ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

 الصفحة الأجنبية: ترامب سيواصل الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران

 الصفحة الأجنبية: ترامب سيواصل الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران

كشفت مواقع أميركية معروفة نقلاً عن مصادر مطلعة بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيستمر بإعفاء إيران من العقوبات التي فرضت عليها عام 2012، وذلك بموجب الاتفاق النووي عام 2015، ما يعني استمرار التزام ادارة ترامب بالاتفاق.

وفي السياق، دعت شخصيات أميركية صهيونية معروفة إدارة ترامب الى الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران مع التصعيد ضدها تحت ذريعة "انهاكات حقوق الانسان" ومساعدة من أسمتهم "المتظاهرين الإيرانيين".

وفي إطار آخر، سلّط صحفيون الضوء على رؤية مستشار "الأمن القومي" "H.R McMaster"، وأشاروا الى أن الأخير يرى انه من الضروري النظر في الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية، وأن وضع العالم اليوم يشبه ما كان عليه قبيل الحرب العالمية الاولى.

ترامب سيستمر بالالتزام بالاتفاق النووي مع طهران

نشر موقع "Bloomberg" تقريراً نقل فيه عن مسؤولين اثنين مطلعين في الادارة الاميركية ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ينوي الاستمرار بإعفاء ايران من العقوبات بموجب الاتفاق النووي، لكنه يهيىء عقوبات جديدة تستهدف "انتهاكات في مجال حقوق الانسان" و"انتهاكات الكترونية"، بحسب تعبير التقرير.

وأوضح التقرير بأن" على ترامب أن يقرر مع حلول يوم غد الجمعة ما اذا كان سيواصل إعفاء ايران من العقوبات التي فرضت عليها عام 2012 والتي استهدفت المصرف المركزي الايراني"، كما أضاف بان الاتفاق النووي ينص على رفع هذه القيود التي فرضت على طهران، وبان اعادة فرضها سيعني فعلياً الخروج من الاتفاق.

هذا ونقل التقرير عن المسؤولين الاثنين ايضاً تشديدهما على أنه لم يتخذ أي قرار نهائي بعد، وبأن خطط الإدارة الأميركية قد تتغير في أية لحظة، كذلك نقل عن مسؤول أميركي آخر رفض الكشف عن اسمه بأن ترامب سيتخذ قرارا نهائيا اليوم الخميس، حيث من المقرر أن يجتمع مع فريقه للأمن القومي بعد ظهر اليوم في البيت الأبيض.

التقرير لفت ايضاً الى أن مجموعة من المشرعين الأميركيين الديمقراطيين والجمهوريين بقيادة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور "Bob Corker"، تعمل على تشريع يبقي على الاتفاق النووي ولكن يشدد في الوقت نفسه القيود على إيران.

أميركيون صهاينة يطالبون بالمزيد من التصعيد ضد إيران تحت حجة "انتهاكات حقوق الانسان"

كتب الباحثان الأميركيان الصهيونيان "Dennis Ross" (وهو دبلوماسي أميركي سابق معروف) و"Richard Goldberg" (وهو باحث في المعهد الأميركي الصهيوني المعروف الذي يسمى "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، كتبا مقالة نشرت بمجلة "Politico" دعيا فيها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى تبني مقاربة شبيهة لتلك التي تبناها الرئيس الاميركي الاسبق "Ronald Reagan" حيال الاتحاد السوفييتي، حيث أشارا الى ان "Reagan" توصل الى اتفاق حول التسلح مع الاتحاد السوفييتي وصفها علناً بأنها "امبراطورية شريرة" وروج لتغيير النظام ومارس ضغوطا اقتصادية مرتبطة "بسجل الاتحاد السوفييتي في مجال حقوق الانسان".

وتحدث الكاتبان عن تخطي الخلافات الداخلية في أميركا وتبني مسار موحد ضد ايران، وقالا ان "المتظاهرين الايرانيين يعلنون موقفاً وعلينا ان لا نتجاهله" (وفق تعبير الكاتبين)، كما تابعا بانه يحق لترامب وفقاً للاتفاق النووي ان يتبع أسلوب "Reagan" نفسه ويساعد "المتظاهرين الايرانيين"، كذلك أضافا بأن الولايات المتحدة واوروبا يجب ان تشعران بكامل الحرية لفرض عقوبات تتصل بموضوع حقوق الانسان و"الارهاب" (بحسب تعبير الكاتبين)، وأيضاً الصواريخ.

الكاتبان شددا أيضاً على "ضرورة فرض عقوبات على اية جهة مرتبطة بقوات حرس الثورة أو "الإرهاب" أو "انتشار الصواريخ" أو "الانتهاكات في مجال حقوق الانسان"، حتى و ان كان تم تعليق العقوبات على هذه الجهة بموجب الاتفاق النووي" وفق قولهما.

كما قال الكاتبان إن الاتفاق النووي يجب أن لا "يمنعنا" من تنفيذ "تعهداتنا الدولية" في ملفات "حقوق الانسان والارهاب وانتشار السلاح"، وأضافا بأن الاتفاق النووي يجب ان لا يقيد الولايات المتحدة وحلفائها من استخدام كافة السبل المتاحة ضد ايران.

كذلك تحدث الكاتبان عن قيام ادارة ترامب بإقناع الاوروبيين بأن العقوبات "غير النووية" هي "مقبولة" وتشكل "وسيلة فاعلة" لرفع الأثمان الداخلية والخارجية بسبب السلوك العدائي للنظام في إيران، بحسب تعبير الكاتبين.

وشدد الكاتبان مرة أخرى على ضرورة تخطي الخلافات الحزبية داخل أميركا لكسب دعم "العالم الحر"، كما شددا على أن "الصمت" ليس خياراً.

الرؤية العالمية لمستشار "الأمن" القومي الأميركي

كتب الصحفي "Uri Friedman" مقالة نشرت بمجلة "The Atlantic" حملت عنوان: "العالم بحسب "H.R. McMaster" والتي ركزت على الرؤية العالمية لمستشار الأمن القومي الأميركي ("McMaster" نفسه).

وأشار الكاتب الى ان "McMaster" يشعر بقلق شديد من كوريا الشمالية ويصر اكثر من اي مسؤول آخر في الادارة الاميركية (باستثناء ترامب نفسه)، على ضرورة منع الزعيم الكوري الشمالي "Kim Jong Un" من امتلاك القدرة على وضع رأس نووي على صاروخ قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، حتى وإن اقتضى ذلك بدء نزاع عسكري مع بيونغ يانغ.

ولفت الكاتب إلى أنه وبينما يركز كل من وزيري الخارجية والحرب الأميركيين "Rex Tillerson" و"James Mattis" على الجهود الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، فإن "McMaster" من جهته وبحسب التقارير الاعلامية يؤكد على ضرورة النظر في خيارات عسكرية.

كذلك اشار الكاتب الى أن "McMaster" يحذر مراراً من أن العالم اليوم يشبه ما كان عليه قبيل الحرب العالمية الاولى، وأضاف أنه وبحسب مستشار الأمن القومي الأميركي فإن "الردع التقليدي" (إذا ضربتمونا سنضربكم)، والذي استخدم مع الاتحاد السوفييتي، قد لا ينجح مع حكومة مثل حكومة كوريا الشمالية.

وذكّر الكاتب بما سبق وقاله "McMaster" بأن قيام كوريا الشمالية بتطوير قدرة نووية طويلة المدى سيشكل التطور الأكثر زعزعة للاستقرار في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأضاف بان مستشار الامن القومي الاميركي متأثر جداً بكتابين اثنين، الأول اسمه "The Unquiet Frontier" (الجبهة غير الهادئة)، والثاني اسمه "The Rhyme of History" (قافية التاريخ).

الكاتب تابع أن "الكتب المذكورة ترى أن خصوم اميركا يبحثون عن نقاط ضعف لدى اميركا وان الثورة التكنولوجية والجيوسياسية اليوم تشبه ما حصل قبيل الحرب العالمية الاولى"، وهنا أشار الى ما سبق وقاله "McMaster" بان عهد الجيوسياسات قد عاد.

كذلك استشهد الكاتب بما قاله مستشار الأمن القومي قبيل صدور استراتيجية الأمن القومي لادارة ترامب، حيث قارن بين تحديات اليوم التي قال انها تتمثل بالمجموعات الإرهابية وايضاً دول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران من جهة، و"التحديات" السابقة التي تمثلت بالفاشية والامبريالية والشيوعية من جهة اخرى.

وتابع ان"McMaster" وخلال هذه التصريحات قال ان بريطانيا كانت الضامنة لأمن اوروبا وان هذا الدور يشبه الى حد كبير دور الولايات المتحدة في مواجهة "القوى الرجعية" في يورو آسيا.

واستشهد الكاتب أيضاً بما قاله "McMaster" في كلمة له بمعهد "Virginia" العسكري العام الفائت، حيث أعرب عن اعتقاده بأن الوضع الجيوسياسي اليوم يشبه ما كان عليه عام 1914، كما قال وقتها (بحسب الكاتب) "ان "الردع التقليدي" لا ينفع كما كان وان دولا مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران لا تعمل بشكل منعزل عن بعضها وتراقب وتقيم سياسات اميركا في العالم".

الكاتب نبه بهذا السياق الى أن موقف "McMaster" هذا المدافع عن "النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة" يبدو أنه يتناقض وموقف ترامب المنتقد للنظام العالمي هذا".

2018-01-11