ارشيف من :أخبار العدو

’معاريف’: قراءة ’اسرائيلية’ جديدة للوضع في غزة

’معاريف’: قراءة ’اسرائيلية’ جديدة للوضع في غزة

استدعى الدعم الايراني المتصاعد للمقاومة الفلسطينية سيما في قطاع غزّة، قراءة اسرائيلية جديدة للوضع في القطاع. ويسلّط مقال نشر في صحيفة "معاريف" الصهيونية الضوء على هذا الواقع، حيث يشير الى بيان الناطق بإسم جيش العدو الصادر بعد القصف الأخير في غزة، رداً على إطلاق قذائف هاون مساء السبت، ويشير إلى تغيير في نظرية كيان العدو للوضع الإستراتيجي في القطاع "هذه المرة، هي إيران التي تحاول إدارة قطاع غزة نحو مواجهة مع "إسرائيل"".

وجاء في نص المقال:

"حتى الفترة الأخيرة كانت بالأساس التنظيمات السلفية، المعارضة لحماس، تعمل على تسخين المنطقة. الآن هذا وقت إيران. وماذا حيال إسرائيل؟ منذ إنتهاء عملية الجرف الصامد في العام 2015، في كل الأحداث تقريباً، كانت تتخلص بيانات المتحدث بإسم الجيش بعد هجوم في قطاع غزة رداً على إطلاق الصواريخ، بشكل عام بعمل بسيط عبارة عن "نسخ ولصق": "في الجيش الإسرائيلي ينظرون بخطورة إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل. حماس هي المسؤولة الحصرية عما يحصل في القطاع".

هذه المعادلة تثير الكثير من الأسئلة: هل لم يكن من الصواب بعد عملية الجرف الصامد إعادة تصفير معادلة الرد، والرد على كل إطلاق نار من القطاع بشدة أكثر؟
وخلافاً لذلك، في حال عملت حماس ضد هذه التنظيمات، لماذا تتحمل النتائج بشكل حصري؟ لماذا لم تتم حتى الآن مهاجمة أهداف لهذه التنظيمات المارقة، التي ربحت حتى الآن كل الرصيد؟. هل كانت تعمل رداً على إحباط مركّز إسرائيلي لقيادة هذه التنظيمات؟ ولماذا لم تعمل إسرائيل ضدهم، مسألة سياسات أو مشكلة إستخبارات؟
أمام كل هذه الأسئلة التي تستلزم أجوبة، لا يمكن تجاهل إختبار النتيجة: السنوات الثلاث الأخيرة كانت الأهدأ في قطاع غزة منذ الإنفصال في العام 2005. الحكومة، الجيش الإسرائيلي والشاباك ملائمين لهذه الضمانة. واضح أن لدى الإيرانيين سياسات وهي تترجم بالمال، الكثير من المال، طالما أن التنظيمات الإرهابية في غزة توفِّر البضاعة. المعادلة التي إرتكزت عليها إسرائيل في السنوات الأخيرة، أي ضرب حماس لكي يستهدف السلفيين وتنظيمات متطرفة أخرى ويوقف إطلاق النار- من الممكن أن تفشل، عندما يكون الجهاد الإسلامي داخل اللعبة. حماس المعزولة لا ترغب ولا يمكنها، كل الأجوبة صحيحة، إيقاف الجهاد، الحليف المفضل لإيران في القطاع.

لا عجب أنه في واقع كهذا حماس تفكر حماس، ولو شكلياً، عن مسؤولية السلطة في غزة. في وضع المسائل الحالية قد يتطور وضع مقلق، فيه سيكون المفتاح للتصعيدات في القطاع  بإطلاق نار القيادة الإيرانية، وهي التي ستشغِّل الجهاد الإسلامي بشكل مباشر. من المشكوك فيه أن تقوم حماس بتعريض الحلف المتشكل مع إيران للخطر وأن تمنع بالقوة عناصر الجهاد عن إطلاق الصواريخ على "إسرائيل".

المؤسسة الأمنية ستضطر إلى ملائمة سياسات جديدة مع قطاع غزة، وليس فقط في صفحة الرسائل. مع عدم وجود قناة سياسية في الأفق وإلى جانب مواصلة المسعى المدني المهم مع قطاع غزة، "إسرائيل"، التي تعتقد أن ردود سلاح الجو تحافظ على الردع، ستطلب الرد بصرامة ضد كل من ينفذ الإرهاب، وليس فقط ضد حماس، في محاولة لمنع مواجهة واسعة في غزة في العام المقبل".

2018-01-01