ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: ترامب يهدّد الأمن القومي الأميركي
توقّفت مواقع غربية عند استراتيجية الأمن القومي الأميركي التي من المتوقع أن يعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع المقبل، إذ إعتبر الباحثون أن التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي يأتي من ترامب نفسه.
وأشارت التقارير الى تراجع الثقة بالولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، مؤكدة أن شعوب الدول الحليفة لواشنطن مثل أستراليا وفرنسا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول، هي في الغالب لا تثق بترامب أو بالدور الاميركي تحت قيادته.
في غضون ذلك تحدثت تقارير عن إستراتيجية أكثر انعزالية سيتبناها ترامب.
*استراتيجية ترامب: العين على الحلفاء
وفي التفاصيل، نشر موقع "Defense One" تقريرًا أشار الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيعلن استراتيجيته للامن القومي الاسبوع المقبل، وهذه الاستراتيجية تعتمد بشكل كبير على الحلفاء و"الشركاء الدوليين" لمعالجة "تهديدات عالمية مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية و"المنظمات المتطرفة"، بحسب تعبير التقرير.
واستشهد التقرير بما قاله مستشار الامن القومي "H.R McMaster" خلال الايام القليلة الماضية بمؤتمر عقد في واشنطن، حيث شدد على ضرورة وجود علاقات متينة مع حلفاء أميركا على الصعيد السياسي والعسكري والمالي والثقافي، لافتاً الى أن "McMaster" كشف خلال المؤتمر أن ترامب سيعلن استراتيجيته للامن القومي بتاريخ الثامن عشر من كانون الاول/ديسمبر الجاري.
وأشار التقرير الى أن "McMaster" تطرق الى التعاون المتبادل والذي يشمل مطالبة الحلفاء بتعزيز نفقاتهم العسكرية، حيث قال إن ذلك سيكون عنصر هام في سياسة ترامب.
*انعدام الثقة العالمية باميركا بقيادة ترامب
في سياق متصل، نشر موقع "Defense One" تقريرًا آخر عن الموضوع نفسه، وذكّر بأن وثيقة ادارة الرئيس السابق باراك اوباما السابقة لعام 2015 تطرقت الى أمور مثل الاوبئة والتغير المناخي، وأن ادارة جورج بوش الابن من جهتها ركزت على "انفتاح المجتمعات ودعم بناء الديمقراطية"، على حد تعبير التقرير.
وأشار التقرير الى أن سياسة ترامب الجديدة تقودها أربعة أولويات وهي حماية الاراضي الاميركية، وحماية الازدهار الاميركي، و"حفظ السلام عبر القوة"، وتعزيز النفوذ الاميركي، لافتاً الى أن الرئيسين الاميركيين السابقين كان يتحدثان عن مصالح اقتصادية مشتركة وآخذة بالتوسع.
وعن مقاربة ترامب، قال التقرير إنها أضيق، وإنها تشير الى حماية "الازدهار الاميركي" وليس توسيع هذا الازدهار، مضيفًا إن مقاربة ترامب ترى في الاقتصاد الاجنبي خصوم وليس شركاء، مستشهدًا بما قاله "McMaster" عن مواجهة التلاعب بالعملة والتجارة غير العادلة.
واعتبر التقرير أن المشلكة الأكبر للقوة الناعمة الاميركية والنفوذ العالمي الاميركي تتمثل بترامب نفسه، وقال إن "حلفاء اميركا الديمقراطيين ينظرون باحتقار الى ترامب".
وتابع أن الموضوع لا يتعلق فقط بعدم وجود ثقة بترامب كشخص، بل إن الثقة بالدور القيادي الاميركي قد انهار، لافتاً الى أن فقط تسعة وعشرين بالمئة من الاستراليين وأربعة وعشرين بالمئة من اليابانيين، واثنين وعشرين بالمئة من الكنديين والبريطانيين، واربعة عشر بالمئة من الفرنسيين واحدى عشر بالمئة من الالمان يثقون بترامب.
أما في كوريا الجنوبية، فان نسبة الثقة به هي فقط سبعة عشر بالمئة، وذلك على الرغم من محاولته لبناء تحالف ضد كوريا الشمالية.
*ترامب هو التهديد الأكبر للامن القومي الاميركي
من جهته، كتب الباحث "Thomas Wright" مقالة نشرت على موقع "War on the Rocks" تطرقت أيضًا الى استراتيجية الامن القومي التي من المتوقع أن يعلنها ترامب، معتبرًا أن مجلس الامن القومي الاميركي بقيادة ترامب يواجه مشكلة فريدة من نوعها وهي أن التهديد الاكبر للامن القومي الاميركي لا يأتي من عدو خارجي و إنما يتمثل بترامب نفسه.
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة لم يسبق وشهدت رئيس مثل ترامب الذي يعاني من جهل شبه كامل للتاريخ العالمي، بحسب تعبير الكاتب نفسه.
كما حذر من أن هذه "الرئاسة المارقة" لترامب قد تؤدي الى انهيار نظام التحالفات التي تقودها أميركا والى ازمة مالية عالمية جديدة، والى نزاع بين القوى العظمة.
وشدد الكاتب على ضرورة عدم وضع "تغيير الانظمة" على طاولة الامن القومي الاميركي وإحتواء العناصر "الاكثر خطورة" في رئاسة ترامب.، مضيفاً إن "الرئاسة المارقة" تمثل اختبار غير مسبوق للمؤسسات الاميركية المعنية بالامن القومي والسياسة الخارجية.