ارشيف من :آراء وتحليلات
ماذا وراء الأزمة الجديدة لحركة نداء تونس؟
تونس روعة قاسم
يرى جل المحللين أن نتائج الإنتخابات التشريعية التونسية الجزئية التي حصلت في ألمانيا لتعويض نائب في البرلمان التونسي عين في منصب وزاري، هي دليل على عدم ثقة التونسيين في الأحزاب الحاكمة وعلى رأسها حركتا نداء تونس والنهضة. وهو أيضا دليل على أن هناك طبقة سياسية جديدة من جيل الشباب قادرة على اكتساح المشهد السياسي في المستقبل دون الحاجة لأحزاب كبرى أو لمال سياسي وفير.
فقد أسفرت نتائج هذا الإقتراع المخصص للجالية التونسية في ألمانيا على فوز مرشح شاب مستقل عرف عنه عداؤه للنداء ولكل من له علاقة من قريب أو من بعيد، على المرشح التوافقي لحركتي نداء تونس والنهضة. وتوقعت جل استطلاعات الرأي أن يفوز مرشح الحزبين الكبيرين لكن المعارض الراديكالي ياسين العياري كان الأسبق للفوز بالمقعد الذي كان لحركة نداء تونس.
مزاجية ومحاباة
و يرى البعض أن نداء تونس خسر مقعدا في البرلمان بفعل العشوائية في التسيير التي يتميز بها، والمزاجية في أخذ القرارات لدى كثير من قياداته من القدامى أو من الوافدين الجدد. فقد كان بالإمكان تعيين وزير أو كاتب دولة من غير نواب البرلمان أو تعيين نائب ترشح في قائمة محلية في دوائر تونس حيث يعوض النائب الذي ينال منصبا حكوميا من يليه على القائمة بينما في دوائر الجالية التونسية هناك مرشح وحيد ما يستوجب اجراء انتخابات جديدة إذا أصبح نائب الخارج وزيرا أو كاتب دولة أو نال أي منصب آخر أو استقال.
لقد كلفت هذه الإنتخابات ميزانية الدولة مبلغا طائلا في وقت تبدو فيه تونس بحاجة إلى استقرار سياسي واقتصادي خاصة وهو ما جعلها عرضة لانتقادات واسعة. كما أن عزوف الناخبين من أبناء الجالية التونسية بألمانيا عن التصويت أثار سخط عدد كبير من التونسيين وتساءل البعض عن الجدوى من إجراء انتخابات يصعد فيها نائب جديد إلى البرلمان بعدد محدود جدا من الأصوات يقل عن ثلاثمئة صوت.
كتلة غير مستقرة
وللإشارة فإن الكتلة النيابية لحركة نداء تونس انقسمت إلى قسمين في وقت سابق بعد استقالة الأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق الذي أسس حزبا جديدا سماه حركة مشروع تونس. واستقال أيضا نواب من هذه الكتلة ما جعلها تستنجد بنواب من أحزاب أخرى فانضم إليها نواب حزب المبادرة ذو التوجهات الدستورية، وانضم إليها نواب مستقلون وآخرون استقالوا من أحزابهم.
ولا يبدو أن كتلة النداء التي تلملم جراحها قادرة على احتمال خسارة مقعد إضافي في البرلمان خصوصا إذا كان الفائز بالمقعد معارض راديكالي عبر في أكثر من مناسبة عن عدم سعادته بفوز النداء في انتخابات 2014. ولعل السؤال الذي يطرح هو كيف سيتصرف النداء في ما تبقى من المدة النيابة خاصة وأن الإئتلاف الحكومي مهدد بالإنهيار بعد إعلان بعض الأحزاب انسحابها منه ومن وثيقة قرطاج؟