ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: تدهور في سمعة أميركا عالمياً

الصفحة الأجنبية: تدهور في سمعة أميركا عالمياً

علي رزق

حذّر سفير أميركي سابق من أنّ" سمعة بلاده على صعيد العالم في حالة تدهور، مستشهداً بإحصائيات جديدة صادرة عن مراكز ابحاث شهيرة".

كما ونبه مسؤولون أميركيون سابقون من أن الولايات المتحدة ستضطر قريباً الى التوقف عن تبني مقاربات غامضة حيال قضايا منطقة الشرق الاوسط، كما حذروا من أن أداء ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسرع هذه العملية وتزيد كذلك من المخاطر.
 

وفي موضوع آخر، سلط صحفيون الضوء على التوتر السائد بين الولايات المتحدة وباكستان، وذلك على خلفية اتهام المسؤولين الاميركيين اسلامباد بالتقصير في "محاربة الارهاب". 

سمعة اميركا تتدهور عالمياً

حذر الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف “Thomas Pickering” من تدهور سمعة اميركا على الصعيد العالمي.
ونبه “Pickering” -الذي عمل سفير الولايات المتحدة لدى كل من روسيا والكيان الصهيوني والامم المتحد من تدهور سمعة اميركا عند العديد من الشعوب في دول مختلفة.

وخلال مقابلة مع محطة "CNN"، قال "Pickering" "إن واشنطن بغنى عن مثل هذه التطورات في اطار قدرتها على "قيادة المجتمع الدولي"، بحسب تعبيره.

واستشهد "Pickering" بدراسة صدرت عن مركز "Pew" للابحاث، والتي كشفت بان المواقف تجاه الولايات المتحدة اخذت منحى سلبيا "دراماتيكيا"، وخاصة في اوروبا الغربية واميركا اللاتينية، اذ بيّنت هذه الدراسة بأن معدل التأييد لأميركا هو 49 بالمئة، مقابل 64 بالمئة في الاعوام الاخيرة من حقبة الرئيس السابق باراك اوباما.

كذلك حذر "Pickering" من أنّ التوتر في شبه الجزيرة الكورية قد يؤدي الى النزاع المسلح أو الفوضى، وأشار في الوقت نفسه الى ان دولا مثل الصين وروسيا لا تريد هذه السيناريوهات، كما اعتبر ان سيناريو الحرب الاميركية على كوريا الشمالية قد يتحقق، حيث قال ان "طبول الحرب تدق" في واشنطن.

واشنطن ستضطر قريباً الى التوقف عن سياسة الغموض حيال بعض ملفات الشرق الاوسط

كتب الباحث "Joshua Geltzer" مقالة نشرتها مجلة "The Atlantic" أشار فيها الى ان واشنطن مارست "الغموض الاستراتيجي" المتعمد في مواجهة التحديات الاقليمية، لكنه نبه من ان استمرار ذلك سيكون صعبا.

وأوضح الكاتب أنّ" النقاط الغامضة في السياسة الخارجية الأميركية لا يمكن أن تستمر، وبأن الولايات المتحدة قد تضطر الى أن تخيب آمال البعض الذي اعتقد أن بإمكانه الاعتماد عليها، والى الاستعداد كذلك للمواجهة مع اطراف أخرى حاولت واشنطن ان تؤجل النزاع معها".

الكاتب - الذي عمل مدير مكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي الاميركي بين عامي 2015 و2017 – لفت الى أن من بين النقاط الغامضة في السياسة الاميركية هي المقاربة تجاه الاكراد في سوريا"، ونبه الى ان واشنطن تبنت موقفا غامضا حيال رغبة اكراد سوريا بنيل شكل من اشكال الحكم الذاتي، وذلك كي تضمن بقاء الاكراد كشريك اساس في محاربة "داعش" وتضمن استمرار تركيا بلعب دور البلد المضيف للعمليات ضد "داعش" انطلاقاً من قاعدة انجرليك، الا أنه اشار الى ان واشنطن وبعد طرد "داعش" من الرقة وفي ظل قيام الجيش السوري بتعزيز سيطرته على الاراضي السورية، انما ستضطر قريباً الى ان تبين الى اي حد ستذهب في دعم الاكراد السوريين".

كذلك تطرّق الكاتب الى إيران، وقال "إنّ واشنطن تبنت مقاربة غامضة أيضاً حيال دور ايران في محاربة "داعش" في سوريا وقبلت بأن عدو العدو قد يكون صديقا (بحسب تعبير الكاتب)، وهنا ايضاً قال الكاتب "ان الوقت ينفذ"، واشار الى أن قوى عسكرية مختلفة تتصادم في سوريا، وبالتالي خلص الى أنّ موضوع كيفية التعاطي مع ايران في سوريا يبدو انه "تخطى مرحلة الغموض".

كما تابع الكاتب بأن "واشنطن تبنت مقاربة الغموض ايضاً حيال دور الرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سوريا"، ونبه الى أن نافذة الغموض في هذا المجال تضيق ايضاً في ظل التطورات التي تشهدها سوريا مثل تراجع "داعش".

وقال الكاتب ان "سوء التنسيق في واشنطن" (في عهد ترامب)،وكذلك "المقاربات الايديولوجية" في السياسة الخارجية قد تسرع من عملية زوال الغموض وقد تزيد الامور خطورة حتى، وضرب مثلا بهذا السياق دعوة وزير الخارجية الاميركي “Rex Tillerson” لتفكيك وحدات "الحشد الشعبي" في العراق، حيث قال "إنّ هذه الدعوة أدت الى تفاقم الخلاف الذي كان سائدا اصلاً بين بغداد واكراد العراق".

كذلك نبه الكاتب الى فقدان ما هو مطلوب لتخطي التحديات في ظل الفوضى العارمة بإدارة ترامب وما وصفه بحالة الضعف لدى وزارة الخارجية الاميركية.

توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان

كتبت "Caroline Huck" مقالة نشرت على موقع "Defense One" أشارت فيها الى ان القادة الاميركيين يركزون اهتمامهم مجدداً على افغانستان مع تولي ترامب الحكم، حيث قامت واشنطن بإرسال المزيد من الجنود والموارد الى افغانستان، وتقوم في الوقت نفسه بتكثيف الضغوط على باكستان كي تلعب الاخيرة دوراً أكبر في محاربة الارهاب، (بحسب تعبير المسؤولين الاميركيين).

غير أن الكاتبة لفتت الى أن القادة الباكستانيين لا يستجيبون كما تريد واشنطن، وأشارت بهذا السياق الى أن مجلس الشيوخ الباكستاني قام الاسبوع الفائت بتمرير قرار يوصي الحكومة بالمطالبة بالتعويض عن الخسائر البشرية والمادية في باكستان نتيجة الضربات التي شنتها الطائرات المسيرة الاميركية.

وبينما أشارت الى أن" القرار هذا لا يمكن أن يلزم الولايات المتحدة بدفع هذا التعويض، نبهت في الوقت نفسه الى انه يأتي ضمن سلسلة من الخطوات التي اقدم عليها مسؤولون باكستانيون سياسيون وعسكريون خلال الاسابيع الاخيرة، وذلك في سياق الرد على الضغوط الاميركية.

هذا ولفتت الكاتبة أيضاً الى أنّ وزير الخارجية الباكستاني "خواجه آصف" وخلال زيارته الى واشنطن بشهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي، قد صرح بأن المسؤولين في ادارة ترامب قد تسببوا بخلق انعدام الثقة مع اسلامباد، وبانه يجب اعطاء المزيد من الحق لباكستان في اطار محاربة الارهاب.

كذلك تابعت الكاتبة بأن" قائد القوات الجوية الباكستانية "سهيل عمان" قد هدد قبل اسابيع بإسقاط اي طائرة مسيرة أميركية تتواجد في الاجواء الباكستانية، وأضافت بأن المسؤولين الباكستانيين وبحسب التقارير قد رفضوا طلب وزير الحرب الاميركي “James Mattis” بالقيام "بالمزيد" في اطار محاربة الارهاب، وذلك خلال زيارة قام بها “Mattis” الى باكستان في وقت سابق من هذا الشهر.

ولفتت الى أن الرفض الباكستاني هذا جاء بعد اسابيع فقط من قيام السلطات الباكستانية بإطلاق سراح احد الاشخاص الموضوعين على لائحة الارهاب الاميركية، وذلك بعد ما كانت وضعته تحت الاقامة الجبرية.

2017-12-28