ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: الرئيس الأسد وحلفاؤه انتصروا في سوريا
شدّد باحثون غربيون على أن الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه انتصروا في الحرب السورية، وعلى أن الأسد هو "الحجر الأساس" في نظام السلطة في سوريا.
هذا وقد وجه مستشار الامن القومي الاميركي "H.R McMaster" تهديدات الى روسيا بسبب دعمها لإيران، كما دعا المجتمع الدولي الى "مواجهة سلوك ايران".
وفي الوقت نفسه، اعتبر باحثون أميركيون أنه" حان الوقت ليتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع مستشاريه وينزع القيود المفروضة عليه، ويباشر بتنفيذ السياسات التي سبق وأعلن عنها، مثل السعي لتحسين العلاقات مع روسيا.
مستشار الأمن القومي الأميركي يصعّد ضد روسيا
هدّد مستشار الأمن القومي الأميركي "H.R McMaster" روسيا بدفع "ثمن باهظ" بسبب دعمها لإيران و"لرؤية طهران للشرق الاوسط"، بحسب تعبير المسؤول الاميركي.
وفي مقابلة مع اذاعة "Voice of America"، دعا "McMaster" المجتمع الدولي الى مواجهة ما أسماه" سلوك إيران"، كما قال انه وبينما يجب ان يكون هناك تطابق في المصالح بين اميركا وروسيا في ملفات مثل ايران وكوريا الشمالية، الا ان ذلك ليس موجوداً، وأضاف بأن" روسيا تعمل ضد مصالحها من أجل اغضاب الولايات المتحدة والغرب ودول اوروبية، على حد قوله.
وبينما لم يحدد “McMaster” العواقب التي ستواجهها روسيا، شدد على ضرورة أن تعرف كل الدول وخاصة الدول العربية، "ما الذي تقوم به روسيا"، كما تابع بأن روسيا يجب أن تدفع الثمن بسمعتها ومكانتها في المنطقة وبسبب ما تقوم به من تمكين لإيران وأنشطتها المدمرة، حسب زعم مستشار الامن القومي الاميركي، كذلك قال "ان روسيا يجب "ان لا تقدم غطاء ودعما لإيران" على صعيد المنطقة.
هذا وأكد "McMaster" على ضرورة مواجهة ما أسماه "سلوك موسكو المزعزع للاستقرار"، وعلى ضرورة "كشف ما تقوم به روسيا".
على ترامب البدء بتنفيذ سياسته التي سبق وأعلن عنها مثل التقارب مع روسيا
كتب الباحث "Doug Bandow" مقالة نشرت على موقع “National Interest” أشار فيها الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أحاط نفسه بمستشارين قاموا بكبت مواقفه وآرائه، والى أنه من الواضح بأن وثيقة استراتيجية الأمن القومي كتبها شخص غير ترامب اذ انها تتضمن نقاطا تتناقض ومواقف الرئيس الاميركي التي اعلن عنها سابقاً.
وقال الكاتب "إنه ومع حلول العام الجديد، أصبح لدى ترامب فرصة لنزع القيود التي فرضت عليه من قبل "المؤسسة" في أميركا ودفع مقاربته قدماً، وطرح الكاتب في هذا السياق أن يباشر ترامب بفتح قنوات تواصل مع قيادة كوريا الشمالية، وذلك بغية تجنب حرب "كارثية".
أما حول سوريا، فشدّد الكاتب على ضرورة أن تنأى واشنطن بنفسها، وعلى أن الحرب السورية لم تكن تستدعي تدخلا اميركيا ولم تشكل تهديدا أمنيا للولايات المتحدة.
وبالنسبة لملف الحرب على اليمن، قال الكاتب "ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد بيّن "عدم كفاءة" الجيش السعودي وشوّه سمعة بلاده اكثر فاكثر في الخارج.
وبينما اعتبر انه سيكون من الصعب للرياض ان تنسحب، شدد في الوقت نفسه على ان واشنطن يجب ان تترك ابن سلمان ليتعامل مع المشكلة لوحده، كما دعا الكاتب الادارة الاميركية الى وقف تقديم المساعدة للسعودية وحلفائها في اليمن، مثل إعادة تزويد الطائرات بالوقود وبيع السلاح الذي يستخدم "لقتل المدنيين اليمنيين"، بحسب تعبير الكاتب نفسه.
وعقب ذلك، شدد الكاتب على أن اليمن هي "حرب السعودية" (وليست حرب اميركا).
كذلك دعا الكاتب ترامب الى العمل على تحسين العلاقات مع روسيا، معتبراً ان التوتر في العلاقات بينهما ينبع من ملف اوكرانيا، واضاف بأن ايدي الغرب "ملطخة"، مشيراً الى ان الغرب قام بتوسيع حلف "الناتو" الى الحدود الروسية بعد ما تعهد بعدم القيام بذلك.
كما لفت الى ان الغرب قام بتفكيك "حليف موسكو الصربي التاريخي"، وخطط لإدخال جورجيا واوكرانيا الى "الناتو" واستخدم الاتحاد الاوروبي من اجل ابعاد كييف عن روسيا اقتصادياً، علاوة على دعم انقلاب ضد رئيس أوكراني منتخب.
الكاتب شدد على ان اوكرانيا وبينما تتواجد في محيط مضطرب، الا انها لا تشكل اهمية بالنسبة لأمن أميركا.
وقال في هذا الاطار "ان التحالفات يجب ان تستخدم لتوفير الامن للولايات المتحدة وليس على أساس تقديم مساعدات خيرية"، مضيفاً "إن واشنطن يجب أن تقترح تسوية في اوكرانيا وتتخلى عن خطط تقديم المساعدات العسكرية لكييف".
كما أكد ضرورة أن يتعهد حلف "الناتو" بعدم ضم جورجيا واوكرانيا، وضرورة أن يرفع الغرب العقوبات المفروضة على موسكو عندما توقف روسيا دعمها للانفصاليين الاوكرانيين، بحسب تعبيره، وشدد على ان استمرار ما اسماه حربا باردة جديدة ليس من مصلحة واشنطن او موسكو.
الرئيس الاسد وحلفاؤه انتصروا في سوريا
كتب الباحث الفرنسي “Fabrice Balanche” مقالة نشرت على موقع “Syria Deeply” اعتبر فيها ان عام 2018 وبينما قد لا يكون عام سلام في سوريا، الا انه قد يكون العام الاخير للنزاع في هذا البلد.
و رأى الكاتب – الذي يعد من أشهر الباحثين الغربيين المختصين بالملف السوري – ان الرئيس بشار الاسد وحلفاءه قد "انتصروا بالحرب"، وفق تعبير الكاتب نفسه، وأضاف بأن الغرب بات يعول الآن على استخدام ورقة اعادة الاعمار من اجل تحقيق الانتقال السياسي، لكنه شدد على أن الغرب ايضاً مخطئ في برهانه هذا.
الكاتب توقع بأن ادلب ستكون اولوية من الناحية العسكرية في عام 2018، وبانه سيتم التوصل الى مصالحة بحيث يتم نقل ما تبقى من مسلحين من الاحياء الشرقية في دمشق الى ادلب، اما الاكراد فأشار الكاتب الى وجود خطر تخلي الولايات المتحدة عنهم.
هذا واعتبر الكاتب بأنّ مؤتمر سوتشي حول سوريا المقرّر أن ينعقد نهاية الشهر الجاري انما يشكل خطوة نحو تسوية النزاع السوري لكن "خارج اطار عملية جنيف"، ولفت الى أن روسيا فتحت النقاش حول مستقبل الدولة السورية من خلال الاعتراف بالمكونات العرقية والدينية في البلاد.
كما قال "إن تطوير الدستور السوري باتجاه الاعتراف السياسي بالمكونات المختلفة في المجتمع السوري قد يكون موضوعا بارزا في سوتشي وفي رسم الانتقال السياسي".
أما على الصعيد الاقتصادي، فتحدث الكاتب عن دمج اقتصادي بين سوريا والعراق وايران وربما لبنان ايضاً، وتابع بأن الحل بالنسبة للحكومة السورية قد يكون اللجوء الى "الاسواق المجاورة"، وذلك في ظل المواقف العدائية حيال سوريا من قبل دول الخليج وايضاً اوروبا.
وقال "إن العراق سرعان ما قد يتحول الى "زبون" سوريا الاول في مجال استئناف الانتاج الزراعي والصناعي"، كذلك تحدث عن امكانية عودة صادرات النفط العراقي والايراني الى سوريا، وقال ايضاً ان الموانئ السورية أصبح لديها "منطقة نائية" تمتد الى طهران.
الكاتب شدّد على أن النظام في سوريا خرج وهو اقوى، وعلى أن الذين "يحلمون" بمغادرة الاسد لا زالوا لا يفهمون انه "الحجر الأساس" في نظام السلطة في سوريا، كذلك أشار الى أن حلفاء الرئيس الأسد ليس لديهم أية رغبة بتركه السلطة.