ارشيف من :أخبار لبنانية
استمرار التظاهرات والمواقف الداعمة للقدس والسيد نصر الله يطل اليوم في تظاهرة الضاحية الجنوبية
اهتمت الصحف اللبنانية الصالدرة اليوم بالتظاهرات والمواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية والرافضة لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، لا سيما مواقف وزير الخارجية جبران باسيل المميزة في جامعة الدول العربية.
هذا في وقت يُرتقب فيه فصل الخطاب للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اليوم في التظاهرة الحاشدة التي ستقام بعد الظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
"الأخبار": جبران باسيل: خطاب الدولة القوية
رأت صحيفة "الأخبار" أنه في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أول من أمس، لمس لبنان، مجدداً، بركات الرئيس القوي. الرئيس الواثق بأن قوة لبنان في قوته وفي مقاومته وفي صلابة موقفه. الرئيس الذي يستعيد رئيس وزرائه من براثن الرياض، لا ذاك الذي أقصى طموحاته أن يسكن قصراً و«إعلاناً»، ولو تحت شعار «عاشت المملكة العربية السعودية».
وأضافت.. في اجتماع القاهرة، كان وزراء الخارجية العرب يؤدّون، كعادتهم، واجباً روتينياً حفظوه عن ظهر قلب. التهيّب الذي تفترضه مناسبة الاجتماع لا تعكسه الوجوه الخاملة والابتسامات البلهاء. كلمة لرئيس الدورة الحالية، تليها كلمة للأمين العام للجامعة، فكلمات متتالية تشجب وتدين وتستنكر وتدعو وتجدّد... وكفى الله المؤمنين شر القتال. كل ذلك بخطاب مملّ وسياق رتيب يلقي نعاساً على الحاضرين، ولغة «مكسّرة» تدعو الى التشكيك في ما إذا كان أي من هؤلاء قد راجع الخطاب الذي كُتب له قبل أن يلقيه.
غاب الوزير البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة المنشغل بزيارة وفد بحريني إلى إسرائيل، فيما اضطر السعودي عادل الجبير (ممثل خادم الحرمين الشريفين) الى قطع انشغاله على «الواتساب» ليلقي كلمة مقتضبة يحض فيها الادارة الأميركية على «التراجع عن قرارها»... قبل أن يعود إلى «الواتساب» مجدداً! اعتبر المصري سامح شكري (ممثل أكبر الدول العربية) أن القرار «يتعارض مع قرارات مجلس الأمن»، ودعا المغربي ناصر بوريطة (ممثل الدولة التي ترأس لجنة القدس) إلى «مواجهة القرار الأميركي بالسبل القانونية»، وأسف الفلسطيني (أكثر المعنيين بالقدس) لـ«الوضع الّذي آلت إليه الإدارة الأميركية». مواقف ودعوات تليق، فقط، بناشطين في «المجتمع المدني»، أو بممثلي «أمة مفتتة يُستسهل إهانتها وسرقة رموزها وإغتصاب أرضها» على ما جاء في كلمة جبران باسيل (ممثل الدولة العربية الوحيدة التي هزمت إسرائيل).
خطاب «المواجهة»، و«الكرامة التي لا تمس»، و«المقاومة حتى الشهادة»، و«الإنتفاضة»، و«إما الثورة أو الموت لأمة نائمة» و«فرض عقوبات مالية واقتصادية» على من يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحده نفض الملل الذي اكتسى الوجوه، ونال تصفيقاً حادّاً من مندوبي وسائل الاعلام، وبدا من خارج السياق العربي العام الحالي.
في القاهرة، وحده لبنان، بين كل الدول الأعضاء، بدا وكانه طبّق الآية القرآنية التي تزيّن صدر القاعة «إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم». ووحده باسيل، «المسيحي اللبناني المشرقي والعربي»، من بين كل الحاضرين، أراد أن يصلّي في القدس، وذكّر العرب بخريطة طريق استعادة المقدسات. بدا من زمن عربي مضى، كان فيه «شرفنا من شرف القدس»، وكانت فيه صنواً لـ«الكرامة التي لا تمس» ولـ«العرب والعروبة». زمن افتقدته، منذ عهد طويل، تلك القاعة الخشبية المتهالكة.
"البناء": نصر الله يطل اليوم في نهاية تظاهرة الضاحية
وفي غضون ذلك، يبدو أن دائرة التحرّك الداخلي آخذة في التوسّع، فالضاحية الجنوبية اليوم على موعدٍ مع تضاهرة حاشدة دعا اليها حزب الله ستكون التظاهرة الأضخم التي شهدتها الضاحية الجنوبية، بحسب ما توقعت مصادر مطلعة، على أن تختتم بكلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله سيشكل ملفّ القدس وفلسطين العنوان الأبرز فيها.
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «المشاركة في التظاهرة غير محصورة بجمهور معين، بل مفتوحة لكل اللبنانيين والفلسطينيين ولكافة الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية». وأشارت الى أن «الإجراءات التي دعا اليها السيد نصر الله في إطلالته الأخيرة هي المستوى الأدنى في استراتيجية التحرك التي وضعتها قيادة المقاومة، والتي سيكشف عن تفاصيلها المتدرجة السيد نصر الله في إطلالات متلاحقة مواكبة للمستجدّات في فلسطين والعالم».
وإذ رفضت الغوص في تفاصيل استراتيجية التحرّك والمدى التي قد تصل إليه، أوضحت المصادر أن «الخطة طي الكتمان وفي عهدة سيّد المقاومة. وهي متدرجة وتصعيدية وستكون مؤلمة للعدو «الإسرائيلي» وراعيه الأميركي حتى يحقق عنصر المفاجأة هدفه، لكنها لفتت الى أن «قرار ترامب لا يمكن السكوت عنه أو التراجع عن مواجهته. وهو فجّر بركاناً لن يخمد قبل سنوات حتى التراجع عنه».
"الديار": الجامعة العربية انتهت
واعتبرت صحيفة "الديار" أن الجامعة العربية ومعظم الأنظمة العربية سقطت امام الشعور العربي الوطني والقومي الذي اشتعل نتيجة قرار الرئيس الأميركي ترامب اعتبار مدينة القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لإسرائيل.
وكم كان هزيلا بيان وزراء الخارجية العرب وضعيفا وصغيراً امام القرار الظالم والمستبدّ الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب في ان الولايات المتحدة اعترفت بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل وبأنها ستنقل السفارة الأميركية الى القدس رغما عن القرارات الدولية وضربا للشرعية الدولية، رغم ان واشنطن وافقت على كل القرارات في شأن القدس والضفة الغربية وحدود الـ 67، ثم يأتي الان الرئيس الأميركي ترامب ويتجاهل كل هذه القرارات الدولية ويعتبر القدس عاصمة إسرائيل.
الجامعة العربية كانت هزيلة جدا عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكانوا يحاولون إرضاء شعور الشارع العربي وفي ذات الوقت عدم المسّ بالولايات المتحدة والرئيس الأميركي ترامب بأي كلمة، بل عبارات لفظية مكتوبة عبر بيان، عن ان القرار أضرّ بتسوية السلام في الشرق الأوسط وانه يجب اخذ تدابير ديبلوماسية واقتصادية وغيرها، دون ذكر ما هي التدابير وكيفية اتخاذها، بل انتهى امس السبت مؤتمر وزراء الخارجية العرب الى فشل ذريع ومعيب في حق الشعوب العربية التي انتفضت في كل انحاء العالم العربي وفي حق جميع المسلمين والمسيحيين، على كافة الكرة الأرضية.
يمكن الإعلان ان الجامعة العربية انتهت، وان مؤتمر وزراء الخارجية العرب مُخجل جدا، وكل الكلمات التي ألقيت في المؤتمر كانت كاذبة وفقط تحت ضغط الشارع العربي، لكنه لم يتم اتخاذ أي توصية في شأن الردّ على قرار الرئيس الأميركي ترامب من قبل 22 دولة عربية.
معنى ذلك ان أنظمة عربية ستسقط امام شارعها وحتى ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قد تسقط امام الانتفاضة ضد جيش الاحتلال وضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن اعتماد القدس عاصمة إسرائيل، لان الرئيس محمود عباس ما زال يتحدث عن كيفية السلام ولا يتحدث بكلمة عن اتفاق أوسلو الذي أوصل الفلسطينيين الى هذه المصيبة الكبرى، إضافة الى المصائب التاريخية التي اصابت الشعب الفلسطيني.
كما ان أنظمة عربية أخرى معرّضة للسقوط نتيجة ثورة الشارع العربي وعدم قيام هذه الأنظمة العربية باتخاذ أي خطوة ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب ولو شكليا، سواء عبر استدعاء سفيرها لدى واشنطن ام غيرها.
في هذا الوقت تستمر الانتفاضة الفلسطينية على مدى الضفة الغربية وغزة وحتى داخل الخط الأخضر، ومع ان الاعلام الإسرائيلي لا يسمح ولا ينشر شيئاً عن المظاهرات الفلسطينية داخل إسرائيل 48 أي فلسطين التي تم اغتصابها سنة 1948 وتم اعلان دولة إسرائيل على أراضيها، فان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر تظاهروا بعشرات الالاف في المدن العربية وفي تل ابيب لكن الاعلام الإسرائيلي حجب كل المعلومات ومنع حتى كافة المحطات الدولية الاوروبية والأميركية من نشر أي صور او خبر عن هذه المظاهرات.