ارشيف من :آراء وتحليلات
هشام الحاجي لـ ’العهد’: في تونس قوى حية انتفضت من أجل القدس وتقف في صف محور المقاومة
تونس روعة قاسم
اعتبر النائب السابق في البرلمان التونسي والكاتب والمحلل السياسي هشام الحاجي في حديث لموقع العهد الإخباري أن حالة الغليان غير المسبوقة التي يشهدها الشارع التونسي احتجاجا على قرار ترامب المتعلق بنقل السفارة الامريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، يعتبر غير كاف. وان الدفاع عن القدس يتطلب التفافا للقوى الحرة في عالمينا العربي والإسلامي حول محور الممانعة بحزب الله وسوريا وإيران لتنسيق الجهود حول التحركات التي يجب القيام بها.
و اعتبر الحاجي أن "خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يمكن أن يكون خارطة طريق توضح السبيل الذي يمكن انتهاجه لما للسيد حسن نصر الله من ثقل جماهيري في الشارع العربي الذي فقد الثقة تماما في الطرف الآخر أي السعودية ومن يدور في فلكها. بل اكتشف أن محور السعودية ومن لف لفها متواطئ مع الكيان الصهيوني في بيع الأرض والمقدسات من خلال استهداف من يواجه هذا الكيان الغاصب لتحرير أرضه ومقدساته".
شارع حي
و يعتبر الحاجي أن "في تونس شارعا حيا وممانعا ممثلا بالأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات والإعلام جميعها متحدة اليوم وتتظاهر من أجل القدس ووجب العمل على إنشاء تنسيقية توحد جهود هذه القوى الحية وتربط لها صلات الوصل مع محور المقاومة الذي يعتبر رأس الحربة في مواجهة مشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية". كما اعتبر الحاجي أن "الموقف الرسمي التونسي بدوره يشجع ويمكن البناء عليه إذ يبدو أن الحكومة تستجيب لنبض الشارع ولا ترغب في أن تسير عكس تياره وقد تجلى ذلك ليس في موضوع القدس فحسب بل أيضا في مسألة تصنيف حزب الله من قبل بعض العرب كمنظمة إرهابية حيث عارضت الحكومة هذا التصنيف واعتبرته غير ملزم لها بل أن الرئيس السبسي صرح سابقا بأن حزب الله حركة مقاومة تعمل على تحرير أرضها ولا يمكن اعتبارها منظمة إرهابية".
وانتقد الحاجي من غرروا سابقا بالشباب التونسي وأرسلوه للقتال في سوريا من الإخوان والتكفيريين وكذا المنصف المرزوقي على عدم إرسالهم لمقاتلين لتحرير القدس. واعتبر أن "قرار ترامب قد أزاح عن هؤلاء ورقة التوت وبأنهم خدم للأجندات الصهيونية في المنطقة ووجب التعامل معهم مستقبلا على هذا الأساس وتسمية الأشياء بمسمياتها".
ربيع الخراب
و اعتبر محدثنا أيضا أن "ربيع الخراب الذي شهدته المنطقة العربية والذي أضعف العرب وشتتهم وجعلهم يهتمون بشؤونهم المحلية هو الذي شجع ترامب على التمادي في احتقار العرب والإعلان عن هذا القرار. وقد حان الوقت برأي الحاجي لتكوين جبهة ممانعة ضد الربيع العربي وعملائه في المنطقة والذين نشروا الخراب أينما حلوا".
و يشار إلى أن الشارع التونسي قد خرج في هبة غير مسبوقة تنديدا بقرار ترامب من خلال كبرى المنظمات على غرار الإتحاد العام التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين ومنظمة الأعراف والإتحاد الوطني للمرأة التونسية واتحاد الفلاحين وهي منظمات لديها قدرة كبيرة على الحشد. كما أن الأحزاب السياسية كانت في مستوى الحدث ودعت منظوريها إلى التظاهر في هبة غير مسبوقة على المستوى الشعبي.