أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018
ارشيف من :ترجمات ودراسات
ترامب يتلقّى المديح من ديمقراطيين في الكونغرس بعد فرض عقوبات على شخصيات روسية
نشر موقع "Daily Beast" تقريراً أشار فيه إلى أن مواقف أعضاء الكونغرس المنتقدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ومقاربته تجاه روسيا قد شهدت تحوّلاً الأسبوع الفائت، وذلك بعدما فرضت ادارة ترامب عقوبات جديدة على مسؤولين روس بالتنسيق مع الكونغرس.
ونقل التقرير عن السيناتور الديمقراطي “Cory Booker” قوله إن العقوبات الجديدة هي "مؤشر جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح". كما قال إن التطور هذا قد "فاجأ العديد من المشرّعين الأميركيين"، وذلك لأن ادارة ترامب ورغم هدفها المعلن باعادة بناء العلاقات الاميركية الروسية، إلا أنها قامت بفرض عقوبات على خمسة أفراد روس وشيشانيين. ولفت إلى أن من بين هؤلاء رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، أحد أبرز المقرّبين من الرئيس الروسي فلادمير بوتين.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن "مسؤولين أميركيين كباراً وافقوا الأسبوع الفائت على صفقات بيع أسلحة فتّاكة إلى أوكرانيا حيث يقاتل الجيش الاوكراني انفصاليين تدعمهم روسيا"، بحسب تعبير التقرير.
ولفت التقرير الأميركي إلى أن استراتيجية الأمن القومي التي يتبعها البيت الابيض تصف روسيا بـ"القوة الرجعية" وبـ"الخصم"، منبّهاً إلى أن التطورات هذه تتناقض مع مواقف ترامب الشخصية إزاء روسيا والتي عبّر عنها في مناسبات عديدة منذ تسلّمه مقاليد الحكم في أميركا.
التقرير المذكور، تحدّث عن أن العقوبات الجديدة التي فرضها البيت الابيض وضعت منتقديه في الكونغرس بحالة صدمة، إذ إنه حتى أعضاء الحزب الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "كالوا المديح لترامب".
ونقل التقرير عن السيناتور الديمقراطي “Ben Cardin” (و هو عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ) قوله إن "تعاوناً وثيقاً بين أعضاء لجنة العلاقات الخارجية والبيت الابيض في ما يخص مسألة العقوبات الجديدة المفروضة على روسيا". وأن "ادارة ترامب تصرفت صواب وتعاطت مع هذا الموضوع على أساس أنه من أهم الأولويات".
التقرير عينه نقل عن سيناتور ديمقراطي آخر يدعى “Chris Coons” اعتباره "الخطوة التي أقدمت عليها ادارة ترامب بفرض عقوبات على شخصيات روسية وأخرى شيشانية بأنها "خطوة هامة"، معرباً عن أمله بأن تتبعها "خطوات أقوى".
كذلك نقل التقرير عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله "اننا ملتزمون بالانخراط والتنسيق مع الكونغرس في المسائل التي تمثل بالنسبة لهم أولوية".
ترامب يتبنى السياسة الاميركية التقليدية المعادية لروسيا
هذا وكتب الباحث “Doug Bandow” مقالة نُشرت على موقع “National Interest” اعتبر فيها ان سياسة ترامب حيال روسيا تشبه الى حد كبير السياسة التي كانت ستتبعها هيلاري كلنتون في حال وصولها إلى منصب الرئاسة، مذكّراً بالقرار الأميركي بتسليح أوكرانيا ضد روسيا في النزاع الذي يدور في منطقة دونباس (Donbass).
وحذّر الكاتب من أن هذه الخطوة ستشجع موسكو على الردّ ليس فقط في أوكرانيا وانما على المصالح الاميركية في أماكن أخرى حول العالم. واستبعد ان تؤدي الأسلحة الأميركية الجديدة لأوكرانيا إلى تراجع روسيا، مشدداً على أن موضوع “Donbass” أهم بكثير بالنسبة لروسيا مما هو لأميركا. كما أشار إلى أن بوتين يتفوق بسبب المسافة الجغرافية القريبة والدعم الشعبي، ونبّه بالتالي من أن اعطاء أسلحة جديدة للجيش الأوكراني لن يؤدي سوى إلى المزيد من القتال.
كذلك حذّر الكاتب من أن تسليح كييف بالأسلحة لا سيما تلك المضادة للدبابات، يحمل معه خطر تحويل نزاع “Donbass” من نزاع "بارد" الى نزاع "ساخن". وأضاف أن "قيام واشنطن بتزويد كييف بأسلحة فتاكة قد يؤدي إلى انقسامات بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية التي تعارض تصعيد المواجهة مع روسيا، وخاصة على خلفية ملف اوكرانيا، محذّراً من أن واشنطن قد تجد نفسها وحدها في حال جاء رد فعلها تصعيديا.
الكاتب أشار كذلك إلى أنه وعلى الرغم من كلام الجنرالات الأميركيين بأن الأسلحة التي سيتم إرسالها هي ضرورية من أجل "الحماية الذاتية"، فإن الأسلحة المضادة للآليات المدرعة والدبابات لا تستخدم فقط من أجل الدفاع، بل وفي الهجوم أيضاً.
كما حذر الكاتب من أن روسيا يمكنها أن تُصعّد ضد أميركا في ملفات مثل أفغانستان وكوبا ومصر وايران وكوريا الشمالية وسوريا وفنزويلا. إذ يمكن لموسكو على سبيل المثال ان ترفض فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وحتى يمكن أن تقدم لها منظومة دفاع جوية متطوّرة من طراز “S-400”.
وفي الختام رأى الكاتب أنه لا وجود لخلافات ونزاعات جوهرية بين واشنطن وموسكو حيال مصالح البلدين الحيوية، وخاصة في أوكرانيا.