ارشيف من :آراء وتحليلات

تسجيل صوتي لقائد جيش اليرموك في الجنوب السوري يكشف أسرار ’غرفة الموك’

تسجيل صوتي لقائد جيش اليرموك في الجنوب السوري يكشف أسرار ’غرفة الموك’

باريس- نضال حمادة
حصل موقع العهد الإخباري على تسجيل صوتي للمدعو بشار الزعبي قائد جيش اليرموك أكبر فصيل منضوٍ تحت لواء الجيش الحر في الجنوب السوري يتحدث فيه عن العلاقة المستجدة بين "غرفة الموك" في الأردن والفصائل المسلحة في الجنوب السوري.

يقول الزعبي إن "وقف الدعم أتى من الأمريكيين لأن الجميع يعمل بإرادة الأمريكيين وهناك بعض الدول تقدم الدعم بمجالات ثانية غير عسكرية، أما الدعم العسكري فلا يقدم بدون موافقة امريكا". ويضيف الزعبي في التسجيل الصوتي الحصري الذي حصل عليه "موقع العهد" وبلهجة منكسرة ومهزومة أن "هناك اتفاقا روسيا أمريكيا بهذا الشأن وان الالتزامات تطبق فورا على الفصائل المسلحة بينما روسيا وإيران تستمران بدعم النظام السوري" حسب قوله. وقال أن "هذا الأمر معقّد" وتمنى أن "يأتي برنامج دعم جديد للمعارضة عوضاً عن "الموك""، مضيفا أن "هناك وعداً من الدول بدعم المسلحين في حال فشل المفاوضات السياسية".


الزعبي قال في رد على سؤال لأحد المحاورين له أن "تحميل "الموك" مسؤولية المشاكل في درعا وفي سوريا، امر غير صحيح"، كاشفاً عن "تقديم غرفة الموك السلاح والذخائر والمال والغذاء للمسلحين منذ العام 2012"، وتساءل عن "سبب التدهور الحاصل في الدعم قائلا انه يعرف "الموك" وقد دخلها سابقا لكنه لم يعد يدخلها منذ سنتين".

أضاف: "نحن كنا في البداية خمسة فصائل ثم أصبحنا سبعة ثم خمسين فصيلاً، و"الموك" شجع على هذا الأمر"، لافتاً الى "أن هذا الأمر أصبح مصدر رزق وأصبح كل شخص يشكل لواء ليحصل على الدعم، وأنتم رأيتم كيف اصبحنا خمسين تشكيلا مسلحا في الجنوب، يستلم دعما من الموك الذي قدم الكثير من المال والغذاء والسلاح".

وأوضح الزعبي في مداخلته: "أنتم تعرفون أنه بين 2014 و2017 أصبحت الغنائم لا تكفي وبالتالي أصبح الدعم الذي يأتي يباع مع الغنائم".

كلام بشار الزعبي هذا يعبر عن حالة إحباط كبيرة تعانيها الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، بعد الاتفاقات الروسية الأمريكية التي عقدت في الأردن، وظهرت مفاعيل هذا الأمر عبر تصريحات نسبت لمسؤول أردني قال فيها ان بلاده تريد تحسين العلاقات مع سوريا، وتبع هذا التصريح زيارة قام بها السفير الإيراني لمبنى مجلس النواب الأردني وهذا الأمر لا يتم من دون موافقة مباشرة من الملك، ما يظهر بوضوح اتجاها أردنيا رسميا لتحسين العلاقات مع سوريا وحليفها الإقليمي الكبير إيران، كون العلاقات الأردنية الروسية ممتازة وقد اعتاد ملك الأردن عبد الله الثاني على زيارة موسكو عدة مرات في السنة منذ العام 2013، وتجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقة شخصية جيدة.

في الميدان لا شك ان توقف دعم "الموك" عن مسلحي الجنوب السوري سوف يسرع في انفراط عقدهم بسبب الطابع الريعي والنفعي الذي تعيشه الفصائل المسلحة والتحاق الكثير من الشباب بصفوفها طمعا بالمعاش الشهري الذي يصل الى خمسمائة دولار أمريكي، بينما أصبح الكثير من قادة الفصائل والكتائب المسلحة في عداد الأثرياء بفعل الأموال التي تلقوها من غرفة الموك، وبفعل السرقات والتعدي على اموال الناس، أو كما ذكر الزعبي في تسجيله الصوتي أن "هناك من يبيع الغذاء والسلاح والذخائر"، وبالتالي فإن جفاف المخصصات المالية سوف يجعل الكثير من المسلحين يتركون فصائلها للبحث عن طريق عيش أخرى لكسب قوتهم اليومي، وهذا ما سوف يقضي كلياً على غالبية الفصائل والمجموعات المسلحة.

و"غرفة الموك" هي غرفة عمليات دولية مشتركة، اشتهرت بهذا الاسم، وتترأسها الولايات المتحدة الاميركية مع مجموعة من الدول كبريطانيا وفرنسا ودول عربية ابرزها السعودية والأردن والإمارات وقطر، فضلا عن تواجد ضباط إسرائيليين في الغرفة، وتقدم "الموك" الدعم لكتائب الجيش الحر، ويشمل الدعم غالبية متطلبات أي تشكيل عسكري من الدعم بالسلاح، كتزويد الكتائب بصواريخ التاو الأميركية المضادة للدروع، إضافة إلى الدعم بالذخائر من طلقات الرشاشات الثقيلة وصولا إلى قذائف الهاون والدبابات، ولا يقتصر الدعم عند هذا الحد لـ "الجيش الحر" بل تلتزم غرفة العمليات بتزويد كتائب المعارضة بالرواتب الشهرية للمقاتلين وكذلك تقدم سلالا غذائية في شكل دوري، ويوجد في الشمال السوري بتركيا غرفة عمليات دولية مشتركة يطلق عليها الموم وهي مماثلة للموك في الجنوب السوري".

2017-12-28