ارشيف من :أخبار لبنانية

مجلس النواب اللبناني طالب بمواجهة القرار الامريكي ودعا الى الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني

مجلس النواب اللبناني طالب بمواجهة القرار الامريكي ودعا الى الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني

عقد مجلس النواب اللبناني برئاسة رئيسه نبيه بري جلسة استثنائية مخصصة للتضامن مع القدس، رفضاً لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس، حيث افتتح الجلسة قائلاً "بسم الله قاصم الجبارين افتتح هذه الجلسة"، موضحاً ان " من يتجرأ على القدس يتجرأ على المسجد الاقصى وعلى كنيسة القيامة وبالتالي على لبنان".

بعدها توالت الكلمات التي تدين وترفض هذا الاعتداء الوقح، وتعتبره اهانة لمشاعر كل المسلمين والمسيحيين في العالم، مطالبين بمواجهته لانه يشكل خطرا على القضية الفلسطينية، ومؤكدين وقوفهم الى جانب فلسطين وشعبها.

وشددت كلمات النواب على حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله ضد العدو الاسرائيلي، مطالبين بضرورة حشد الجهود العربية والاسلامية وجهود كل احرار العالم للوقوف في وجه ما تقوم به أميركا.

وبدأت الكلمات مع النائب نجيب ميقاتي، حيث قال "ان فلسطين هي مهد سيدنا عيسى وإسراء سيدنا محمد، وهي القلب النابض للقضية الفلسطينية"، كما ناشد "العالم الحر العمل على الوقوف مع فلسطين، وأكد على السعي لإعادتها قضيتنا المركزية"، وختم بالدعوة الى "إطلاق شعار فلسطين توحدنا والقدس تجمعنا فلنكن صفا واحدا وليكن شعارنا القدس عاصمة ابدية لفلسطين".

اما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد فقال إننا اليوم أمام عدوان جديد تباشره أعلى سلطة في الادارة الامريكية، من أجل تحقيق مصالح أمريكية – "اسرائيلية" مشتركة على حساب القدس وفلسطين والشعوب والدول العربية والاسلامية وعلى حساب الامم المتحدة وميثاقها والقرارات والقوانين الدولية، واعتبر أن الاعلان الأميركي بأن القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي هو قرصنةٌ ماكرة تهدف الى شرعنة احتلال القدس والاعتداء على هويتها، وشدد على أن الاساس الذي يشكل محفزاً للنجاح او الانكفاء في المواجهة المطلوبة، يتمثل في قوة وصلابة واستمرار الموقف الفلسطيني الرافض للعدوان والثابت على حقه في تقرير مصيره وانهاء الاحتلال لأرضه، كما دعا الجميع شعوباً وقوى وحكومات الى تبني برنامج المواجهة الذي عرض لبعض مفرداته سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واثقاً من مفاعيله وتأثيره البالغ في مواجهة الاعلان العدواني.

بدوره النائب عماد الحوت اشار الى ان التضامن مع القدس يعني التضامن مع انفسنا، واعتبر ان القرار الاميركي بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني يشكل انتهاكا للإسلام والمسيحية ويعبر عن الانحياز للعدو الصهيوني، كما دعا لاستدعاء السفيرة الاميركية ومقاطعتها حتى العودة عن القرار، وشدد على انه لا يمكن مواجهة اسرائيل الا بالانتفاضة ضد الاحتلال، داعياً الجامعة العربية لعقد قمة عاجلة لمواجهة القرار الاميركي.

اما نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان فقال إن " القدس هي الرمز والقضية وهما صنوان ولا ينفصلان ونحذر من اسقاط الرمز فتسقط القضية"، مشيرا الى ان "القرار جاء ليُنهي ويدفن أي عملية تفاوض"، واعتبر أن "القرار الاميركي يشكل اهانة لمشاعر المسلمين والمسيحين وجاء ليظهر ان ترامب لا يهتم بآراء الاكثرية الساحقة من دول العالم وجاء ليفجر لغما ستطال تردداته المنطقة برمتها".

اما النائب بطرس حرب فقد هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري على أخذ المبادرة ودعوة مجلس النواب لمناقشة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخطير، وقال نحن لا ننأى بأنفسنا عن الالتزام الكامل بالقضية الفلسطينية وعن رفض الاحتلال القائم في الضفة وغزة، ولا سيما القدس.

من ناحيته النائب مروان فارس اشار الى اننا "امام اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا نرى فيه اي مفاعيل قانونية لكنه ضرب عرض الحائط بالقانون الدولي"، معتبرا ان "وصف القرار بوعد بلفور الثاني هو وصف دقيق". وأكد ان "هناك انظمة عربية معروفة متواطئة مع اسرائيل وبعضها متورط بما يعرف بصفقة العصر"، معتبرا ان "الرد على قرار اميركا يجب ان لا يقتصر على المواقف والتحركات وبالرغم من انها مطلوبة لا بد من حراك قانوني وسياسي".

اما النائب غازي العريضي فقد استغرب كيف ان بعض متعاطي السياسية في المنطقة تفاجأوا بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لافتاً الى ان الولايات المتحدة انسحبت من منظمة الأونيسكو بسبب القرار الذي اتخذته المنظمة في حق الفلسطينيين بمدينة القدس، واكد ان هذا القرار سيعمم الفوضى وسيؤدي الى مزيد من التطرف والارهاب وسيؤدي الى حرب دينية تريدها اسرائيل ولكن لا احد بإمكانه ان ينأى بنفسه عن هذه الحرب حتى اولئك المؤيدون لها.

من جهته النائب فادي الهبر أكد ان "القدس مدينة لكل الاديان والاماكن المقدسة ملك العالم مشيرا الى ان "مصلحة لبنان العليا هي بالتاكيد على حق الفلسطينيين بالعودة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل فيه تقويض لعملية السلام".

بدوره النائب عاصم قانصو  اعتبر ان الولايات المتحدة ادارت ظهرها لكل العرب بقرارها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وبدأت بتنفيذ مشروعها بإقامة دول مذهبية في المنطقة، مؤكدا ان عليها تحمل نتيجة قرارها، ولفت الى ان شعبنا العربي الذي عرف كيف يحرر أرضه سيعرف كيف يرد على الولايات المتحدة في هذا الزمن العربي الرديء، مؤكداً انه يجب علينا التمسك بمقاومتنا وتعزيز ثقافتها في وجه ثقافة الاستسلام والخنوع.

اما النائب عاطف المجدلاني فقال ان القرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل يكافئ المجرم ويعاقب الجلاد، وهو قرار جاء نتيجة الاختلال الحاصل في الوضع العربي وجرّأ العدو على زيادة بناء المستوطنات والذهاب نحو النهاية بإعلان القدس عاصمة له، ما يستوجب ان ننهي الصراعات العربية والطائفية والمذهبية.

الى ذلك اشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أيوب حميد الى أن " هموم هذه الأمة تدحرجت حتى قبل وعد بلفور، وتوالت نكبات ابنائها والهزائم وضاع الحلم بالوحدة وقيام الدولة العربية الواحدة"، مشيرا الى انهم "فعلوا كل ما فعلوه لتقوم الدولة العبرية التي لا تحترم احداً وتأتي بالاستقواء والاستهجان بدعم من اميركا"، ورأى أن القرار الاميركي هو استمرار للسياسية الاميركية المتعمدة تجاه اسرائيل ، داعيا "لضرورة حشد الجهود العربية والاسلامية وجهود كل احرار العالم للوقوف في وجه ما تقوم به أميركا".

من ناحيته النائب اسطفان الدويهي رأى ان المس بالقدس يطال الجميع ويجب حشد الطاقات لمواجهة هذا القرار الذي يشكل خطرا على القضية الفلسطينية.

وفي الختام اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري البيان الختامي وفيه ان مجلس النواب اللبناني يعتبر القرار الاميركي يقود الى الحروب ويشكل غطاء للعدو الاسرائيلي ويعزز التوطين وتذويب الشعب الفلسطيني. واشار الى ان مجلس النواب اللبناني يدين ويستنكر هذا القرار، ويؤكد دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله ضد العدو الاسرائيلي مع حقه في العودة.

ولفت بري الى ان مجلس النواب اللبناني يدين استمرار مشاريع الاستيطان الإسرائيلية، ودعا لإطلاق سراح البرلمانيين الفلسطينيين، كما دعا الى توجيه كل الجهود العربية والإقليمية في سبيل نيل الفلسطينيين كل حقوقهم. وشدد على ان بناء السلام في الشرق الاوسط ينطلق من حق الفلسطينيين بالعودة وتقرير المصير وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.

وختم بري بضرورة إبلاغ هذه التوصية للإدارة الاميركية باسم الشعب اللبناني.

يذكر ان الرئيس بري كان قد أعلن خلال الجلسة عن "انعقاد مجلس رؤساء اتحاد البرلمانات العربية لدعم القدس وادانة القرار الاميركي اعتبار القدس عاصمة اسرائيل يوم الاربعاء القادم في المغرب".

2017-12-08