ارشيف من :آراء وتحليلات
زيارة أردوغان الى تونس.. مستفزة
خلفت زيارة أردوغان الأخيرة إلى تونس جدلا واسعا بسبب استفزازات الرئيس التركي من جهة وردود فعل التونسيين شعبا وسلطة على هذه الإاستفزازات من جهة أخرى. فقد أمعن أردوغان في إتيان افعال غريبة فاجأت جل الخبراء والمتابعين والمهتمين بالشأن العام في أرض الخضراء.
ففي البداية رفع الرئيس التركي يده قرب مدخل قصر قرطاج ملوحا بإشارة "رابعة" الأمر الذي أزعج الكثيرين باعتبار أن تونس حسمت أمرها بعد 2014 بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. حيث زار الباجي قائد السبسي مصر وردد مقولة أن "أهل مكة أدرى بشعابها"، منتقدا ضمنيا تدخل سلفه المرزوقي في الشؤون المصرية بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي، منهياً الأزمة التي نشأت بين البلدين بعد انتقاد المرزوقي لعبد الفتاح السيسي من أعلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
رفض تونسي
ولعل ما دفع الرئيس التركي إلى اختصار زيارته هو رفض التونسيين لجلوسه في البرلمان مكان رئيس المجلس محمد الناصر، وهو ما كان أردوغان قد طالب به. حيث يبدو وأن القادم من أنقرة يرغب في أن يعامل كخليفة عثماني تدين له سائر بلدان العالم الإسلامي بالولاء، وفوجئ بهذا السلوك التونسي الذي يبدو وأنه لم يعتده في زيارته للسودان وتشاد التي سبقت هذه الزيارة.
وتداولت بعض وسائل الإعلام ما مفاده أن أردوغان عبر عن رغبته في دعم حكومة تونسية قادمة منتخبة من الشعب، إذ يبدو وأن هذه الحكومة لم ترق له في تعاملها معه وأنه عاقد العزم على العمل على إيصال حكومة أخرى موالية له. ويبدو أنه نسي أو تناسى أن في تونس حكومة منتخبة في اقتراع شهد العالم بنزاهته واعترف الفائزون كما الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز بحسن سير العملية الانتخابية في 2014.
مراجعة الاتفاقيات
ولعل ما أغضب أردوغان على ما يبدو هو إصرار الجانب التونسي على مراجعة الاتفاقيات التجارية السابقة المبرمة بين الجانبين والتي تسببت في حصول عجز في الميزان التجاري التونسي. حيث يبدو أن الترويكا التونسية الحاكمة السابقة وفي محاباة منها لحلفائها الأتراك أمعنت في الاستجابة للطرف التركي من خلال استيراد بضائع تركية لا تحتاجها السوق التونسية استنزفت جزء من مخزون البلاد من العملة الصعبة وأضرت بالبلاد.
ويبدو أيضا أن مناوشات حصلت أثناء الزيارة بين الحرس الرئاسي التونسي والحرس المرافق لأردوغان، حيث رفض الحرس التونسي دخول مرافقي أردوغان إلى بعض الأماكن في قصر قرطاج باعتبار وأن حراسة الشخصيات الرسمية التي تزور تونس هي من مشمولات الأمن الرئاسي التونسي الذي يمارس سيادته على أراضيه. كما أن تصريحات أردوغان بشأن سوريا والتي أطلقها من تونس ودعا فيها إلى إزاحة الرئيس الأسد أغضبت أطيافا واسعة من جماهير الشعب التونسي وقواه الحية.
وتجدر الإشارة إلى ان أردوغان ولدى وصوله إلى مطار قرطاج الدولي لم يجد في استقباله لا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ولا رئيس الحكومة يوسف الشاهد.