ارشيف من :آراء وتحليلات

ما هو الحد الادنى الذي لم تقدمه قمة اسطنبول لمواجهة قرار ترامب؟

ما هو  الحد الادنى الذي لم تقدمه قمة اسطنبول لمواجهة قرار ترامب؟

حسن سلامة
لم تخرج قمة مؤتمر الدول الاسلامية التي انعقدت قبل ايام في اسطنبول بأفضل مما خرج به اجتماع وزراء الخارجية العرب، وان كان المطلعين على مسار اكثرية الانظمة المعنية لم يتوقعوا ان يخرج اي من الاجتماعين بقرارات على مستوى قضية القدس ووعد "بلفور" الجديد الذي اطلقه الرئيس الاميركي دونالد ترامب من حيث اعتباره القدس عاصمة لكيان العدو الاسرائيلي.
الا ان مصادر متابعة للكلمات التي ألقيت في مؤتمر اسطنبول والبيان الصادر عنه تتوقف عند محطات اساسية ابرزها :
ـ ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته من حيث التأكيد على سلسلة اجراءات وخطوات بدءا من التقدم بشكوى عاجلة الى مجلس الامن لتعطيل القرار الاميركي، الى اسقاط صفة الدولة العظمى عن الولايات المتحدة، الى الدعوة لتكون قرارات القمة المذكورة على مستوى الحراك الشعبي، ولذلك لو اخذ المؤتمر بها لكانت النتائج افضل بكثير مما انتهت اليه .
ـ ما أطلقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من "لاءات"، رغم عدم اعلانه الالتزام بالمقاومة المسلحة ودعم انتفاضة شعبه في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته العدوانية، وبالاخص من حيث اعتباره ان "الولايات المتحدة لم تعد وسيطا في ما يسمى عملية التسوية وانتهاءاً بوقف التعهدات السابقة مع الولايات المتحدة وكيان العدو".
وان كانت المصادر تطرح تساؤلات عن استمرار عباس الالتزام بهذه اللاءات مع السعي الاميركي المحموم مدعوما من حلفائها العرب لابرام ما يسمى صفقة القرن .
ـ ما أكد عليه الرئيس الايراني حسن روحاني من دعوته الى توحيد جهود العالم الاسلامي ووضع الخلافات جانبا من أجل مواجهة القرار الاميركي وما يقوم به العدو من اجراءات وخطوات لتهويد القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة .
ورغم ان المصادر تلاحظ ايجابيات في البيان الذي صدر عن قمة اسطنبول وبخاصة اعتبار قرار ترامب باطل وملغى وغير قانوني، الا ان البيان خلا من أي خطوات عملية على مستوى القضية المطروحة ـ اي قضية القدس ـ او على مستوى اهداف وتداعيات القرار الاميركي الذي يستهدف في النهاية اسقاط حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل .

ما هو  الحد الادنى الذي لم تقدمه قمة اسطنبول لمواجهة قرار ترامب؟
غياب احدى الدول الخليجية الكبرى عن المؤتمر تعبير واضح عن التواطؤ مع الاميركي لانهاء القضية الفلسطينية


واذا كان غياب احدى الدول الخليجية الكبرى عن المؤتمر تعبير واضح عن التواطؤ مع الاميركي لانهاء القضية الفلسطينية، فاالمصادر ترى في نتائج قمة اسطنبول لمواجهة ما تتعرض له القدس من محاولات لالغائها من التاريخ الاسلامي والمسيحي اشبه بالفضيحة ولا تتجاوب مع الحد الادنى المطلوب لما كان يفترض ان تنتهي اليه القمة من مقررات جدية وعملية لمواجهة وعد "بلفور" الجديد ليس اقلها الاتي :
_ اولا: ان القرارات التي انتهت اليها القمة بقيت اقل بكثير مما هو مفترض من خطوات على مستوى القضية المطروحة وعلى مستوى أ مال الشعوب هذه الدول.
_ ثانيا: لم يتخذ المؤتمر أي خطوة عملية باتجاه الادارة الاميركية ولا حتى اشعارها بما ارتكبته من جريمة العصر بحق مئات الملايين من شعوب الدول الاسلامية، أو خطوات تشعرها بأن مصالحها في حوالي 50 دولة تمثل العالم الاسلامي اهم من دعمها المطلق واللامحدود لكيان العدو الاسرائيلي .
_ ثالثا: عدم اتخاذ القمة لاي موقف او قرار فعلي لوقف كل اشكال التطبيع العلني والسري مع العدو الاسرائيلي، خاصة من جانب الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان او من جانب بعض انظمة الخليج التي تلهث للتطبيع السري والعلني لى كل المستويات مع العدو .
_رابعا: لم تتخذ القمة اي خطوات عملية لدعم ابناء القدس وابناء الضفة الغربية، خاصة على المستوى المالي، بما يؤدي الى تثبيتهم بارضهم وتصعيد انتفاضتهم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته من طرد وتهويد ومصادرة للاراضي .
لذا تقول المصادر ان من تآمر ويتآمر من كثير من هذه الدول على القضية الفلسطينية وعلى مقاومة شعب فلسطين وعلى اي مقاومة رافضة للهيمنة الاميركية والصهيونية وان من دعم و يدعم الارهاب بكل اشكاله لا يمكن الرهان عليه لمواجهة وعد "بلفور" الجديد، فهذه الانظمة نفسها باعت فلسطين في نكبة عام 48 وهي التي تآمرت لتمرير وعد "بلفور" الاول.

2017-12-15