ارشيف من :أخبار لبنانية
الشيخ دعموش : لا يمكن أن تتحرر القدس إلا بالمقاومة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة كيان الصهيوني هو عدوان خطير على الأمة والمقدسات الإسلامية والمسيحية"، وقال :" لا يجوز أن يمر أو تتم لفلفته أو التهوين من خطورته أو مواجهته بكلمات وخطابات الشجب والإستنكار الضعيفة على الطريقة التي سمعناها في اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية من معظم الوزراء المتحدثين".
وأكد الشيخ دعموش خلال كلمة له في "اللقاء العلمائي الاسلامي والمسيحي لنصرة القدس" الذي أقامه مركز الإمام الخميني الثقافي في مجمع الزهراء في صيدا، ضرورة إجبار الولايات المتحدة الأمريكية بكل الوسائل والإجراءات الرادعة المتاحة على التراجع عن القرار"، مضيفا انه "إذا نجح ترامب في هذه الخطوة وتم تمريرها بالسكوت او بالتواطؤ أو باللامبالاة والتخلي عن المسؤوليات، فإن الخطوات الإسرائيلية ستتسارع للإستيلاء على كل شيْ في فلسطين والقدس والتوسع في عمليات الإستيطان وشطب حق العودة، وصولا الى وضع اليد على المسجد الأقصى وسائر المقدسات".
وقال إن "العرب والمسلمين بعد قرار ترامب أمام فرصة حقيقية للملمة صفوفهم والتوحد وإعادة الثقة في العلاقات بين الدول الاسلامية ووقف الحروب والصراعات التي عُمل على تشكيلها بين أكثر من محور وبين أكثر من دولة والبحث عن حلول وعن مواطن للتلاقي والتعاون، لأن القدس التي هي أقدس قضية في عصرنا في خطر حقيقي وتحتاج إلى تظافر الجهود كلها".
ودعا الشيخ دعموش إلى "ضرورة عزل الولايات المتحدة الأمريكية وليس "إسرائيل" فقط لأن القرار كان قراراً أمريكياً وليس اسرائيلياً فقط، ووقف الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين الأمريكيين و رفض استقبالهم كما فعل شيخ الأزهر وبعض المرجعيات السياسية".
كما دعا إلى مواصلة الاحتجاجات داخل فلسطين وخارجها وصولاً إلى انطلاق انتفاضة ثالثة شاملة، لأن انتفاضة الشعب الفلسطيني على الاحتلال في الداخل هي أهم وأخطر وأعظم رد على القرار الأمريكي كما قال سماحة الأمين العام"، مشددا على ان يقدم العالم العربي والاسلامي الدعم السياسي والاعلامي والمالي والعسكري للشعب الفلسطيني إذا ما قرر إطلاق هذه الانتفاضة، مطالبا "الشعوب العربية والإسلامية بأن تصعد من احتجاجاتها على امتداد العالم وأن تواكب انتفاضة الداخل باستنهاض عارم ومؤثر في الخارج لمواجهة القرار الأمريكي بما يجعل ترامب يندم ويتراجع عن القرار".
وشدد الشيخ دعموش على أنه "لا يجوز أن يتكرر مشهد الضعف الذي حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول"، وقال "على قادة الدول الاسلامية في هذه القمة اتخاذ اجراءات وقرارات رادعة وحقيقية تجبر الولايات المتحدة للعودة عن قرارها، بدءاً بقرار قطع العلاقات مع "اسرائيل" لمن يقيم علاقات معها، وطرد السفراء ووقف الاتصالات السرية والعلنية معها، وإصدار قرار ملزم للدول الإسلامية بمنع التطبيع مع العدو واعتباره جريمة بحق القدس وفلسطين، وصولا الى الاعلان عن وقف المفاوضات لمن كان يؤمن بها حتى العودة عن القرار".
وقال إن "الشعوب العربية والاسلامية تتطلع إلى قمة منظمة التعاون في اسطنبول"، وتأمل بأن "يقترب القادة والحكام والرؤساء والزعماء ولو لمرة واحدة من تطلعات شعوبهم وآمالها وطموحاتها".
وأضاف انه "بعد الذي جرى لا يتصورنّ أحد أن بإمكان العرب والمسلمين أن يستعيدوا القدس وفلسطين عن طريق المفاوضات والتنازلات والمبادرات، لا يمكن أن تتحرر القدس إلا بالمقاومة، التي يجب أن تصبح خياراً ليس للأحزاب والحركات التي تؤمن بالمقاومة، بل لكل الأنظمة والدول والحكومات والشعوب العربية والاسلامية".
وراى أنه "لم يبقَ أمام الأمة بعد فشل الرهان على المفاوضات والتسويات وفشل الرهان على نزاهة الوسيط الأمريكي غير اللجوء لخيار المقاومة الذي أثبت صوابيته وجدواه ونجاحه في تحرير الأرض واستعادة الأسرى والحقوق"، معتبراً أن "حلم استعادة القدس بالمقاومة قابل للتحقق كما تحقق تحرير جنوب لبنان وبقاعه الغربي وتحرير الأسرى وفرض الشروط والتوازن مع العدو، التي كانت أحلاما بالنسبة للبعض واصبحت حقيقة وواقعاً".
وأشار الى أن "من الردود الأساسية والمؤثرة على القرار الأمريكي هو تبني المقاومة والعمل على تعزيز قدراتها ودعمها بكل الوسائل والإمكانات ودعم حركات وفصائل المقاومة في المنطقة سياسيا وماليا وعسكريا، بالإضافة إلى نشر ثقافة المقاومة وتأجيج روحها في كل المنطقة، لتكون هي الثقافة الغالبة في الأمة والروح التي تحملها الأمة لمواجهة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية.
وختم الشيخ دعموش داعيا كل فصائل وحركات المقاومة والدول التي تؤمن بالمقاومة للتفاعل والاستجابة لدعوة الأمين العام لحزب الله والمشاركة في وضع استراتيجية موحدة وخطة ميدانية للمواجهة الكبرى مع "اسرائيل" لأن ذلك هو الخيار الوحيد المجدي لاستعادة الأرض والمقدسات".