إيمان مصطفى

تصوير: موسى الحسيني

فلسطين حروف محفورة بقلب الشرفاء لكن لا يجيد نطقها بعض العرب، نسوا أن جذورها قد تشعبت بالقلب. فلسطين خارطة بلا حدود .. فقد يكون من السهل نقل الانسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه، وهذا هو حال الفلسطينيين. فكل في حب الوطن شاعر، ولكن في حب فلسطين الأمر يتعلق بحب الهوية والبندقية والحرية.

بين وعد "بلفور" المشؤوم بإنشاء وطن لليهود في فلسطين ووعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاخير بنقل سفارة بلاده في الكيان الغاصب إلى مدينة القدس المحتلة، فلسطين تغتصب يومياً أمام ذل بعض حكام العرب. ولأجل ذلك احتشدت الجموع الغفيرة في شوارع ضاحية بيروت الجنوبية في مسيرة جماهيرية حاشدة تتقدمهم الفرق الكشفية للتعبير عن غضبهم إزاء قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة، وليؤكدوا أنه رغماً عن أنوف الغاصبين ستبقى القدس قبلة العاشقين وعاصمة فلسطين الابدية.

وللنساء حصة كبيرة من المشاركة في المسيرة، فبحضورههن المميز وقبضاتهن المرفوعة رددن  "الموت لـ "إسرائيل" والموت لأميركا"، وصدحت حناجرهن "زحفاً زحفاً نحو القدس"، ليؤكدن للعالم أن الأحرار الى القدس قادمون و"إسرائيل" الى زوال ولو بعد حين.

على وقع الأناشيد الثورية إنطلقت مسيرة النساء بالتوازي مع مسيرة الرجال من مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس، مروراً باوتستراد السيد هادي نصر الله، وصولاً الى الكفاءات حيث أطل الامين العام لحزب الله الذي أكد على أهمية هذه المسيرات وأثنى على الحضور العظيم والتضامن الكبير، مجدداً العهد بالمواجهة حتى النصر أو الشهادة.

المشاركات

كباراً وصغاراً لبين نداء الامين العام لدعم عروس العرب ورفض القرار الأميركي، فالقدس هي العهد والوعد. المشاركات أجمعن أن القدس عاصمة فلسطين ولا وجود لدولة "إسرائيل"  ليكون لها عاصمة.

الحاجة أم مهدي أكدت على أهمية المشاركة في المسيرات المنددة بالقرار، مشددة على أن فلسطين عربية ولن تكون صهيونية أبداً، في معرض حديثها لـ "العهد".

بدورها المشاركة "زينب عبد الرحمن" قالت لـ "العهد"، "سنصمد ما حيينا من أجل القدس أرض المقدسات، وسنستمر في دعم الفلسطينيين والوقوف معهم في محنتهم التي هي محنتنا جميعاً".

المشاركة إيمان فوعاني أشارت من جهتها لموقعنا الى أن هذه الجماهير الغفيرة تقف مع فلسطين، لا لأنهم فلسطينيون أو عرب بل لأن القضية الفلسطينية هي إمتحان يومي لضمير العالم، مضيفةً "كلنا للوطن، وكلنا فلسطينيون".

للأطفال حضور لافت، الطفل كميل عاصي ببدلته العسكرية حاملاً علم فلسطين، منادياً "زحفاً زحفاً نحو القدس"،  أكد أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين. الطفلة كوثر خريس ببراءتها أشارت الى أنها شاركت لتقول انها لا تعترف بدولة "إسرائيل" وإن فلسطين ستحرر وستبقى عاصمتها القدس.

التعبئة التربوية والهيئات النسائية

وعلى هامش المسيرة لفتت مسؤولة التعبئة التربوية للفتيات في بيروت إيمان فارس الى فعالية المشاركة الطلابية لفتيات التعبئة التربوية في حزب الله في المسيرة، مشددةً على أهمية مشاركتهن لأن الطلاب جزء أساسي بالمجتمع وركن مهم من أركانه يجب أن يعي قدسية القضية الفلسطينية.

وأشارت فارس في حديث لها لموقع "العهد" الاخباري الى أن التعبئة التربوية حثت على إقامة الوقفات التضامنية في حرم  المدارس والجامعات قبيل المسيرة، لافتةً الى أن العديد من المدارس أقامت وقفات تضامنية بالاصطفاف الجماعي الصباحي.

ولفتت فارس الى أن هذه المسيرة يميزها الطابع الجامع البعيد عن المعتقدات والطوائف بل جميع ألوان الطيف السياسي المحلي حضر، المسلم والمسيحي، وعبروا بلسان واحد عن رفضهم إجراءات الإدارة الأميركية التي وصفوها بالباطلة والمشؤومة.

كلام توافق عليه مسؤولة الاعلام في الهيئات النسائية في بيروت هدى عيسى التي أكدت بدورها أن القضية الفلسطينية قضية مقدسة وسامية، ولها موقعية خاصة عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وتمس الجميع وليس طائفة معينة.

وشددت عيسى لـ "العهد" على أن العاملات في الهيئات النسائية في حزب الله يعملن باستمرار من أجل القضية الفلسطينية، حيث لم تغب عنهن لحظة.

ولفتت الى أن مشاركة النساء مميزة وفعالة، تلبية لنداء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ولاجل فلسطين، مؤكدة أن الاستنكار ودعم القضية يكون بشتى الوسائل، بالسلاح والكلمة والتحركات.

لتكون فلسطينياً يعني أن تصاب بأمل لا شفاء منه. ومن هذا الامل تحلف الام في فلسطين بالوطن وابنها على ما تقول شهيد. فالطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة، إنها بمسافة الثورة، وستبقى القدس عاصمة فلسطين الابدية.