ارشيف من :أخبار لبنانية
رعد: نحن أمام عدوان أميركي جديد يحقق مصالح أمريكية–’اسرائيلية’ مشتركة على حساب القدس
حذّر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد من أننا اليوم أمام عدوان جديد تباشره أعلى سلطة في الادارة الامريكية، من أجل تحقيق مصالح أمريكية – "اسرائيلية" مشتركة على حساب القدس وفلسطين والشعوب والدول العربية والاسلامية وعلى حساب الامم المتحدة وميثاقها والقرارات والقوانين الدولية.
وفي كلمة له خلال جلسة نيابية مخصصة لقضية القدس، اعتبر رعد أن الاعلان الأميركي بأن القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي هو قرصنةٌ ماكرة تهدف الى شرعنة احتلال القدس والاعتداء على هويتها، وعلى قدسيتها ورمزيتها وعلى فلسطين وقضيتها وشعبها، ومصادرة حقوق الانسان وطعن كرامته, وانتهاك سيادة وطنه.
ووصف رعد الإعلان الأميركي بأنه تهديد وقح لعواصم العرب والمسلمين, وللمقدسات الاسلامية والمسيحية, كما انه اهانة لئيمة لكل النضالات والتضحيات الفلسطينية والعربية والاسلامية ولكل الشعوب الحرة وللدول التي تحترم المواثيق والقوانين الدولية، فضلاً عن أنه استهانة حتى بالذين وثقوا بالادارة الامريكية وبدورها الرعائي المزعوم لتحقيق تسوية سلمية في فلسطين. مضيفاً أن هذا القرار استباحة لفلسطين ولشعبها وللعرب ولدولهم ولمصيرهم.. وهو أخطر من وعد بلفور انه ليس عقدَ نيّة جرمية, لا بل انه ارتكاب فعلي للجرم, إلا انه من جهة أخرى.. افصاح صريح عن النفعية المتوحشة التي تمثل الخلفية التي تستند اليها الادارة الامريكية في مواقفها وسياساتها, وفي صداقاتها وعداواتها, وهي خلفية تتناسب فقط مع العيش في الغاب.
ورأى رعد أن هذه النفعية هي أبشع وأقذر تجليات التصحر الحضاري خصوصاً عندما ينطوي على فائض قوة ينعكس كما هو الحال في اداء الادارة الامريكية مثلاً ديماغوجية وازدواجية وخداعاً واستبداداً وسادية واستخفافاً بالآخرين وعنصريةً جامحة تفسر الاستعلاء والتجبر والطغيان وبعضٌ من هذا كله يكفي لاسقاط صدقية الدور الذي تتلبسه زيفاً كراعيه للديموقراطية أو كوسيط لحل النزاعات.
وأعرب رعد عن إعتقاده بأن اللحظة الراهنة ليست لمحاكمة السياسات التي مهدت وجرأت الرئيس الأميركي على هذا الاعلان – العدوان، لكن الواجب الانساني والاخلاقي والوطني والقومي يلزمنا بادانة هذا القرار وشجبه وبذل أقصى الجهود من أجل الغائه أو تجميده او مواجهة مفاعيله. فالمواجهة الجادة للاهانة تقتضي برأيه عدم الاستهانة بتأثيراتها ومخاطرها.
وأشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة إلى أن الصمت أو الاذعان او اللامبالاة ازاء هذا العدوان يفتح شهية العدوى امام دول اخرى تلتزم ذات الخلفية النفعية في العالم. وأن الاحتجاج والتصدي لهذا العدوان الموصوف هما السبيل الانجح لوقفه والحؤول دون تناسل تداعياته التي قد تصل حد القضاء على ادنى الحقوق المشروعه والعادلة للشعب الفلسطيني.
ولفت رعد إلى أن قوة الاحتجاج وحجم اتساعه وصلابة التصدي تؤديان بلا شك الى فرض وقائع جديدة تلزم المعتدي بإعدة التقييم للموقف. كما ان العمل السريع لانهاء الحروب والنزاعات البنية الدامية في المنطقة العربية والاسلامية والتوصل الى تسويات سياسية مرضية, سيسهم بالتأكيد في توفير المزيد من الجهود لموجهة السياسة الامريكية الراعية للعدوان ووقف تداعياتها في المنطقة.
وشدد رعد على أن الاساس الذي يشكل محفزاً للنجاح او الانكفاء في المواجهة المطلوبة, يتمثل في قوة وصلابة واستمرار الموقف الفلسطيني الرافض للعدوان والثابت على حقه في تقرير مصيره وانهاء الاحتلال لأرضه.. ولهذا الشعب المقاوم والشجاع ان ينتظر من كل اخوانه واشقائه والاحرار, الدعمَ المتواصل على كل الصعد وبكل الامكانات المساندة لإنتفاضته الجديدة والواعدة ولحقِهِ المشروع في الدفاع عن وطنه وسيادته وكرامته..
ودعا رعد الجميع شعوباً وقوى وحكومات الى تبني برنامج المواجهة الذي عرض لبعض مفرداته سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واثقاً من مفاعيله وتأثيره البالغ في مواجهة الاعلان العدواني، معتقداً أن الرئيس نبيه بري لن يفوت المبادرة للاتصال والتحرك لتأمين انعقاد جلسة استثنائية لرؤساء البرلمانات العربية في سياق رفض القرار الامريكي ومواجهته. كما اقترح رعد ان يحتضن لبنان مؤتمراً دولياً اسلامياً مسيحياً جامعاً للدفاع عن القدس ورمزيتها وعروبتها وقدسيتها ولرفض تهويدها وصهينتها. فلبنان الوطن والرسالة والعيش الواحد هو الأولى والاجدر باحتضان مثل هذا المؤتمر.
وتوجّه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة باسم من يمثل من اللبنانيين, ومن موقعه في المقاومة التي خبرت الاحتلال الاسرائيلي ورعاته الامريكيين، توجه بالتحية والاكبار الى شعب فلسطين المنتفض بوجه الاحتلال والعدوان، مؤكداً وجوب دعمه وامداده بكل ما يمكنه من الدفاع عن حقه في ارضه واجلاء المحتل عنها والتصدي لمحاولات ابتزازه واخضاعه.
وأردف: لقد أكدت الوقائع وتجارب الشعوب أن ارادة اهل الحق واصحابه هي العامل المرجح للانتصار على قوى العدوان مهما امتلكت من قدرات وامكانات, ولقد قيل ذات يوم للامام علي بن ابي طالب (ع): يا أمير المؤمنين ان سيفك قصير, فأجاب على الفور: الوثبة تطيله". معتبراً أن وثبة أهل الحق اليوم في القدس وفلسطين كفيلة بقطع دابر المعتدين.. وستبقى القدس عاصمة ابدية لفلسطين.
ونوّه رعد إلى أن "مجلسنا النيابي هو أول مجلس ينعقد في عالمنا العربي بعد اعلان الرئيس الامريكي, القدس عاصمة الكيان الاسرائيلي الغاصب لفلسطين. ولا غرابة في ذلك على الاطلاق, فلطالما بادر هذا المجلس ولا سيما في عهدكم, لحماية قضايا العرب والتضامن معهم واتخاذ المواقف التي تدافع عن حقوقهم وتصون كرامتهم وتتصدى لكل عدوان يستهدفهم أو يهدّدهم". وتابع: "لطالما شهد هذا المجلس جلسات مرافعة عن فلسطين وشعبها تنديداً بالاعتداءات الاسرائيلية وبممارسات الاحتلال الصهيوني.. معتبراً أن ذلك هو أقل الواجب وأضعف الايمان دعماً ووقوفاً الى جانب الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة الى وطنه وتقرير مصيره بمحض ارادته وتحرير كامل ارضه ومقدساته".