ارشيف من :أخبار لبنانية
بلدية طرابلس: هل يقال الرئيس في ظل الفشل البلدي ؟
محمد ملص
لم يكتب لطرابلس، منذ أكثر من عشر سنوات، ان تنعم بالخدمات الإنمائية التي يجب ان توفرها ثاني أكبر بلدية في لبنان، وها هي البلدية الحالية تسير على خطوات المجلس البلدي السابق ، فالعراقيل السياسية والحسابات الانتخابية ، هي المسيطرة والفشل البلدي سيد الموقف .
تعتبر بلدية طرابلس، ثاني أكبر البلديات في لبنان بعد بيروت، وهي تنعم بمخصصات مالية وخدماتية كبيرة، وتتوافر الكثير من الأموال في صندوقها البلدي، الا انها مكبلة الأيدي والأذرع، ولم تستطيع حتى اليوم، وبالرغم من مرور سنتين، أن تقدم ولو شيئاً يسيراً يريح المدينة من مشاكلها، حتى بات لسان الطرابلسيين ينعي " كل مجلس بلدي" بالقول: منذ أسنوات كثيرة لم يصل مجلس بلدي كفوء ويليق بطرابلس ".
تعيش اليوم بلدية طرابلس حالة من الشلل التام، شلل يصيب كل محاور الانماء والعمل البلدي، ولولا أن البلدية غير متعاقدة مع شركة خاصة " لافاجيت " لجمع النفايات من مناطق طرابلس، لكادت المدينة تغرق في نفاياتها، بسبب عجز المجلس البلدي وفشله في اتخاذ أدنى القرارات الادارية. وهو أمر بات معلوماً لدى كل الطرابلسيين دون استثناء، إذ أن المجلس البلدي، غير متجانس بطبعه، بالرغم من ان ثلثي المجلس هم من لائحة واحدة، والمدعومة من الوزير السابق أشرف ريفي، فيما الثلث الاخر تابع للرئيس نجيب ميقاتي.
خطة اقالة قمر الدين ...
أمام هذا الواقع الأليم الذي تعيشه بلدية طرابلس، تسري معلومات داخل الأروقة السياسية ، أن لدى ريفي نية بسحب ثقته من المجلس الحالي ورغبته بتأسيس بلدية ظل ؛ وبحسب أحد أعضاء المجلس البلدي الذي كشف "للعهد" :"أن ريفي وضع خطة تقضي بإقناع رئيس البلدية الحالي أحمد قمر الدين بالتنحي عن منصبه ، ويتولى المفاوضات معه شقيقه وليد قمر الدين للحفاظ على ما بقي من اسم العائلة وحفاظا على مستقبله السياسي، واعداً اياه ان يكون مرشحاً على لائحة الريفي في الانتخابات النيابية".
من جهتها، تشير مصادر مقربة من الوزير السابق اشرف ريفي، الى ان اجتماع ، عقد في الأيام الأخيرة لعدد من أعضاء المجلس البلدي ، واتفق على تسمية عضو البلدي "المهندس خالد الولي" لمنصب الرئيس ، والاخير يحظى بقبول لدى الرئيس ميقاتي وعلى تنسيق دائم مع الريفي ومع معاونيه، وهو مقرب من المجتمع المدني ، وبحسب ريفي: " أن الولي، هو خير بديل لقمر الدين كونه اكتسب خبرة بلدية وهو حاليا نائب الرئيس وينوب عن الرئيس في معظم الاجتماعات ويسير امور البلدية بنجاح خلال رحلات قمر الدين المتكررة والمتتالية الى الخارج ". وتتابع المعلومات، ان ريفي اقترح اسم الدكتور باسم بخاش كنائب للرئيس.
الا أن مقربون من ريفي، نصحوه في عدم تكرار التجربة البلدية السابقة التي كانت تحت رعاية المستقبل، وأدت الى إستبدال الرئيس السابق نادر غزال . وهو ما سيعيد البلدية الى نقطة الصفر، ولن يكون بمقدورها ان تعقد ولو اجتماع، كون قمر الدين سيحاول تأمين الثلث المعطل للمجلس بالتعاون مع الأعضاء االتابعين للرئيس ميقاتي.
في المقلب نفسه، يشهد الشارع الطرابلسي حالة من الغضب والفورة ضد البلدية ومن خلفها الوزير ريفي، أذ ان الأخطاء التي يرتكبها الرئيس الحالي قمر الدين، تكثر وتتزايد يوماً بعد يوم، ناهيك ان حضوره الحالي في البلدية كان ولا يزال شبه مغيب وصوري ، ويتهمه بعض اعضاء المجلس :"أنه غير قادر على إتخاذ قرارات صارمة ".
ويوم امس وزع في طرابلس بيان ضد ريفي، جرى تداوله بكثرة في المدينة، ومما جاء فيه :" معالي الوزير، مرشحيك اثبتوا فشلهما خلال الفترة المنصرمة وبرهنوا عن عدم مصداقية ، وكان لا بد ان نلفت نظركم الكريم الى ان المجلس البلدي الحالي يضم كفاءات واشخاص مشهود لهم بمصداقيتهم من اطباء ورجال اعمال وغيرهم ، سعادة اللواء، اسأتم الاختيار في المرة الاولى ، لكن نرجو عدم استبدال الخطأ بكارثة أكبر".