ارشيف من :أخبار عالمية
هآرتس: إيران قد ترد بحرب استنزاف ضد إسرائيل تستمر لسنوات
تناول المعلق السياسي في صحيفة هآرتس (28/8/2009) الوف بن، خيار مهاجمة إسرائيل للبرنامج النووي الايراني واكد على ان الدولة العبرية تحتاج إلى دعم اميركي بسبب موازين القوى الشاملة بين الطرفين: فايران اكبر من إسرائيل بـ 80 ضعفا من حيث المساحة و 9 اضعاف من حيث عدد السكان. واوضح بن ان البحث الاسرائيلي في مسألة الحرب مع ايران يتركز على المسألة التكتيكية: هل يمكن لسلاح الجو ان يضرب المنشآت الايرانية ويلحق بها ضررا يوقف البرنامج النووي ام سيعرقله لعدة سنوات. ويفترضون في إسرائيل بأن ايران سترد بصواريخ شهاب على تل أبيب وديمونا وبتفعيل صواريخ حزب الله من لبنان، ويسألون ما اذا كان تلقي هذه الضربات هو ثمن مناسب لازالة الخطر النووي.
ويعتبر بن ان هذه النظرة "جزئية وقصيرة المدى للمشكلة" خاصة ان الخطط العسكرية تركز على المهمة الفورية وتميل الى طمس آثارها البعيدة. ويستشهد في هذا المجال بتجارب تاريخية وكيف ان المخططين العسكريين لكل الاطراف المتقاتلة في اوروبا افترضوا قبل الحرب العالمية الاولى، ان الحرب ستنتهي في غضون 3 او 4 اشهر في اقصى الاحوال. وتجاهلت خططهم امكانية حرب استنزاف دامية تستمر لسنوات في ظل غياب حسم سريع. وبالتأكيد لم يتصوروا حربا عالمية مع عشرات ملايين القتلى وخريطة جديدة لاوروبا. ويذكر بشيء مشابه حصل مع الجيش الاسرائيلي (رغم الفارق بين المثلين) في العام 2006، عندما استعد الجيش لعملية عسكرية تستمر لبضعة ايام وليس حربا تستمر خمسة اسابيع مع حزب الله.
ويؤكد بن ان مثل هذا الخطر يكمن لاسرائيل اذا ما خرجت في حرب ضد ايران. ويلفت انه من السهل أن يغرى المرء بنصر لامع في عملية استعراضية جوية تستهدف المنشآت النووية الايرانية؛ ولكنه يحذر من ان المشاكل تبدأ بعد أن "تعود الطائرات الى قواعدها بسلام". ويذكر بأن اليابان ضربت امريكا في برل هاربر، خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن موازين القوى كانت في غير صالحها، عندما ضربتها بقنبلتين ذريتين.
واكد بن على ان "ايران تضع امام اسرائيل معضلة عصيبة: اذا لم تفعل شيئا، ستضطر الى أن تعيش في ظل القنبلة النووية لاحمدي نجاد وربما لحكام آخرين في المحيط. ولكن اذا ما شنت الحرب ضد ايران، فان اسرائيل ستعرض نفسها لخطر المواجهة لسنوات، حتى لو انتصرت فيها بالنقاط فان ثمنها سيكون اثقل من أن يحتمل". ونتيجة لذلك يعتبر بن ان إسرائيل تحتاج إلى دعم اميركي لتعويض تخلفها في موازين القوى الشاملة في مقابل ايران، والى دعمها العسكري في تزويدها بالسلاح والمعلومات الاستخبارية ومظلة الردع، اضف إلى الدعم السياسي في مجلس الامن حيال العرب والأوروبيين إلى جانب الدعم الاقتصادي.
ويلفت بن إلى أن العقوبات الاقتصادية التي تخطط لها إدارة اوباما ضد الاقتصاد الإيراني قد لا توقف أجهزة الطرد المركزي فورا... ولكن إذا ما فرضوا العقوبات بجدية فإنها ستثقل على قدرة إيران إدارة حرب طويلة ضد إسرائيل (او الولايات المتحدة، او كلتيهما). وربما حتى تردع الايرانيين من التفكير بحرب استنزاف واستحضر في هذا المجال تجربة الحرب الايرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات.