ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
’بلومبرغ’: ’مقامرة الأمير’…ابن سلمان ينتظر الدعم في مواجهة تمرد الأمراء
"مقامرة الأمير"، هذا ما وصفت به وكالة "بلومبرغ" الأمريكية الإجراءات والإصلاحات الأخيرة، التي يمارسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقالت الوكالة الامريكية إن "إجراءات ربط الحزام والتقشف الأخيرة، التي تتبعها المملكة، دفعت ابن سلمان لأن يكون وجهًا لوجه في مواجهة الركيزة الأساسية التقليدية" للحكم في المملكة، وأوضحت أن تلك "الركيزة" هي عبارة عن زمرة الأمراء في العائلة المالكة، ورجال الدين ورجال الأعمال.
وقالت "بلومبرغ" إن ابن سلمان يعتمد في تعزيز استقرار المملكة، على أن يجعل له ظهيرا وسندا حقيقيا لدى الشارع السعودي والمواطنين العاديين، ومدى تقبلهم لإجراءات التقشف، بأن يتم تطبيقها على الأمراء وأبناء عمومته قبل أن يطبقها عليهم"، ووصفت الوكالة ابن سلمان بـ"الزعيم الواقعي" الذي يدرك مدى خطورة تلك الإجراءات التي سيتم تطبيقها من أجل منح المملكة قبلة حياة بعيدا عن الاعتماد على النفط.
ونقلت الوكالة عن أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد في لندن فواز جرجس قوله إن "ولي العهد لا يستطيع أن ينفصل عن دائرة الشباب، فتلك ليست مجرد إجراءات اقتصادية، بل هي تتعلق بصورة مباشرة بتوطيد القاعدة الاجتماعية للقيادة الجديدة والمعارضة من المصالح الراسخة جدا من جانب بعض أفراد العائلة المالكة".
كما تنقل عن المتخصص في الشرق الأوسط في جامعة "جورج تاون" في واشنطن بول سوليفان قوله إن "ما يطبقه ابن سلمان حاليا، يمكن أن يتسبب في حدوث اضطرابات"، مضيفًا "قاعدة الأمير الحقيقية هي جيل الشباب، الذين يأملون في حياة أفضل وتغيير حقيقي، فهو يمنحهم أملًا لتحقيق استقرار حقيقي في البلاد".
وأشارت الوكالة إلى أنه على رغم من أن الكثير من قادة السعودية أغدقوا على مواطنيهم الأموال، خاصة إبان ثورات الربيع العربي، إلا أن الإجراءات الأخيرة تأخذ منحى مختلفا لأنها تأتي في وقت يتم تضييق الخناق فيه على الرجال الأكثر نفوذا في المملكة.
كذلك حذرت "بلومبرغ" من أن المواطن السعودي العادي قد لا يتقبّل البذخ الذي يعيش فيه ابن سلمان نفسه، في ظل التقشف المفروض عليهم.
ورات كريستيان أولريتشن من معهد "بيكر" للسياسة العامة في جامعة "رايس" أن إنفاق الأمير الشاب والبذخ الذي يعيش فيه يضرّ بشعبيته بصورة قوية.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى التقرير السابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الذي كشف أن ولي العهد دفع نحو 450 مليون دولار مقابل لوحة نادرة خاصة بالرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي، و300 مليون دولار لشراء قصر فرنسي فخم، و500 مليون دولار مقابل يخت.
وتابعت أولريتشن "قد يلقى هذا صدى سيئًا، ليس فقط بين خصومه في العائلة المالكة، الذين يشعرون بالتهميش، ولكن لدى العديد من المواطنين أيضا".
ونقلت أيضا، عن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة جيمس دورسي قوله إن ابن سلمان يحظى بشعبية وتأييد الملك، لكن تلك الشعبية "هشّة"جدًا، لأنها مبنية على توقعات مهمة وكبيرة، وتابع:"من غير المحتمل أن يكون قادرا على الوفاء بتلك التوقعات، ضمن الجدول الزمني الذي يتوقعه الناس، لذلك ينبغي أن ينهي تلك الإجراءات بصورة جيدة، لكي يحافظ على شعبيته".
l.alhusseini