تونس – روعة قاسم
قال الناشط الحقوقي التونسي والعضو السابق في هيئة الحقيقة والكرامة المكلفة بملف العدالة الإنتقالية، زهير مخلوف ان قرار ترامب بشأن القدس كشف حقيقة السياسات الامريكية في المنطقة التي لا تريد الا الالتحام بالكيان الصهيوني .. واكد في حديثه لـ "العهد" ان "التونسيون والنشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية يخوضون معركة كبرى من اجل تجريم التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في الدستور التونسي".

ما هي قراءتكم لقرار الرئيس الامريكي ترامب حول القدس؟
ان قرار ترامب هو "أجمل" ما يمكن ان يهدى للوطن العربي باعتباره اعطى حياة جديدة للشعوب العربية التي كانت تعتقد أن هذا الحاكم الامريكي الغبي والمتشنج جاء ليقدم مصالح لوطننا العربي. فانكشف انه لا يريد الا الالتحام بالكيان الصهيوني وتقسيم اوطاننا العربية ويريد ان يهدي ما تبقى من وطننا المحتل الى هذا المحتل الغاصب أي الكيان الصهيوني.
هذه الهدية جميلة جداً أعطاها ترامب لشعوبنا العربية، اذ انها انتفضت من سباتها ونومها العميق والآن بدأ الانتفاض ليتجسد في حركات جماهيرية شعبية وفي حراك سياسي رسمي، انظروا الى وزير الخارجية اللبناني ماذا قال في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير ومواقفه المؤيدة لخط النضال ضد المحتل، يعني هناك حراك عربي للديبلوماسيات الرسمية وهناك حياة جديدة تبث في الحياة السياسية الرسمية أيضا وهناك التحام حقيقي واتحاد بين فصائل المقاومة في فلسطين مثل حماس والجهاد، وحتى فتح بدأت تتقارب وتتسابق نحو التضامن والاتحاد مع القوى المناضلة والمقاومة بالسلاح. ولننظر أيضاً الى المقاومة اللبنانية وكيف خاطب سماحة السيد حسن نصر الله الجماهير وكيف تفاعلت مع هذا الخطاب وكيف تفاعلت الفصائل الفلسطينية مع هذا الخطاب تفاعلا ايجابيا. وهذا يؤكد ان هناك منعطفاً جديدا في علاقة الشعوب بالرسميين وبفصائل المقاومة ويؤكد ان هناك ميزان قوى حقيقي ضد الكيان الصهيوني والامبريالية الدولية بدأ  يظهر. ونحن ننظر الى الزمن القادم على انه زمن الانتصارات سواء السياسية او الشعبية او العسكرية. لان هناك موازين قوى بدأت تنقلب لصالح المقاومة.

وكيف تنظرون الى دور المقاومة في لبنان وفلسطين؟
حزب الله يمتلك صواريخ استراتيجية اليوم ولا يمكن الاستهانة بقدراته.. حماس كذلك والجهاد والجبهة الشعبية.. يعني كل فصائل المقاومة بدأت تنحو نحو امتلاك قدرات استراتيجية من اجل المقاومة المسلحة والتي ستقلب المعادلات في المستقبل القريب.

هناك حراك قانوني من اجل تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور التونسي فهل توضح لنا اكثر معطيات هذا الحراك؟
هذا الحراك بدأ منذ 2011 وحتى منذ الايام الاولى للثورة وكانت الشعارات تقول "فلسطين حرة حرة" منذ ان خرج  الشباب التونسي للتظاهر احتجاجا على الوضع الاقتصادي وكانت فلسطين ملء قلوبهم ..
تجريم التطبيع بدأ حينها ومن المجلس الوطني التأسيسي، لكن هناك "قوى ردّة" في الحقيقة تمترست في الخلف وعملت على ان لا تنص على تجريم التطبيع في الدستور ووعدت بأنه ستتم صياغة نصوص قانونية تؤكد على هذا التجريم لكن بدا أن هؤلاء كانوا يكذبون ويتحيلون على الشعب التونسي.
الان هناك مئة نائب او اكثر قدموا مشروع قانون ونتمنى ان يمر من أجل تجريم التطبيع مع المحتل الاسرائيلي واليوم هناك مسيرة حاشدة امام مجلس نواب الشعب تدفع نحو ضمان تمرير مشروع القانون.