ارشيف من :آراء وتحليلات
ليبيا: ماذا بعد انتهاء صلاحية اتفاق الصخيرات؟
احتدم الجدل مجددا في ليبيا بين السياسيين والإعلاميين وحتى عموم المواطنين حول اتفاق الصخيرات المثير للجدل الذي رعته الأمم المتحدة بهدف الحل في ليبيا. ومرد الجدل هذه المرة ليس فحوى الإتفاق والظروف التي رافقت إبرامه، مثلما كان الأمر في السابق، وإنما انتهاء صلاحية هذا الإتفاق يوم الأحد 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
و لعل السؤال الذي يطرح اليوم ذلك المتعلق بمصير فائز السراج وحكومة الوفاق باعتبارها منبثقة عن هذا الإتفاق ومنه تستمد شرعيتها. فمن المنطقي أن تترك هذه الحكومة سدة الحكم خاصة وأنها لم تحظ بثقة البرلمان المقيم في مدينة طبرق شرق البلاد والذي لم يتمكن من عقد جلساته بالعاصمة طرابلس.
رغبة في الحكم
ويتبنى خليفة حفتر الرأي القائل بضرورة أن تحزم حكومة الوفاق حقائبها مع انتهاء صلاحية اتفاق الصخيرات ويسانده في ذلك طيف ليبي واسع لا يرى في حكومة السراج الطرف القادر على تنظيم الإنتخابات والذهاب بليبيا إلى بر الأمان. وقد صرح اللواء الليبي المتقاعد بذلك رغم التفاهمات الأخيرة التي حصلت بينه وبين حاكم طرابلس الجديد وآخرها الإتفاق الباريسي الذي كان طرفاه حفتر والسراج.
ويرى جل المحللين أن حفتر بدأ يعرب صراحة عن رغبته في أن ينقض على الحكم بعد أن كان يكتفي بقيادة الجيش، خاصة وأنه تمكن من السيطرة على قاعدة عسكرية قرب العاصمة طرابلس ما يعزز من قدرته على الحسم. ومن المتوقع أن يجد اللواء المتقاعد من يسانده اذا هيمن على الحكم باعتبار تعطش كثير من الليبيين لرجل قوي قادر على فرض الأمن.
تشبث بالحكم
بالمقابل يبدو السراج متشبثا بموقعه في رئاسة الحكومة متحججا بعدم وجود حكومة منتخبة لتسليمها السلطة متنصلا من موعد انتهاء اتفاق الصخيرات، متمسكا بفحوى هذا الإتفاق الذي أجمع الخبراء والمحللون على أنه ولد ميتا وغير قابل للتطبيق. و ليس أمام السراج على ما يبدو سوى التعجيل بإجراء الإنتخابات في موعدها لعله يستمد منها شرعية يفتقدها.
وفي هذا الإطار يرى صبري الثابتي الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق أن "انتهاء المدة الزمنية لاتفاق الصخيرات زاد الوضع الليبي تأزما وزاد من التنافر بين حفتر والسراج اللذين تقاربا في الأشهر الأخيرة". ويضيف محدثنا: "أننا أمام فرضيتين إما أن ينقض حفتر على الحكم ويزيح السراج وحكومته رغم صعوبة المهمة، أو الإذعان لمشيئة القوى الغربية التي يبدو أنها مواصلة في دعم حكومة الوفاق ولعل الفرضية الأخيرة هي التي تبدو أقرب للواقع، أي سيواصل السراج مهامه وستضغط البلدان الغربية على حفتر كي لا يضايق السراج إلى حين إجراء الإنتخابات".