ارشيف من :أخبار العدو

هآرتس: لنضبط النفس في استعراض القوة

هآرتس: لنضبط النفس في استعراض القوة

افتتاحية هآرتس
كان لحكومة اسرائيل والجيش الاسرائيلي ما يكفي من الوقت للاستعداد لنتائج اعلان الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل.

كان واضحا لكل ذي عقل بان مثل هذا الاعلان المتفجر لا يمكن ان يمر دون رد فلسطيني بخاصة وعربي بعامة، وادارة ترامب هي الاخرى فهمت امكانية الضرر الكامنة للتصريح، حين طلبت من حكومة اسرائيل تهدئة مظاهر الفرح.. ولكن اسرائيل، التي كأن بها حظيت باعتراف متجدد بحق وجودها، لا تعرف ضبط النفس، وبالتأكيد ليس وزراؤها، ممن امتشقوا أفضل التعابير والكليشيهات كي يصفوا عظمة الحدث.

رد الفعل الفلسطيني، من الجمهور ومن القيادة، رغم قوته يوم الجمعة، كفيل بان يشهد على ان التخوف الاسرائيلي من اشتعال انتفاضة شاملة مبالغ فيه.

ولكن من الان فصاعدا سيكون رد الجمهور الفلسطيني منوطا بالشكل الذي تعمل فيه اسرائيل ضد أعمال الاخلال بالنظام والمظاهرات. فلمثل هذه المواجهات، كما تعرف اسرائيل جيدا، طاقة كامنة خطيرة كلما كثر القتلى والجرحى.

الهجمات في غزة، والتي قتل فيها فلسطينيان، هما مثالا على الشكل الذي تتطور فيه كرة ثلج عنيفة.. هذه ليست الفرصة لمحاسبة حماس ومنظمات اخرى على سلوكها، وليس الوقت لاستعراض زائد للعضلات، بل لفحص سبل منضبطة النفس لحماية بلدات غلاف غزة والنظام في القدس.

اذا كانت اسرائيل ترى في الاعتراف بالقدس انجازا سياسيا هاما، فمحظور عليها أن تستبدله بمعركة عسكرية وحشية، تثبت ادعاءات معارضي الاعتراف، فللرد الجماهيري توجد هذه المرة صلة سياسية محددة، لا ينبغي تجاهلها.

إذ مثلما يتعاطى الجمهور في اسرائيل وقيادته مع التصريح كانعطافه دراماتيكية، بل وتاريخية، في موقف الولايات المتحدة تجاه القدس – فان الجمهور الفلسطيني والعربي يرى فيه ضربة سياسية اليمة لا ينبغي المرور عنها مرور الكرام.

وبالتالي، لا ينبغي فحص تأثير القرار فقط وفقا لرد فعل الجمهور الفلسطيني في الشارع، الدعوات للعنف من قيادة حماس او التصريحات الكفاحية للقيادة الفلسطينية في الضفة ولرؤساء الدول العربية، المطلوب حكمة سياسية وعسكرية لتهدئة الميدان والاستعداد للخطوات السياسية التالية، سواء في الساحة الدولية أو نحو تحول تصريح ترامب الى أداة مساعدة لاحياء مسيرة السلام.

رئيس الوزراء مطالب الان للمبادرة الى خطوة تشير الى أن تصريح ترامب لن يبقى يتيما وان في نيتها تبني كل بنوده، بما فيها الاعتراف بحل الدولتين، البحث في الحدود السياسية بعامة وفي القدس بخاصة، والحرص على حرية العبادة في الحرم.

2017-12-10