ارشيف من :أخبار لبنانية

فصل الخطاب للسيد نصر الله دعمًا للقدس.. والحريري سيبق البحصة الخميس

فصل الخطاب للسيد نصر الله دعمًا للقدس.. والحريري سيبق البحصة الخميس

أفردت الصحف الصادرة اليوم في بيروت مساحة كبيرة لمواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والتي جاءت في كلمته التي ألقاها عبر الشاشة خلال التظاهرة الحاشدة التي أقيمت أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت تضامنا مع القدس ورفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما تحدثت الصحف عن موقف لرئيس الحكومة سعد الحريري يفترض أن "يبق اليحصة" فيه يوم الخميس، عن طعن بعض حلفائه بالظهر خلال الأزمة الحكومية الأخيرة في اشارة إلى عدد من الاطراف ابرزهم "القوات اللبنانية".

 

"الأخبار": نصرالله: عالقدس رايحين شهداء بالملايين

شدّد الأمين العام لحزب الله على أهمية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة لمواجهة قرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. ودعا نصرالله إلى عزل إسرائيل ووضع استراتيجية موحدة لفصائل المقاومة لمواجهة العدوان

وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة قويّة أمس ردّاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، خلال تظاهرة ضخمة احتشدت في الضاحية الجنوبية لبيروت. مواقف نصرالله أمس شملت رسائل دعم وتشجيع للشعب الفلسطيني على إشعال انتفاضة ثالثة، وللشعوب العربية والإسلامية للاستمرار في الاحتجاجات ورفض خطوة ترامب، داعياً فصائل المقاومة في كلّ المنطقة لوضع استراتيجية مشتركة لقتال إسرائيل.
إلّا أن أهم ما أعلنه نصرالله، كان تأكيده أن محور المقاومة، بدوله وحركاته، وبعدما خرج منتصراً من الحروب التي خططت لها ونفذتها أميركا وحلفاؤها من العرب وغيرهم، سيكون جاهزاً لوضع قضية فلسطين والقدس على رأس سلّم أولوياته للمرحلة المقبلة.

بدأ نصرالله خطابه أمام المتظاهرين في الضاحية الجنوبية لبيروت، بتوجيه التحية إلى المشاركين من الأحزاب والتيارات والفلسطينيين في لبنان الذين يتمسكون بحق العودة ويرفضون التوطين والوطن البديل، وكذلك للفلسطينيين في الأراضي المحتلة وغزة والضفة الغربية والقدس وأراضي 48 على «وقفتهم التاريخية والحركة السريعة منذ الساعات الأولى لقرار العدوان الأميركي».
وأكد أن «ترامب تصور أنه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبكل عنجهية واستكبار، سيخضع له العالم وستتسابق عواصم العالم من أوروبا الى الصين والعالمين العربي والإسلامي وكندا وأوستراليا، لتلحق به. لكنه بدا غريباً وحيداً معزولاً معه فقط إسرائيل». وقال: «يجب أن نقدر المواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الإسلامية، السنية والشيعية، من السيد علي الخامنئي إلى شيخ الأزهر، إلى المرجعيات الدينية المسيحية على اختلافها وخصوصاً في مشرقنا العربي»، كما «يجب أن نقدر كل التحركات الشعبية المختلفة».
وتوجّه إلى الجماهير بالقول إن «تظاهركم اليوم على درجة عالية من الأهمية في سياق المواجهة القائمة مع العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين والساحات وعلى مواقع التواصل وعلى كل أشكال التعبير، لأن الرهان كان أنكم نسيتم وتعبتم»، وأن «الشعب الفلسطيني بحاجة الى هذا الحضور الجماهيري والشعبي، التظاهرات اليوم تشكل البيئة الحاضنة في مواجهة العدوان».

وانتقد الأمين العام لحزب الله زيارة الوفد التطبيعي البحريني للقدس المحتلة، مؤكّداً أن «هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين، بل يمثل السلطة الغاشمة التي أرسلته وحملته رسالة الملك حول ما يسميه السلام والتسامح والعيش المشترك مع الذين يهوّدون القدس ومع المحتلين والذين يحطمون عظام الفلسطينيين». وتوجّه إلى الفلسطينيين والمقدسيين بالقول إن «أي وفد يأتي مطبّعاً اطروده واضربوه بالنعال وارجموه بالحجارة لأنه لا يمثل شعبه»، مطالباً السلطة الفلسطينية بالضغط السياسي لـ«عزل إسرائيل. وأهم خطوة مطلوبة من السلطة الفلسطينية قولوا لهم انتهينا من عملية التفاوض والتسوية ما لم يعد ترامب عن قراره هذا». وأشار الى أن «من فائدة القرار الأميركي أنه يميز الخبيث من الطيب على امتداد العالم العربي والإسلامي».

وحول الموقف اللبناني، أكد أنه «في لبنان اليوم نفتخر بإجماعنا الوطني حول القدس»، مذكّراً بالمواقف التي أعلنت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية، وصولاً إلى «الخطاب المميز» لوزير الخارجية في اجتماع الدول العربية في القاهرة. وذكّر بما قاله في عام 2011، إن «أميركا التي تدعم الجماعات الإرهابية، وفي مقدمها داعش، هدفها تدمير مجتمعاتنا وتصفية القضية الفلسطينية. لكن ستخيب آمالهم. وهذه الخطوة لها ما بعدها، الأميركيون سيقولون إن القدس خارج البحث ويجب إكمال التسوية في المشروع الأميركي الإسرائيلي».


"البناء": نصرالله: قرار ترامب بداية النهاية لـ«اسرائيل»

صحيفة "البناء" كتبت بدورها.. بخطابٍ وُصِفَ بالتاريخي رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رؤية استراتيجية للمرحلة المقبلة لمواجهة أخطار ومفاعيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة للكيان الغاصب، مقدماً إجراءات عملية وواقعية لإفراغ القرار الأميركي من مضمونه التنفيذي داعياً الى تضييق الخناق والحصار على الكيان الصهيوني وعزله.

وللمرة الأولى أعلن السيد نصرالله، أنه يتحدث باسم محور المقاومة وأن كل قادة ودول المحور وحركات وفصائل المقاومة المنضوين، تحت هذا المحور يشاركونه الرأي، وهو العليم بمواقفهم وشريكهم في الميدان على مدى الأعوام الستة الماضية، بعد أن أنجز هذا المحور أو يكاد معركته ضد الإرهاب ولم يؤثر كل ما جرى على قوّته وتماسكه، بل يعود أكثر قوة الى ميدان القضية الفلسطينية ليأخذ دوره وتأثيره في ميزان الصراع العربي «الإسرائيلي». وقال نصرالله: «محور المقاومة الذي شارف على إنهاء معاركه في الإقليم، سيعود لتكون القدس وفلسطين والمقاومة الفلسطينية في رأس أولوياته».

من الضاحية كرمز للمقاومة والتضحيات الجسام كان الموقف من قامة وطنية وقومية تمثل الرمزية الأكثر التصاقاً بفلسطين من خارج الواقع الفلسطيني، لا سيما بعد فترة المواجهة في اليمن وفي سورية الذي لعب حزب الله دوراً رئيسياً وطليعياً في المعركتين على المستويات العسكرية والإعلامية والسياسية، ولما يختزنه السيد نصرالله من وزنٍ وصدى وتأثير.

وقدّم السيد نصرالله خطين متوازين للمواجهة: الأول هو المعنوي التحشيدي التعبوي لتحضير معركة إعلامية.

الثاني هو العملياتي القابل لإقران القول بالفعل عبر إعلان جهوزية محور المقاومة لتوفير الدعم والاحتضان لإطلاق انتفاضة ثالثة توزّع الأدوار بين قوى المقاومة وتحويل خطوة ترامب من تحدٍ الى فرصة ومناسبة لبداية نهاية الكيان الصهيوني. فمن يُطلِق هذا الكلام يملك الإمكانات والإرادة والإيمان والتاريخ لقيادة مواجهة ميدانية إعلامية سياسية على مستوى المنطقة. ودعا السيد نصرالله إلى «التئام صفوف المقاومين جميعاً لوضع استراتيجية موحّدة للمواجهة ولوضع خطة ميدانية تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل في هذه المواجهة الكبرى».

ولم يُحمِّل السيد نصرالله الحكومات العربية أكثر مما يحتمل واقعها في ظل انخراطها في المشروع الأميركي «الإسرائيلي» ولا السلطة الفلسطينية أكثر من طاقتها، بل ذهب معها حتى النهاية بأن تهدد فقط بهذه الورقة التي تملكها وتعلن الانسحاب من عملية السلام، ولو من باب التكتيك التفاوضي لا كخيار استراتيجي، وأن لا تكون جزءاً من المؤامرة، بل أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض، وإذا ما اتخذوا قرارهم بالثبات والمواجهة، فلا أحد في العالم قادر على الوقوف في وجههم أو فرض أي خيار عليهم، وموقف السيد نصرالله هذا نابع من تجربة المقاومة منذ العام 1982، في الميدان «الاسرائيلي» والميدان التكفيري، حيث لم يذهب الى حربٍ إلا وخرج منها منتصراً وهذا يحمل في طياته دعوة للفلسطينيين للاستفادة من تجربة المقاومة وخيارها.

ورأى السيد نصرالله أنه «يجب العمل على عزل «إسرائيل» مجدداً عبر الضغط الجماهيري ومطالبة الحكومات بقطع علاقاتها معها، والضغط لمنع أي شكل من أشكال الاتصالات والتطبيع مع هذا الكيان، معتبراً أن أقل ردّ على قرار ترامب هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف «مبادرة السلام» لحين رجوع أميركا عن هذا القرار، وإن كان حزب الله لا يؤمن بمسار المفاوضات على الإطلاق».

وربط السيد نصرالله بين خطوة ترامب بالأحداث الجارية في المنطقة على الأقل في العقد الماضي داعياً الى الترقب والاستعداد لما بعدها وتجب قراءة المشهد الكلي وليس الجزئي، والهدف من قرار ترامب كان الإجهاز على القضية الأم وما الحرب على سورية ونشر التنظيمات الإرهابية في المنطقة إلا لثني محور المقاومة من الدفاع عن فلسطين المشروع والدولة والشعب، وهذا يحمل دعوة أيضاً الى قوى المقاومة الفلسطينية أن تنخرط في الانتفاضة، ولم يغب عن السيد توجيه رسالة شكر للرئيس الأميركي بأنه أعاد البوصلة الى فلسطين.

وقال: «أميركا التي تدعم الجماعات التكفيرية، وفي مقدمتها «داعش»، هدفها تصفية القضية الفلسطينية ولا يجوز الثقة بها أو الركون إليها. فهي ليست راعية للسلام بل صانعة الإرهاب و»داعش» والتهجير والفتن ويجب أن يكون موقف الأمة الوحيد منها تلخّصه كلمتان: «الموت لأميركا».


"اللواء": الحريري يبق البحصة

على صعيد آخر، من المتوقع أن يتناول رئيس الحكومة سعد الحريري عدة مواضيع في المقابلة التي سيجريها في برنامج «كلام الناس» الخميس المقبل، وتوعد «ببق البحصة» حيث يفترض أن يسمي الأشياء بأسمائها للذين طعنوه بالظهر خلال الأزمة الحكومية الأخيرة، مشيراً إلى أن هناك من أراد ان يستغل علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية للإساءة اليه شخصياً، وأن هناك احزاباً سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، لكنه قال انه سيتعامل مع هذه الحالات كل حالة على حدة، بما يعني ان هناك اكثر من حالة واحدة، في إشارة ربما يكون المقصود بها حزب «القوات اللبنانية» وجهات أخرى معروفة بالاسم أيضاً.

وأضاف، خلال استقباله مساء أمس في «بيت الوسط» حشداً كبيراً من منسقية بيروت في تيّار «المستقبل»: «هؤلاء حين كانوا يرددون مواقف تحد لـ«حزب الله» وسياسة إيران ظاهرياً، فهم كانوا يتهجمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدعون انهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، وكان ذلك بمثابة اكبر عملية احتيال علينا جميعاً».

وشدّد الحريري على أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا، كما هي بالنسبة الى البلد ككل، ولذلك علينا أن نعمل بجهد كفريق واحد ومتماسك لاستكمال مسيرة رفيق الحريري التي هي مسيرة البناء والنهوض والتطور بالبلد».

وبالنسبة لعلاقته بـ«حزب الله»، أشار الحريري إلى انه كان واضحاً في كل مواقفه السياسية، لقد قلت أن هناك ربط نزاع بيننا وبين «حزب الله»، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معهم بمواقفهم الإقليمية والدولية، لذلك، فان كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس، ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق.

2017-12-12