ارشيف من :آراء وتحليلات

جوسيه.. معبر النصر والاعمار

جوسيه.. معبر النصر والاعمار

نضال جمادة
بعد خمس سنوات على إغلاق معبر جوسية الحدودي بين لبنان وسوريا عاد هذا المعبر للعمل يوم الخميس الماضي الموافق 14 كانون اول 2017، في مراسم افتتاح رسمية وشعبية كانت بمثابة إعلان عن انتصار الدولة السورية في الحرب على الإرهاب المتنقل في سوريا منذ سبع سنوات تقريبا.
معبر جوسية الواقع على تخوم مدينة القصير الاستراتيجية كان أول معبر حدودي تم إغلاقه بين سوريا والدول المجاورة لها بفعل العمليات العسكرية للمسلحين في منطقة جوسية والنزارية تحديدا والذين كان أغلبهم ينضوي تحت راية لواء الفاروق الذي كان منتشرا في القصير وريفها والذي جمع خليطا من جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين، الذين تعاونت معهم عصابات التهريب عبر الحدود بين البلدين وعمل لواء الفاروق بداية الأمر تحت راية الجيش الحر قبل ان يتحول الى التمويل القطري وبالتالي تم تغيير راية الولاء مع تغير الممول وكان القطري أكثر سخاء لذلك اتبعته جموع المستفيدين والمتسلقين في بداية حرب القصير وريفها.

ويشكّل معبر جوسية صلة وصل بين مدينة حمص والمنطقة الوسىطى في سوريا مع البقاع اللبناني، ويتميز هذا المعبر بقربه من مدينة حمص، فضلا عن طبيعة الارض السهلية التي يتواجد عليها، كذلك تعبره طريق حمص السريع وتتقاطع على مسافة ثلاثين كلم منه الطريق السريعة التي تعبر المنطقة الوسطى في سوريا باتجاه دمشق- الساحل- حماه وحلب، وبالتالي فهو يعتبر من الناحية الإقتصادية عقدة وصل حيوية ومهمة في كل عملية إعادة إعمار سوريا التي سوف تعتمد هذا المعبر ممرا اساسا في عمليات نقل البضائع والمعدات وكل ما تحتاجه سوريا من الخارج في عملية إعادة الإعمار. كما يتميز هذا المعبر بطبيعة أمنية محمية على طرفي الحدود وبذلك فهو المعبر المثالي من جميع النواحي اللوجيستية والأمنية.
مصادر عليمة ومتابعة لموضوع المعبر منذ سنتين قالت في حديث خصت به موقع العهد الأخباري أن "عملية إعادة إعمار بعض الأحياء في مدينة حمص تم تلزيمها فعلا إلى رجل اعمال لبناني معروف ويملك كسارات في اكثر من منطقة لبنانية".
وأشارت المصادر الى أنه "خلال السنتين الماضيتين نمت في لبنان على طرفي الطريق العام المؤدي الى معبر جوسيه في سهل رأس بعلبك وسهل القاع مشاريع بناء وظهر معمل أسمنت في سهل رأس بعلبك على بعد عشرين كلم من معبر جوسيه، وتم بناء العشرات من المحلات التجارية العالية الإرتفاع لتكون مستودعات يمكن للشاحنات الكبيرة الركون داخلها للتحميل والتفريع، كما ظهرت مشاريع سياحية بالعشرات وشاليهات مبنية بالخشب خصصت للصيادين وللسياح في منطقة لم تعرف السياحة الكبيرة في تاريخها، وتشيرعملية الإعمار السريعة التي ظهرت خلال السنتين الماضيتين الى أن المنطقة قادمة على عملية نمو وانتعاش إقتصادي غير مسبوقة".
وتؤكد المصادر أنه "تم اعتماد معبر جوسيه رسميا للتواصل والنقل بين لبنان وسوريا لإنجاز عمليات إعادة الإعمار في المنطقة الوسطى من سوريا وصولا الى إدلب وحلب ومحافظتها"، وقالت: "أن الجانب السوري كان مستعدا لفتح المعبر قبل سنتنين لكن الطرف اللبناني آثر التريث بانتظار حل موضوع تواجد الجماعات المسلحة في القلمون وفي جرود القاع ورأس بعلبك، وهذا ما حصل في الصيف الماضي والذي تم خلاله طرد هذه الجماعات الإرهابية المسلحة من الجرود باتجاه إدلب ودير الزور".
وبموجب الإجراءات المتبعة في معبر المصنع الحدودي سوف يتم التعامل في معبر جوسيه ويمكن للمواطنين اللبنانيين الدخول عبره الى سوريا باستخدام بطاقة الهوية، بينما تبقى إجراءات دخول المواطنين السوريين أكثر تعقيدا بسبب الشروط اللبنانية الخاصة باليد العاملة السورية وحاجة السوري الى كفيل أو رسالة من رب عمل بالنسبة للراغبين بالإقامة في لبنان بينما يحتاج المسافر للسياحة الى ضمانة مالية وبالنسبة للسوريين المسافرين إلى الخارج عبر مطار بيروت الدولي هؤلاء يحتاجون إلى وثائق تثبت سفرهم عبر مطار بيروت تتضمن تاشيرة الدخول الى بلد الوجهة وبطاقة السفر عبر الطائرة وبعض الوثائق الأخرى".

2017-12-16