد الإرهابي وإبعاده عن حدودنا والحوار يسمح بالحفاظ على السلم الأهلي في إطار احترام الدستور واتفاق الطائف".
 
وحول اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافة بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، تابع الحريري "لا يسعني إلا أن أكرر باسم جميع اللبنانيين رفضنا لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ونتمسك بالمبادرة العربية على أساس الدولتين لتكون القدس عاصمة لفلسطين".

وكان الرئس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد افتتح أعمال الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية للبنان في مبنى الخارجية الفرنسية بحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومشاركة كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية والصين وروسيا والمانيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وممثلين عن جامعة الدول العربية ومفوضية الامم المتحدة لشوون اللاجئين وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الدولي ومكتب منسق الامم المتحدة الخاص لشوون لبنان.

ماكرون: يجب أن لا تتدخل قوى خارجية في شؤون لبنان

وأكد ماكرون في كلمة له أن "القرار اتخذ بدعم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسيعقد لقاء مهم بداية العام المقبل بهدف تعزيز دعمنا للبنان وفرنسا تنوي المشاركة فيه بقوة"، لافتاً الى أن "استقرار لبنان مهم للمنطقة بأكملها ومن الأساسي أن يُحترم مبدأ عدم تدخل المجموعات المسلحة اللبنانية في الازمات".

وتابع "أحيي الجيش اللبناني الشجاع على ما قام به في صيف 2017 بالانتصار على "داعش"، ومكافحة الارهاب تفرض علينا أن نبقى متحدين وعلينا أن نتجنب أي نزاعات".

وأوضح أن "لبنان مر ّبفترة ارتباك وقد استعاد الحريري منصبه كرئيس حكومة وهذا القرار اتخذه بدعم من الرئيس عون، ويجب ألا تتدخل قوى خارجية في شؤون لبنان".